بورتسودان : إبراهيم عربي
أهلنا يقولون (الخراب سهل ولكن العمار صعب ..!) ، وبالتالي من السهل جدا أن تدمر مرفقا أو مؤسسة أو تغلق طريقا سالكا أو تعطل منشأة حيوية أو توقف عملا كان مستمرا ..! ، ولكن من الصعب جدا أن تأتي بمثله سهلا هكذا ..!
ولعل أهلنا الشايعاب بالمنطقة الحرة بالبحر الأحمر قد أدركوا أن سياسة المتاريس وقفل الطرق والإعتصامات مكلفة وغير مجدية وقد جربوها طوال أكثر من عشرين عاما ولم يجنوا منها إلا خراب وتخلف منطقتهم إقتصاديا وتنمويا وخدميا وإجتماعيا، وبناء عليه أصبح الأهالي في حذق وعداء ليس بعيدا عن تجربة هيئة المواني البحرية التي ظلت تسبب صداعا دائما للحكومة وغيرها وهم أصحاب الحيازة التاريخية لهذه المنطقة الحيوية المهمة .
وبالتالي أصبح الأهالي في المنطقة الحرة ضحايا لهذا التقصير الذي يجب أن تتحمل مسؤوليته الأسواق الحرة بكل شجاعة وأمانة، وبلاشك من حق الاهالي أن يتمتعوا بميزات المسؤولية الأجتماعية كاملة وهذا حقهم وفقا لسياسات الدولة في الإستثمار ،لا سيما وأن بورتسودان أصبحت عاصمة السودان الإدارية وتستضيف أهل السودان الفارين من جحيم الحرب كما تستضيف الحكومة الإتحادية ذات نفسها بثقلها وجيشها الجرار وحتما لهذا الوضع دين وواجب مستحق ..!.
ولذلك اعتقد جاءت النظرة الثاقبة المشبعة بالرؤية المستقبلية للمنطقة من قبل إدارة الشركة السودانية للمناطق والأسواق الحرة والتي تقع منطقة البحر الأحمر الحرة ضمن مناطق تخصصها وعملها كأرض حكومية تقع داخل نطاق قبيلة (الشايعاب) ، تصدت إدارة الأسواق الحرة لهذا الجانب بحكمة ومسؤولية لتجنب المنطقة الوقوع في منزلق أمني مزعج للحكومة وأجهزتها الأمنية وبالتالي تحملت مسؤوليتها بشجاعة وإقتدار وجلست مع اللجنة المنتدبة من قبل الأهالي بمبادرة منها للوصول لتفاهمات واتفاقات يلتزم الطرفان بها لأجل رعاية هذه المصالح المشتركة ..!.
قال حسين علي حمد أحد أعيان قبيلة الشايعات بمنطقة البحر الأحمر الحرة ، ظللنا ننتظر واقعا مؤلما من التهميش طوال أكثر من (20) عاما دون أن نجد أذنا صاغية ولا نملك سلاح إلا المتاريس والإعتصامات وإعاقة العمل رغم أننا نعلم إنها غير عملية ولكننا غلبتنا الحيلة والحمد لله تفهم العضو المنتدب للشركة السودانية للأسواق الحرة عمر محمد شيخ الدين ووفده ذلك فطلب منا أن نجلس معهم فتوصلنا لتفاهمات واتفقنا علي عدة مشروعات تنموية عاجلة واخرى آجلة تمت جدولتها وعليه رفعنا الإعتصام للجدية التي إلتمسناها من إدارة الشركة .
وعلي ذات المنوال قال علي الطاهر أوكاش ممثل شباب منطقة البحر الأحمر الحرة إننا ظللنا نعتصم ونترس لأكثر من عشرين عاما بسبب مظالم متراكمة للفترة (2020 – 2023) والحمد لله جلسنا ونحن ممثلين للأهالي بمنطقة البحر الأحمر الحرة مع إدارة الأسواق الحرة ممثلة في العضو المنتدب عمر محمد شيخ الدين والمدير العام عبد العزيز أبوبكر وامين مجلس الإدارة تاج الدين بانقا وآخرين ، توصلنا لحلول مرضية لكل الأطراف وتم التصديق علي بعض مشروعات المسؤولية الإجتماعية العاجلة وجدولة أخرى وبموجبها تمت إزالة المتاريس ورفع الإعتصام نهائيا وأصبح الطريق سالكا وبوابة المنطقة مفتوحة أمام الجميع لمواصلة أعمالهم .
فيما قال مصطفي إدريس محمد علي رئيس قسم العمليات والمتابعة بمنطقة البحر الاحمر الحرة ، قال كانت لنا مشاكل وقضايا متراكمة عالقة وجلسنا كثير مع المسؤولين نحصل علي وعود ولم نجد تنفيذ ولكننا الآن إلتمسنا الجدية من إدارة الشركة ونحن يهمنا أيضا تطور الشركة وتقدمها ونري في ذلك تعظيم لمطالبنا وتم تكوين عدة لجان لمتابعة حقوق العاملين ولجنة لمتابعة حقوق الأهالي وثالثة لتطوير العمل بالشركة بالمنطقة الحرة لزيادة الإيرادات ونعتبر العضو المنتدب زول حقاني إذ وقف متوسطا بين الجهات الثلاثة الاهالي والعاملين وملاك الشركة وبالطبع لن يتطور هذا المثلث دون تطوير العمل في الشركة ويكسب الجميع الرهان .
وفي ذات الإطار أكد أوشيك العمدة علي أوشيك
من أهالي منطقة حمدوك بمنطقة البحر الاحمر الحرة أنهم ظلوا في وعود من قبل إدارة الاسواق الحرة منذ العام 1998 بشان مشروعات خدمية ضمن حزم المسؤولية الإجتماعية ، حتي جاء العضو المنتدب للشركة عمر محمد شيخ وجلس معنا في الواطاة ود قبائل إحترمناه واحترمنا تواضعه والحمد لله توصلنا لتفاهمات مع أزالت هذه التراكمات ، وتابع لذلك أزلنا المتاريس وفتحنا لهم الطريق للعمل والآن المنطقة الحرة تعمل بكامل طاقتها .
من جانبه قطع عمدة قبيلة الشايعاب أوشيك أبو فاطمة حمد بحاجة المنطقة للخدمات الحيوية معترفا بوجود إخفاقات كثيرة حالت دون تنفيذ مشروعات المسؤولية المجتمعية ، وأقر عمدة الشايعاب بوجود بعض المشروعات الصغيرة التي نفذتها الأسواق الحرة خلال تلكم الفترة في مجالات المياه والصحة والتعليم ولكنها تظل دون تطلعات اهالي المنطقة التي تحتاج للكثير ، وشكر العمدة العضو المنتدب للأسواق الحرة عمر محمد شيخ الدين وقال إنه أول مسؤول بالأسواق الحرة يجلس معهم جلسة أهل ، مؤكدا أنها ازالت الإحتقان وأصبحت العلاقة بينهم والأسواق الحرة (عسل علي لبن ..!) ، وشدد العمدة علي ضرورة تنفيذ ما إتفق عليه الطرفان ، ومحذرا في ذات الوقت من التقاعس وانهيار الإتفاق .
ومن المعلوم بالضرورة أن منطقة البحر الأحمر الحرة منطقة مهمة أمنيا وخدميا وتنمويا وإقتصاديا وإجتماعيا للجميع ولها العديد من الفوائد المهمة والمصالح المشتركة التي يجب أن تعود للدولة والمجتمع والجهات العاملة عليها بالنفع ، وبالطبع تتطلب التعامل بجدية ومسؤولية ومصداقية .
لا سيما وان المطلوب لمنطقة البحر الأحمر الحرة أن تساهم بجعل مقدر في تنمية الاقتصاد الوطني لا سيما في ظل هذه الظروف التي تخوض فيها البلاد حربا ممنهجة مفروضة عليها، كما مأمول لها أن تساهم في جذب الاستثمارات الداخلية والخارجية معا وتوطينها وذلك عبر تهيئة بيئة إستثمارية جاذبة لزيادة الصادر ورفد النمو الإقتصادي ، كما مطلوب منها أن تشجع الإستثمار النوعي بجذب الصناعات المتخصصة وكذلك خلق فرص عمل وتنمية القدرات البشرية وبلاشك تنمية البيئة المحيطة في إطار مشروع (المسؤولية المجتمعية) والتي تتطلب تعامل خاص من قبل إدارة الاسواق الحرة بمسؤولية حتي لاتنهار هذه العلاقة المكتسبة المبنية علي المصالح المشتركة .