
شراكة دولية لإنقاذ حياة المواليد: تدشين حضّانات حديثي الولادة بمستشفى الأطفال*
وزارة الصحة وسابا واليونيسف يدشنون وحدة حديثي الولادة في البحر الأحمر
تعاون سوداني–أمريكي–أممي لتأهيل مستشفى الأطفال وتوفير حضّانات حديثي الولادة
د. علي بابكر: مستشفى الأطفال ببورتسودان سيصبح مركزًا تدريبيًا متقدمًا*
اليونيسف وسابا يطلقان مشروعًا لإنقاذ حياة المواليد في السودان*
د. ليلى النذير: نحتاج أجهزة طبية عاجلة لتلبية احتياجات الأطفال حديثي الولادة*
مشروع حضّانات حديثي الولادة: نموذج للتكامل بين الصحة الاتحادية والمنظمات الدولية*
بورتسودان :
دشنت وزارة الصحة الاتحادية، بالتعاون مع رابطة الأطباء السودانيين بالولايات المتحدة الأمريكية (سابا)، ومنظمة اليونيسف، ووزارة الصحة بولاية البحر الأحمر، يوم الأحد، وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة بمستشفى الأطفال ببورتسودان، والتي تم تأهيلها بدعم من منظمة اليونيسف وتجمع الأطباء السودانيين في أمريكا.
وقال وكيل وزارة الصحة الاتحادية، د. علي بابكر سيد أحمد، إن افتتاح الوحدة يأتي ضمن جهود دعم النظام الصحي، ويسهم في خفض نسبة وفيات حديثي الولادة المرتفعة في البلاد، مشيرًا إلى توزيع 60 حضّانة في عدد من الولايات قبل اندلاع الحرب.
وقد افتتح وكيل الوزارة قسم حديثي الولادة بسعة 36 سريرًا، بتمويل من اليونيسف وتنفيذ من رابطة (سابا)، بحضور الأمين العام لحكومة ولاية البحر الأحمر، فتح الله الحاج أحمد، ومدير وزارة الصحة بالولاية بالنيابة، د. عمر هاشم، والمدير القطري لرابطة (سابا)، د. فيصل أحمد النور، وعدد من قيادات الوزارة.
وأشاد د. علي بابكر بجهود منظمة سابا وشركائها، مؤكدًا أن ولاية البحر الأحمر نجحت في مواجهة التحديات الصحية، خاصة في مجالات غسيل الكلى واستيعاب المرضى الأطفال من مختلف الولايات. كما كشف عن توجه لزيادة دعم مستشفى الأطفال بالأجهزة المختبرية والأشعة المتحركة، وتحويله إلى مركز تدريبي متقدم.
وأكد استعداد الوزارة لإكمال النواقص بالمستشفى، وجعله مركزًا لتدريب أطباء الأطفال، مشيدًا بدور سابا واليونيسف في تقليل وفيات الأطفال بعد الحرب، ومؤكدًا أن الوزارة قريبة من المواطنين وستواصل دعم النظام الصحي.
وفي السياق، قال الأمين العام لحكومة البحر الأحمر، فتح الله الحاج أحمد، إن مشروع العناية المكثفة لحديثي الولادة يُعد من المشاريع الحيوية التي تخدم شريحة مهمة، مثمنًا جهود سابا واليونيسف والشعب الياباني.
من جانبه، وصف المدير القطري لمنظمة سابا، د. فيصل أحمد النور، المشروع بأنه إنساني لإنقاذ حياة المواليد، بتمويل من اليونيسف واليابان، مشيرًا إلى أن وفيات حديثي الولادة تمثل نحو نصف وفيات الأطفال تحت سن الخامسة، وأن افتتاح الوحدة خطوة نحو تقليل هذه النسبة وتحقيق أهداف التنمية الصحية.
وأكد أن المشروع يمثل استثمارًا في الحياة والكرامة الإنسانية، ويهدف إلى خفض وفيات حديثي الولادة، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
وشددت مديرة مستشفى الأطفال ببورتسودان، د. ليلى النذير، على ضرورة توفير جهاز أشعة متحرك، نظرًا لصعوبة تحريك الأطفال، مطالبة بتوفير المزيد من الأجهزة الطبية وتوسعة المستشفيات الطرفية، خاصة للأطفال حديثي النمو، مشيرة إلى أن مشاكل الولادة المنزلية غالبًا ما ترتبط بصعوبات التنفس.
كما أكدت أن اليونيسف وسابا لعبتا دورًا كبيرًا خلال الحرب، من خلال تجهيز المبنى وتوفير مرتبات الأطباء، مشيرة إلى أن المستشفى يستقبل المرضى من مختلف أنحاء البلاد، ويوفر الآن جهاز تنفس صناعي.
وأوضحت أن وحدة العناية المكثفة افتُتحت في 15 أغسطس، وتشهد ترددًا كبيرًا من المرضى، حيث تم تسجيل 110 حالات حديثي ولادة، مؤكدة الحاجة لاستكمال تجهيزات الوحدة.
من جهتها، قالت مديرة البرنامج القومي لصحة الأم والطفل بالإنابة، إسراء خليل، إن الالتهابات وصعوبة التنفس من أبرز أسباب وفيات حديثي الولادة، وإن وجود حضّانات مجهزة يسهم في تقليل هذه الوفيات، ويمكن أن تكون الوحدة مركزًا لتدريب الأطباء المتخصصين.
أما نائب المدير التنفيذي لليونيسف، تيد سيبان، فقد أكد أن الحضانة ببورتسودان واحدة من 190 حضّانة تستهدفها المنظمة، للوصول إلى تغطية بنسبة 80%، مشيرًا إلى أن المشروع يعكس قوة الشراكة مع وزارة الصحة الاتحادية وولاية البحر الأحمر وسابا.
وكشف أن المشروع جزء من خطة تشمل 150 حضّانة على مستوى السودان، وقد تم توفير 74 وحدة حتى الآن، مشيدًا بالتعاون مع سابا والوزارات المعنية، ومؤكدًا استعدادهم للتعاون في مختلف المجالات.
وفي ختام الفعالية، وصف مدير وزارة الصحة بولاية البحر الأحمر بالنيابة، د. عمر هاشم، ما جرى بأنه إنجاز كبير، سيُسهم في تحسين صحة الأطفال، معلنًا دعمهم الكامل للمشروعات الصحية، ومؤكدًا أهمية وحدة العناية المكثفة في تخفيف الأعباء المالية عن الأسر.