عودة الأسطورة كمال عبد الغني إلى أرض الوطن بعد رحلة علاج ناجحة في الهند بقيادة الدكتور جلال حامد

في لحظة إنسانية مفعمة بالمشاعر، اكتملت رحلة علاج نجم السودان التاريخي، وأسطورة كرة القدم، الكابتن كمال عبد الغني، محرز هدف التتويج القاري في كأس أمم إفريقيا 1970م، حيث عاد اليوم إلى السودان، وسط فرحة غامرة لأسرته الصغيرة ومجتمعه الرياضي الكبير، بعد رحلة علاج ناجحة في الهند، أدارها وأشرف عليها بكل تفانٍ الدكتور جلال حامد، الذي جسّد قيم الوطنية في أسمى وأبهى صورها.
ودّعته مستشفى كاڤيري ودولة الهند بالحب والدعوات والدموع، وكان المشهد في المطار مؤثرًا؛ حيث ظهر الكابتن كمال إلى جانب نجله وهما يرتديان اللونين الأحمر والأصفر، ألوان نادي المريخ، في مشهد بدأ للوهلة الأولى عفويًا، لكنه – كما أوضح الدكتور جلال – كان مقصودًا بعناية من الدكتور جلال والكابتن كمال نفسه، الذي أراد أن يبعث برسالة إمتنان وفخر لجمهور ناديه، رغم علمه بإنتماء الرجل الإنساني والخيري الذي أنقذ حياته إلى الغريم الهلالي.

وقال الدكتور جلال حامد في تصريحات خاصة: “الكابتن كمال عبد الغني إرتدى الأحمر والأصفر بعفوية رافقتها رمزية جميلة، هو يدرك مدى عشقي للهلال، لكنه أراد أن يحتفي بالمريخ وتاريخه من خلال هذا الظهور، وأنا بدوري إحترمت مشاعره، فالوطنية فوق الألوان، وكمال رمز لكل السودان وسيبقى رمز من رموز كرة القدم السودانية، قبل أن يكون نجمًا للمريخ فقط.”

وقد عاش الحضور لحظات من التأثر الشديد عندما شرع الكابتن كمال في غناء بعض الأغنيات السودانية من فرط فرحته بالشفاء، بعد رحلة علاج مُعقدة، استوجبت تدخلات دقيقة وعلاجًا طويل الأمد من مستشفى كاڤيري التي منحت كمال إهتمام طبي ونفسي متعاظم انعكس إيجابيا على حالته الصحية والنفسية، هذا ومن المقرر أن يواصل عبدالغني بقية علاجه في السودان لستة أشهر قادمة، قبل أن يعود إلى الهند لمتابعة حالته.
وأكد الدكتور جلال أن دعوات الرياضيين، من مختلف الإنتماءات، كانت وقود هذه المعركة الطبية، مضيفًا: “الله سبحانه وتعالى سخّرني لخدمة هذا الرمز الكبير، وما قمت به واجب، كمال عبد الغني يستحق منّا الكثير، وهو الآن في طريقه للتعافي الكامل بإذن الله.
إنها ليست مجرد قصة علاج، بل حكاية وطنية ناصعة، بطلها طبيب هلالي أنقذ روحًا مريخية، لتُكتب سطور الوفاء في كتاب الرياضة السودانية بأحرف من نور.. وكأن كرة القدم، على خلاف ما تفعله أحيانًا، قررت هذه المرة أن توحد، لا أن تُفرّق.

Exit mobile version