كباشي.. مقدرات عسكرية وسياسية ومواقف وطنية كتب: طلال إسماعيل*

مواقف وطنية متعددة تظهر من خلال محطات سياسية وعسكرية وتفاوضية لعضو مجلس السيادة، نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي.
ويتمتع الرجل بذكاء وقبول منذ مولده في قرية أنقاركو جنوب مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان في عام 1961، والده هو كباشي إبراهيم شنتو الذي كان جندياً بالقوات المسلحة السودانية تابعاً للواء الهجانة في الفترة من 1955- 1973.
بدأ شمس الدين دراسته الابتدائية في مسقط رأسه في أنقاركو ثم تنقل في مدارس ابتدائية أخرى بلغت 7 مدارس في مدن الدلنج وبابنوسة والمندل والحمادي وتلودي، وذلك بسبب طبيعة عمل والده العسكرية الذي كان يتنقل من منطقة لأخرى بالسودان
ودرس شمس الدين المرحلة المتوسطة بمدرستي هبيلا وهيبان بجنوب كردفان، وأتم المرحلة الثانوية في مدرسة تلوي الثانوية بمدينة كادوقلي.

بعد حصوله على الشهادة الثانوية، التحق شمس الدين كباشي بالكلية الحربية السودانية في فبراير عام 1981 وتخرج فيها في فبراير عام 1983 برتبة ملازم.
بعد ذلك تدرج كباشي في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة الفريق أول في فبراير 2020.

*موقفه من الاتفاق الاطارئ*
تصاعد الجدل السياسي في السودان حول القرب من توقيع الاتفاق النهائي للاتفاق الاطارئ وتسليم السلطة في البلاد لفصيل سياسي واحد دون بقية الكتل الحزبية الأخرى ، لكن كباشي أكد ن القوات المسلحة لن تمضي في الاتفاق الإطاري مالم يوقع عليه عدد كاف من القوى السياسية .

وقال في مخاطبة جماهيرية خلال زيارته كادوقلي إن القوى السياسية الموقعة على الاتفاق الإطاري ليست كافية لحل المشكلة السياسية. وشدّد أن القوات المسلحة لا يمكن ان تحمي أي دستور غير متوافق عليه وأضاف (ما بنحمي دستور 10 انفار

وأوضح إن بعض الظروف اقتضت أن تكون القوات المسلحة طرفاً في الحوار مؤكدا تمسكها بالخروج من العملية السياسية والوقوف على مسافة واحدة من جميع المبادرات.

ودعا الموقعين على الاتفاق الإطاري لفتح صدورهم وقبول الآخرين وأضاف (نرفض أن يحمل أي شخص القلم الأحمر ويحدد فلان يجي وفلان ما يجي ) وأكد إن الجميع مواطنين ومتساوين في الحق السياسي.

*دمج الدعم السريع*
وفي تلك الزيارة الى جنوب كردفان في فبراير 2023 ، قال كباشي إنه لا بديل للقوات المسلحة إلا القوات المسلحة. ولفت كباشي إلى ما أسماه “تطور المصطلحات” عند الحديث عن المؤسسة العسكرية من “تفكيك” إلى “إعادة هيكلة” إلى “إصلاح”. وأضاف لدى مخاطبته ضباط الفرقة الـ(14) مشاة بكادوقلي في جنوب كردفان وضباط الصف والجنود: “لا يهمنا المصطلح، لكن القوات المسلحة باقية، وأحد أسباب السيولة الأمنية والمنصوص عليها في الاتفاق الإطاري، أنه لا بد من جيش واحد، أساسه القوات المسلحة”.
وقال كباشي إن الترتيبات الأمنية يجب أن تكتمل وأن الدعم السريع يجب أن يندمج في القوات المسلحة، لتتشكل قوات مسلحة واحدة تحمي البلاد وتعمل بتنظيم واحد وبعقيدة واحدة
كانت تصريحات كباشي بمثابة الأمل داخل صفوف الجيش السوداني وفي القوى السياسية السودانية التي لم تكن جزءا من الاتفاق الاطارئ، صار كباشي ايقونة ورمزا لصوت الحكم والعقل.

*الكباشي ومنعه لبيع الفشقة*
في عهد حكم رئيس مجلس الوزراء الاسبق عبدالله حمدوك، كثر الحديث حول بيع الفشقة لدولة الامارات من خلال مبادرة لحل النزاع مع اثيوبيا دفعت بها ابوظبي .
لكن كباشي في 15 مايو 2021 قال إن كل ما رشح بشأن تقسيم أراضي الفشقة وفقا للمبادرة الإماراتية محض شائعات.

وأكد كباشي لدى تفقده القوات السودانية على الحدود مع إثيوبيا، في أول أيام عيد الفطر، أن كل المزارعين في الفشقة والشريط الحدودي سيزرعون أراضيهم.

وتابع “تم رفض المبادرة الإماراتية فى زيارة البرهان إلى الإمارات وإن كانت الإمارات تريد حل النزاع مع إثيوبيا فعليها أن تنصح الإثيوبيين بوضع علامات الحدود”.
وأضاف” وحول ما يثار من حديث عن الاستثمار في هذه الأراضي في مقابل ذلك”، أكد أن ”السودان لن يقبل به وهو موقف متفق عليه، على كل مستوى أجهزة الحكم الانتقالي”.
واجه كباشي بقوة لوحده عندما قام حميدتي بزيارة إلى إثيوبيا دون تنسيق أثناء توتر الموقف في الحدود معها لأنهم قتلوا 29 جندي سوداني بالفشقة.

*محطات سياسية*
تولى مهمة الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري في ابريل 2019 ، وفي 20 أغسطس 2019 أصبح كباشي عضوا بالمجلس السيادي ، وانضم كباشي إلى الوفد الحكومي المفاوض في مباحثات السلام الجارية في جوبا عاصمة جنوب السودان بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة.
كما اصبح عضوا في مجلس السيادة للمرة الثانية في 11 نوفمبر 2021، عندما أعلن الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، تشكيل مجلس سيادة انتقالي جديد.

*كباشي شوكة حوت لقائد المليشيا*
تصدى كباشي لكثير من تجاوزات قائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي عندما كان نائبا لرئيس مجلس السيادة ، ومن ضمن توجيهات حميدتي بالتنسيق مع مفوضية الحدود بعمل براميل اسمنتية في الحدود ما بين ولاية غرب وجنوب كردفان.
تولى كباشي ملف الاشراف ومتابعة كل ولايات كردفان ، وهو مؤمن بان شعب كردفان مجتمع متعايش ومتجانس بين كل مكوناته الاجتماعية

*رجل السلام*
يؤمن كباشي بالسلام وفق رؤية القوات المسلحة، ومصالح أهل السودان ولا يرفض التفاوض وفق تلك المبادئي والقيام ، هو رجل المهام الصعبة التي عجز الآخرين عن القيام بها و لا يخاف في الحق لومة لائم وليس من طبعه خيانه السودان أو اخوانه.

*كباشي أيقونة المكون العسكري الغيور على جيشه ووطنه*
يدرك كباشي العسكري الغيور على جيش السودان بدعم بالمقاومة الشعبية المساند للقوات المسلحه دون تسييس لأنه يؤمن بقومية القوات المسلحه وولائها للوطن.

Exit mobile version