وليد علي آدم ..يكتب من أجل الإصلاح الحلقة (231) تمكين المراة الريفية لزيادة الانتاج والانتاجية

تعد التنمية الريفية عملية متكاملة ومستمرة من ابرز محاورها التنمية الزراعية التي تهدف الي احداث التغيير في الريف ليس فقط،فيما يتعلق باساليب الانتاج بل تمتد الي البنيات الاساسية ومحاولة تغيير وجهة نظر معظم سكان الريف لحياة افضل مع الاخذ في الاعتبار ان الريف يعتمد علي الزراعة وتربية الحيوان كوسيلة لكسب العيش وتحقيق الاكتفاء الذاتي دون التفكير في تطوير هذه الثروات الي الافضل وتحويلها الي موارد اقتصادية مهمة تسهم في احداث التغيير علي مستوي الفرد او الاسرة رغم توفر الفرص لزيادة المساحات الزراعية وتنوع المحاصيل الي جانب ترقية القطيع .

وتعتبر نسبة مساهمة المراة الريفية في النشاط الاقتصادي من مؤشرات التنمية التي تعكس اوضاع المراة في المجتمع والاسرة ومدي قدرتها علي المساهمة في تحسين المستوي الاقتصادي .
الواقع في النيل الازرق يبرز الادوار الفعالة التي تضطلع بها المراة الريفية والاعباء الملقاة علي عاتقها والمسئوليات الجسام التي تؤديها فنجد المراة الريفية تقوم باعمال الزراعة وتبذل جهود مقدرة في رعاية الحيوان وجلب الماء والاحتطاب الي جانب دورها في الانجاب والرعاية ومن هنا تاتي اهمية تحديد وتذليل المشاكل والتحديات التي تواجه المراة الريفية ووضع الحلول الجادة والمستدامة للمعوقات وتحديات الوضع الراهن علما بان قضايا المراة عموما في مجال التنمية ينظر اليها علي اساس انها مشكلة رعاية اجتماعية كما ان ادوار الجهات المعنية التي تحدد انشطة المراة في عمليات التنمية اصبحت غير كافية لضعف الميزانيات المخصصة لذلك وجملة من الاسباب الاخري
لذا غالبا ما نجد ادوارها محدودة حسب الامكانيات المتاحة .
ولاهمية تمكين المراة يتطلب من الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية ان تضاعف من تدخلاتها وتكثيف الجهود لتمكين المراة وتقوية اعتمادها علي نفسها بتحقيق استقلالها الاقتصادي بزيادة الفرص امام المراة للقيام بانشطة تعود عليها بعائد مجزي ودعم واسناد الجمعيات النسوية القاعدية ومراكز تنمية المراة الريفية مع اعادة النظر في كيفية تقديم الخدمات الصحية لضمان سلامة ووقاية المراة من الامراض وتحسين خدمات الرعاية الصحية الاساسية علي مستوي الريف .
بالاضافة الي تشجيع صياغة المشروعات التي من شانها النهوض بالمراة الريفية وزيادة الانتاج والانتاجية.
ومن الاهمية بمكان تحقيق التواصل بين المراة الريفية والمراة العاملة في مجال الزراعة والثروة الحيوانية لمزيد من اكتساب المهارات والخبرات والمساهمة في رفع الوعي.
مطلوبات عاجلة ينبغي للمؤسسات العاملة في مجال التنمية الاجتماعية لتخصيص حيز للمراة في كافة المشروعات وخاصة المراة الريفية والاهتمام ببناء القدرات وتقديم الدعم الواضح لمراكز تنمية المراة حتي تتمكن من الاضطلاع بادوارها وتاكيد مساهمتها في الانتاج وزيادة الانتاجية وتخفيف حدة الفقر.
ختاما: نشيد بتدخلات بعض المنظمات التي احدثت تغيير حقيقي لاستصحابها حاجات المراة الريفية والبيئة المحيطة واشراك المراة في مراحل المشروع من الاعداد والتنفيذ والتقييم .
ومن هنا نناشد بضرورة احكام التنسيق بين الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية وتحقيق العدالة في المشروعات المتعلقة بتنمية المراة وتمكينها .

Exit mobile version