
(1)
وزارة الداخلية من أهم الوزارات التي يقع عليها عبئا كبيرا فيما يتعلق بالأمن ،
سواء أن كان الأمن الجنائي وهو الظاهر للعوام ، أو الأمن الصحي والبيئي أو الأمن الإقتصادي أو المائي ، وكُلها تندرج تحت مهام وحدات وزارة الداخلية المختلفة ،
وزارة الداخلية في هذه المرحلة ، مرحلة مابعد الحرب معنية بشكل أساسي بإزالة مخلفات الحرب وإزالة التلوث البيئي وتلوث التربة فضلا عن تطهير المنازل والمواقع العامة حتى يستطيع المواطنون العودة ، كما أن وزارة الداخلية معنية الآن بإعادة السجون وإعادة المجرمين إلي السجون ومؤسسات الإصلاح التربوي وتهذيب الناشئة ، بالإضافة إلى إعادة مصحات الأمراض العقلية والنفسية ، والعمل في ملف اللاجئين واللجوء ،
وحدات وزارة الداخلية المتعددة المختلفة في مهامها المكملة لبعضها كلها متعلقة بحياة الناس بشكل مباشر ،
سايرين ورفاقه أركان حربه وسلمه كما يُقال (حافظين لوحهم ) وحاضرين في كل مكان وزمان كالعهد بهم ، رجال المهام الصعبة الذين أبلوا بلاء حسنا في الحرب ،
ساندوا الجيش والقوات النظامية الأخرى والمستنفرين في معركة الكرامة ، قدموا كآفة أشكال الدعم بدءا بالروح ،
وهاهم اليوم أول من وقع في دفتر الحضور لعودة المؤسسات للعاصمة بعد أن آلوا على أنفسهم قهر كل الصعاب وتحدي الظروف وأداء واجبهم على مختلف الجبهات ،
فكان وأن حطوا رحالهم في الخرطوم ، وأعلن الفريق خليل باشا سايرين وزير الداخلية من داخل مكتبه بالوزارة عودة وحدات الوزارة للعمل من العاصمة ،
قُدر لي أن أكون شاهد عيان على عظمة اللحظة التي تُعد تأريخية بكل المقاييس ، عايشت إحساس منسوبي وزارة الداخلية خاصة والمنظومة الشُرطية عامة في هذه اللحظة وكمواطنة كانت تعني لي الكثير المفقود ، أوله الأمن والقائمة تطول سيما بعد الحرب ،
إطلقت العاملات بالوزارة الزغاريد في حضرة الوزير و مدير عام الشرطة بالإنابة ومدير شرطة الخرطوم وبقية العقد من المكونات ، وارتفعت حناجر منسوبي الوزارة بالتكبير مباركين هذه الخُطوة التي تجيئ في ظل تحديات جسام ، دمار وخراب أصاب العديد من المرافق التابعة للوزارة والشرطة ، إنقطاع الكهرباء والمياه عن ولاية الخرطوم لما يقارب العشرة أيام ،
حقيقة نجحت وزارة الداخلية وإجتازت الإمتحان الأصعب في الظرف الراهن ، فقررت العودة طوعا وفق خطة ووضعت جدولا زمنيا لذلك ،
وكما كانت وزارة الداخلية حاضرة بقوة في معركة الكرامة ، وساندت الجيش والقوات النظامية الأخرى والمستنفرين بشكل كبير في ظل ظروف الحرب ، هاهي كما العهد بها وبوزيرها وفريقه حاضرين في الإعمار والبناء ، وهذا ليس بغريب على وزير الداخلية الذي يُعتبر أحد قيادات وزارة الداخلية المقنعة بشكل كبير لما له من باع طويل وخبرة عتّقته وأهلته لقيادة جهود الشرطة حربا وسلما ،
سمعتُ فيما سمعتُ عن وزير الداخلية أنه عندما كان في الجمارك كان يُعتمد عليه في الموازنات التي كانت تُجاز في المجلس الوطني ، لذلك وجدتني لم أندهش عندما حسبها خليل باشا سايرين صاح وشد رحاله مع رفاقه وسواعده ورجاله إلى الخرطوم ،
تحية إمتنان وتقدير مستحقة لوزير الداخلية ورفاقه في الوحدات وكآفة مكونات الوزارة ، و أستطيع أن أقول إنها من كل مواطن سوداني يعي أن الوزارة إنتقلت الى الخرطوم من إجله .
نواصل
حفظ الله البلاد والعباد