لقاء البرهان والسيسي.. التلويح باتفاقية الدفاع المشترك بقلم : علي يوسف تبيدي

البرهان زار القاهرة في رحلة خاطفة بمعيار الزمن لكنها ذات ايقاعات هامة وكبيرة بمقياس الاهداف والمرامي فقد ظلت العلاقة الوجدانية بين البلدين لاتحتمل الغياب الطويل والانقطاع السياسي فالزيارة جاءت في ظرف دقيق يمر على الساحة السودانية فهي تمت بعد حصاد لقاء البرهان وولي العهد السعودي الذي أثار موجة من الاستنتاجات والتوقعات الكثيرة في ملف الحرب بين الجيش السوداني ومليشيا دقلو فضلاً عن التطورات الجديدة والنوعية في العلاقة بين الرياض والخرطوم.
تحاول القيادة السودانية دراسة وجهة النظر المصرية حول القضايا الانيه الداخلية ومعرفة المسارات المتوقعة في الموقف المصري خلال المستقبل مازالت الحرب دائرة في خضم الحديث عن الهدنة ولقاءات الطاولة فالاحداث تتحرك بسرعة رهيبة في البلاد ولاتوجد أرضية ثابتة في الأجواء السياسية السودانية فالتشاور المصري السوداني يتمتع بخصوصية الشقيق الذي يتقاسم مع الخرطوم مسؤولية التطورات والترتيبات العسكرية والامنية والسياسية علي الواقع في جنوب الوادي، فالقاهرة لها وزن وقدرة إصلاح وتعديل ماتراه الخرطوم لايتماشي مع طموحاتها واوضاعها في الشق الحساس والحيوي انطلاقا من هذه المعطيات ظلت اللقاءات والمشاورات بين البلدين واجبه وضرورية فالشاهد ان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تحدث كثيرا عن تلاقي الامن المصري مع الامن السوداني وأن ظهر مصر يقع في خضم جنوب الوادي.
وايضا هنالك الادراك الحكومي في الخرطوم حول ماهية التواصل و التشاور مع المحروسة في كل الأوقات والظروف.
فالواضح أن علاقة القيادة المصرية مع امريكا والغرب تلعب دوراً كبيراً هاما في مساندة السودان حول تفادي الكماشة الأمريكية والاروبية إلتى تحاول مساواة الخرطوم مع أوباش دقلو وكم عانت القيادة العسكرية السودانية من هذا التوصيف والتقييم الظالم حيث يلوح مساواة الضحية مع المجرم!! بل كان الدور المصري واضحاً في الملف الإفريقي في مساندة الخرطوم في وجة الاصطفاف الافريقي المشهود خلال الفترة الزمنية الماضية.
الفريق أول البرهان ربما عاد الي الخرطوم وهو يحمل ثمار زيارته للقاهرة التي سوف تظل دائماً الشقيق الذي تجده عند الشدة والخطوب والبلايا وبذات القدر لقد السودان في الماضي يحمى الظهر المصري بكل جدارة ومسؤولية.
وفي السياق لايمكننا اهمال كرم الضيافة المصرية للزخم البشرى السوداني إبان انفجار الحرب الطاحنة في البلاد.
العلاقة المصرية السودانية سوف تظل نبراسا مضئيا في سماء التواصل الوجداني بين شمال وجنوب الوادي أنها علاقة مقدسة ورابطة أخوية من صنع الله.
فالشاهد أن زيارة البرهان الأخيرة الي أرض الكنانة جسدت هذه المعاني النبيلة التي تتعالى علي الشعارات الرنانة والهتافات إلتى تتبخر في الهواء.. فهنالك قدسية العلاقة التي لايختلف حولها اثنان.
الخلاصة المثمرة هاهي مصر تؤكد الوقوف مع وحدة السودان وترفض الكيانات السياسية المتوازية الشئ الذي يعتبر ضربة قاصمة لمجموعة التأسيس وقد كانت المفاجأة المذهلة تتمثل في التلويح بامكانية استخدام اتفاقية الدفاع المشترك بين الخرطوم والقاهرة اذا لزم الامر!!.

Exit mobile version