عمر الكردفاني يكتب .. قوات الجمارك السودانية وتخطي الربط الإداري والامني


بيت الشورة
عمر الكردفاني

عبر تاريخها الطويل ظلت قوات الجمارك السودانية تؤدي دورا أساسيا في رفد الخزينة العامة بما يفوق الستين بالمئة من الموارد في بعض الأحيان إذ تجد أن الجمارك كانت دائنا تزيد على الربط المقدر بنسبة خمسة إلى عشرين بالمئة وذلك حينما يزداد ميزان الصادرات فجأة ،وهو بالتأكيد ميزان مقلوب إذ أن الاعتماد على الرسوم المتحصلة على السلع والخدمات هو أضعف انواع الاقتصاد وذلك بسبب ضعف حلقات الإنتاج الأخرى وهو أمر لا تلام عليه الجمارك بل يمكن أن تكون قد حافظت على دولاب سير الدولة بالإضافة إلى أدوارها الأساسية الأخرى الرقابية والمنعية والاحصائية ،في ظل الحرب التي فرضتها مليشيا الدعم السريع على البلاد قامت قوات الجمارك بتعديل أدوارها بصورة ربما لم يتعرف عليها الرأي العام بعد إذ خفضت من العائدات المباشرة في شكل رسوم وذلك للحفاظ على أسعار السلع الأساسية ورفعت من جوانبها الأخرى المنعية والأمنية .
فبعد اندلاع الحرب بأقل من شهر حزم مدير قوات الجمارك الفريق شرطة حسب الكريم ٱدم النور حقائبه مستخدما بصا سفريا وسط المواطنين إلى مدينة بورتسودان بوصفها اكبر المحطات الجمركية بالبلاد وفور وصوله جمع قوته وأصدر قراراته بتيسير دخول السلع الاستراتيجية خاصة الأغذية وهو يرى بعين المستقبل ما يمكن أن يصبح شحا في السلع الغذائية وأمر أن يتم تخفيض الرسوم الجمركية عليها كما أمر بتسهيل مهام المنظمات والهيئات التي ترغب في إيصال مساعدات وأدوية للمواطنين ،وبالمقابل أمر قوات مكافحة التهريب بقوات الجمارك أن تشدد من إجراءاتها ضد التهريب والمهربين مشيرا إلى أن الكثير من ضعاف النفوس سيستغلون حالة السيولة الأمنية لتهريب الأسلحة والوقود للمليشيا المتمردة كما أن الكثيرين سيرون إن الوقت مناسب لتهريب الذهب لضرب اقتصادنا في مقتل .
وهكذا وصل ربط مكافحة التهريب إلى ما يساوي ضبطية كل يوم منها الكثير من شحنات الذهب والمخدرات والوقود .
وهكذا بحمد الله أصبحت قوات الجمارك السودانية راس الرمح في استعادة سيادة البلاد واستقرار السلع ومنع تهريب السلاح والمخدرات والسلع ،هذه الإجراءات استطاعت أن تحافظ على ربط مادي متوسط لتسيير دولاب الدولة ولكن في الجانب الآخر تم ضرب المهربين في مقتل خاصة الذهب والمخدرات والوقود الذي كانت مليشيا الدعم السريع في أشد الحاجة إليه ،إن اكبر إشادة وصلت إلى قوات الجمارك هو ما قاله وزير المالية الدكتور جبريل ابراهيم :قوة صغيرة تضبط أكثر من مئة كيلو جرام من الذهب وتحافظ عليه لمدة أربعة أيام سفرا إلى أن توصله إلى رئاستها هي قوة تستحق التحفيز والترقية ،والحق يقال إن التحفيز المعنوي والإشادة المستمرة من مدير قوات الجمارك لقواته في مكافحة التهريب هي الدافع الاول لهذه الروح الوطنية الوثابة من قبل الضباط وضباط الصف والجنود.

ثم ماذا بعد ؟

ظللت انادي لمدة طويلة من الزمن بأن يخرج علينا قادة قوات الجمارك السودانية في مؤتمر صحفي لتوضيح التجربة الرائعة لضباط وضباط صف وجنود قوات الجمارك في إدارة الازمة خلال الحرب في مجالات تيسير دخول السلع الاستراتيجية وإيقاف نزيف تهريب الإبل والذهب وإيقاف تهريب المخدرات والوقود إلى داخل البلاد بل هنالك أمر اكبر الا وهو استعادة بيانات الجمارك الموروثة منذ بداية القرن الماضي وهي معركة أخرى يجب تسليط الضوء عليها وما زلت انادي بأن يتعرف الجميع على هذا الدور الكبير لهذه القوات الفدائية ،
وختاما ما قامت به الجمارك بمد مائدة افطارها اليومية بنادي الجمارك تحت مظلة الخدمات الاجتماعية للجمارك وهو سفر آخر سنعود اليه بالتفصيل إن شاء الله حيث تقوم إدارة الخدمات الاجتماعية بأدوار أعظم في تقديم ما يليها للمجتمع ما جعلها قبلة لاصحاب الحاجات من داخل وخارج قوات الجمارك .

الحاكم نيوز وجهة جديدة في عالم الصحافة الرقمية المتطورة... سرعة اكتر مصداقية اكتر دقة وانتشار للخبر والإعلان ..™

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى