احتضنت ولاية سنار، الأربعاء، انطلاق المشروع الوطني لإعمار وإصلاح النسيج المجتمعي السوداني، الذي تُشرف عليه هيئة علماء السودان، وبرعاية نائب رئيس السيادي، الفريق مالك عقار إير، وذلك خلال لقاء نوعي، ضم الرئيس المناوب للمشروع،البروفيسور احمد صباح الخير، مع والي الولاية اللواء ركن معاش الزبير حسن، بحضور رسمي وشعبي كثيف، في مدينة سنجة حاضرة الولاية.
وفي مستهل اللقاء، أشاد الوالي بالفكرة النوعية للمشروع، مؤكداً دعمه الكامل لتنفيذه في جميع محليات الولاية.
وأوضح أن المجتمع السوداني “في حاجة ماسة وحقيقية للإصلاح” بعد الشرخ والآثار السلبية العميقة التي خلّفتها الحرب في نسيجه الاجتماعي، معتبراً أن مثل هذه المبادرات الروحية والاجتماعية “تُعد الركيزة الأساسية للتعافي وبناء المستقبل”.
من جانبه، استعرض البروفيسور أحمد صباح الخير رزق الله، الرئيس المناوب للمشروع الوطني، محاور المشروع الأساسية، التي تركّز على، إجراء المصالحات المجتمعية ونشر قيم التسامح والوحدة الوطنية و تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين، بجانب تنظيم حراك دعوي وتوعوي عبر الندوات الدينية والمنابر الإعلامية.
كما أشاد البروفيسور بالدور الكبير لحكومة ولاية سنار في “تذليل العقبات” لتحقيق أهداف المشروع.
وأوضح أن اختيار سنار كنقطة انطلاق للمشروع “هو استحقاق تاريخي”، مشيراً إلى أن “الدولة السودانية بدأت من سنار، والنصر في معركة الكرامة انطلق من ولاية سنار إلى الخرطوم”،واضاف: “البداية من سنار ليست مجرد اختيار عشوائي، بل هي قراءة متعمقة للواقع والتاريخ”، معتبراً أن الولاية “مهيأة تماماً لقيادة انطلاقة المشروع الوطني” نظراً لتجربتها الثرية في الحفاظ على التماسك الاجتماعي والسلم الأهلي، والتي سيتم تعميم دروسها على بقية الولايات كـ”خارطة طريق للإصلاح المجتمعي الشامل”.
وشدد البروفيسور صباح الخير، على أن المشروع يعتمد على ثماني آليات عمل رئيسية، لا تقتصر على الإصلاح النظري بل تمتد إلى الجانب العملي الملموس عبر دعم مشاريع تنموية لمحاربة البطالة وتعزيز سبل العيش في المجتمعات المتضررة.
كما إلتقى البروفيسور احمد صباح الخير بالمدير التنفيذي لمحلية سنار، السيد فيصل عبدالرحمن أحمد، في مكتبه والذي اكد دعمه الكامل لتنفيذ المشروع بالمحلية وتضامنه ووقوفه مع المشروع واثني على هيئة علماء السوداني وعضويتها، مشيراً إلى دورها البطولي في معركة الكرامة.
جسّد الحضور الرسمي والشعبي الكثيف تكامل الأدوار لتحقيق الهدف، حيث شددت الأستاذة حواء عبدالله موسى، رئيس منظمة “ماقو”، على أن “رتق النسيج المجتمعي هو من صميم عمل المنظمة”، معربة عن تطلعها للعمل “جنباً إلى جنب مع المشروع الوطني”.
كما أشاد الدكتور إبراهيم عبدالله موسى، المدير التجاري للشركة العربية وأحد مؤسسي “ماقو”، بـ “الدور الكبير للقوات المسلحة في حفظ تماسك النسيج المجتمعي”، مؤكداً أن “سنار لبنة حقيقية لنشر ثقافة السلم المجتمعي”.
من جهته، دعا الشيخ محمد توم، ممثل الإدارات الأهلية، إلى “نزع جلباب القبيلة والتمسك بالسودان الواحد”، مؤكداً على أن الإصلاح يجب أن يصبح “ثقافة مجتمعية” لضمان الأمن والاستقرار.
يذكر أن البروفيسور أحمد صباح الخير سيواصل جولته ليشمل مدن سنجة وكركوج ومايرنو لدعم مسيرة المصالحة المجتمعية، حيث التقى خلالها بسلطان مايرنو، علي محمد طاهر.
وفي ختام اللقاء، كرّمت هيئة علماء السودان كلاً من: والي الولاية اللواء الزبير حسن، وأمين ديوان زكاة ولاية سنار مولانا إبراهيم يوسف، والمدير التنفيذي لمحلية سنجة ناصر عبدالله ناصر؛ تقديراً لجهودهم الداعمة للمشروع.