ابراهيم عربي يكتب.. (الإذاعة القومية) … ذاكرة الأمة السودانية .. !

الخرطوم: الحاكم نيوز

لم يكن تحرير الإذاعة السودانية وإعادتها إلى حضن الوطن مجرد حدثا عابرا بل عملا يجب الوقوف عنده طويلا طويلا ، وبالطبع ليست الإذاعة السودانية مجرد مباني واستديوهات فحسب بل هي تمثل ذاكرة الأمة السودانية وقد ظلت كذلك طوال تاريخها الطويل منذ العام 1940 حيث أنشأت وظلت تحتفظ في إرشيفها بالكثير من المعلومات المهمة وبل تعتبر من أهم وأبرز المعالم التاريخية في سجل البلاد حيث وثقت للحرب العالمية الثانية في وقتها وسجلت آثارها وإنعكاساتها علي البلاد وهي تعيش تحت كنف الإستعمار حينها ، ولكن بلا شك نخشي كيد ومكر هذه المليشيا وأسيادها وأذنابها ..!

كنا واثقين بأن إسترداد الإذاعة القومية لحضن الوطن مجرد مسألة وقت ليس إلا لثقتنا في مهنية القوات المسلحة وكفاءتها ، وقد قلناها قبل (ثلاثة) أشهر بأن قوات ومليشيات الدعم السريع ستخسر أي معركة تخوضها بالبلاد لا سيما كردفان وقد كان ، وأكد ذلك تحرير الإذاعة والتلفزيون حيت دبت الخلافات والمواجهات التخوينية وسط المليشيا ، قالت أحد قياداتهم أن خسارتهم للإذاعة يعني خسارتهم أم درمان والتي كانوا يعتبرونها (أرنب كوع ..!) .

وبل صبت قيادات من التمرد جام غضبها علي القيادات المدانية وقالت إنها أصبحت قوات للشفشفة والمخدرات والعبث والفساد وتلك تؤكد وقوع الخلافات التي أشرنا إليها مرارا وقلنا إنها ستطيح بالمليشيا ، فالآن اصبحت في موقف لا يحسد عليها ومن فوقها وخلفها وامامها ويمينها ويسارها جحافل المرعب ياسر العطا من نسور وأسود وأفاعي القوات المسلحة وحركات الكفاح المسلح والمستنفرين ، فلا مفر أمامها إلا الاستسلام للحفاظ على ما تبقت لها من قوات ..!.

ولكن لابد من تساؤل لماذا تحصنت قوات مليشيا الدعم السريع المتمردة بمباني الإذاعة القومية والتلفزيون (11) شهرا قبل دحرها عنوة وإقتدارا ، بالطبع إختارات مليشيات آل دقلو هذا الصرح لعدة أسباب أولها تنفيذا لأجندة ومخطط طمس الهوية ومحو ذاكرة الأمة السودانية بلا هوية وبلا ثقافة ليسهل غزوها من قبل الصهيونية والماسونية ، ولما فشل مخطط آل دقلو في الإستيلاء علي السلطة لفشل المخطط للقبض علي الرئيس وإغتيال قيادات البلاد العليا وبالتالي فشلت في إذاعة بيان (قحت) الذي كان جاهزا ، فكان لابد من طمس كل شيئ فكانت الإنتهاكات المقصودة ضد الإذاعة والمتاحف المختلفة وكنس كافة الآثار التي تثبت هوية السودان .

وليس ذلك فحسب بل أوهمت قوات ومليشيا الدعم السريع المتمردة القيادة كما أوهمتنا جميعا بوجود أسرى من القوات المسلحة والمواطنين من الرجال والنساء والأطفال بحوزتها بمباني الإذاعة وهددت بإستخدامهم دروعا بشرية متي ما أقدم الجيش علي عمليات عسكرية ضدها ، مما حال دون تقدم القوات المسلحة نحوها .

إلا أن المصادر كشفت زيف هذه الإدعاءات التي تعاملت معها القوات المسلحة بجدية وبحسابات دقيقة وبمهنية عالية وهي ترنو ببصرها بعيدا نحو كيد الكائدين ، قبل أن تتوصل للنتيجة أكدها الناطق الرسمي بإسمها العميد نبيل عبد الله عدم وجود أي أسري داخل مباني الإذاعة السودانية والتلفزيون في أم درمان عكس ما كنا نتوقع، وبالتالي تنفس جميعنا الصعداء ..!.

فالتحية لجنود معركة الكرامة والتحية للجيش والقوات النظامية كافة والحركات المسلحة والمستنفرين الذين نجحوا في تركيع مليشيات آل دقلو التي ظلت تتلقي الهزائم متتالية في حرب اثبتت عبثيتها حيث أشعلتها قوات الدعم السريع المتمردة لمطامع ذاتية أدت إلي قتل ممنهج والتمثل بالجثث ودفن بعض المواطنين أحياء وتشريد آخرين وتدمير البنية التحتية لا سيما المؤسسات القومية و دور التعليم والمرافق الخدمية ، وبالطبع نهنئ أهل الدار الزملاء الإعلاميين والصحفيين بعودة الإذاعة القومية السودانية والتلفزيون لحضن الوطن .
الرادار .. الأربعاء 13 مارس 2024 .

Exit mobile version