يجد المخرج والمنتج المستشار جلال حامد “ود الجبل” مكانة رفيعة وسط الحقل الدرامي والمسرحي، فقد تصدي لإرتياد عوالم الدراما المكلفة ماليا، والآيلة للخسارة في معظم الأحوال، ومضي لإنفاق رأسمال ضخم، يراه البعض ترفا، ان لم يروه بذخا وتبديدا، لكن حقق بذلك نجاحات علي المستويين الإنتاجي والمالي وحجم المشاهدين
ان الدراما التلفزيونية في عهدتها الأخيرة حققت جذبا كبيرا، وقدمت مادة رسالية، كافحت من اجل ان تبقي الدراما السودانية وسط التقدم المذهل لرصيفاتها في الوسطين الإقليمي والدولي العالمي، انها باتت حائط الصد لاستشراء خطاب العنف، والكراهية، والايدلوجيا العمياء، وهي كلها امراض دخيلة علي المجتمع السوداني، تم تصديرها وتسميم الفضاء الاجتماعي في مقدمة خطط التفكيك للدولة السودانية
ان محاولة تصوير ظهور مسؤول حكومي ذو خلفية إبداعية ومهنية بينما هو يحتفل مع ابنائه وبناته المبدعين بانه سلوك سافر، انما هو تصوير بسيط لمتاعب تقابل المبدعين والمنتجين خاصة في بلداننا التي تواجه ما تزال مشاكل سياسية وحروب، ان مشهد الاحتفال والرقص مع شباب كانوا يمثلون بلدهم في عز الازمة والحرب انما هو غاية ما يتحسسه اي مبدع او شخص بعيد عن وطنه يحمله في جوانحه، انها لحظة ترجم من خلالها جلال حامد كل ما اختلج بدواخله من حب وانتصار لوطن، ولحظة لم يري فيها دعاة خطاب الكراهية غير انها سلوك خاطئ، بينما هي ترجمة حقيقة واداء درامي لمعاناة الدواخل او لفرحها
ستظل الاعمال الدرامية التي قدمها المنتج جلال خلال فترة حديثة للدراما التلفزيونية هي المحك لتقييم ادائه، وهي الفيصل للحكم عليه، وتظل المخاطرة التي قادها بينما جبن الالاف من رجال المال والاعمال من الدخول فيها، هي الرافعة الحقيقية والمقياس لما يمكن الحكم عليه من اداءات “جلال”، ولن يبقي المشهد المستوحي من الخيالات المريضة بان جلال ود الجبل كان يرقص بسفور وسيذهب جفاء وتبقي الاعمال التي قدمها والتي سيقدمها والمشاركات الخارجية هي الكنز الثمين والصندوق الذي يجب ان نرقص حوله جميعا علي انغام النجاحات الكبري