
حين تعصف الأزمات، لا يبقى في الذاكرة إلا من بادر بالعطاء، ومدّ يد الخير، وسخّر ما يملك في خدمة عباد الله، دون رياء أو انتظار شكر.
ومن أولئك الرجال الأفذاذ، العمدة المنا محمد حميده، الغيور على وطنه وأهله، الذي أنشأ تكية كريمة بمدينة الدبة في الولاية الشمالية، تلك الولاية التي فتحت ذراعيها لكل أبناء السودان، مرحبة دون منٍّ أو أذى، مُجسدةً قيم التراحم والتكافل والتعاضد.
هذه المبادرة ليست مجرد مائدة طعام، بل هي رسالة وفاء، ووقفة رجل في زمن الشدة، ودرس عملي في الوطنية الصادقة.
ففي وطننا اليوم، اليتيم ينتظر من يواسيه، والأرملة ترجو من يسندها، والنازح يبحث عن مأوى، والمكلوم يحتاج إلى دفء القلوب قبل دفء البيوت.
من هنا، ندعو رجال الأعمال وأهل المال أن يحذوا حذو العمدة المنا، وأن يتقدّموا الصفوف، ويؤدوا ما عليهم من واجب إنساني وأخلاقي وديني تجاه هذا الشعب الجريح.
فما قيمة المال إن لم يُنفق في وقت الحاجة؟ وما جدوى الثراء إن لم يكن ستارًا على عورات المحتاجين؟
ليكن هذا النداء بمثابة دعوة للبر والإحسان، ودقٍّ لناقوس الواجب، فالسودان اليوم لا يحتاج شعارات، بل مواقف وأفعال تزرع الأمل وتطعم الجوعى وتُسكِن الخائفين.
والشكر موصول للعمدة المنا، ولكل من جعل من ماله جسراً لعبور الناس من الألم إلى الطمأنينة.
حفظ الله السودان، وألهم أهله الخير، وبارك في من أعطى وبذل دون أن يسأل لماذا أو لمن.
الفاضل محمد محمد خير
ناظر القراريش