سودانيون ضد السودان ..!. (2 -2) بقلم : إبراهيم عربي

 

في تقديري الخاص كانت عبارات السفير المصري هاني صلاح في إفطار مركز عنقرة للخدمات الصحفية بمنتجع رويال ، جاءت منتقاة بعناية رغم أنها قيلت في مناسبة إجتماعية ، وبالطبع لها مدلولاتها الكبيرة والعظيمة
وتستحق أن يكتب بشأنها مجلدات ، خاصة وأن الشقيقة مصر تقود الآن مبادرة للم شمل أهل السودان ..!.

وبالتالي إتفق مع السفير المصري تماما أن ماحدث بالسودان مؤامرة خارجية أطرافها كثر ولكنها ما كانت سيكون لها أثر لولا وجدت حاضنة لها من أهل السودان بالداخل والخارج أيضا، مع الأسف هؤلاء هم العملاء حقا ضد الوطن باعوه بدراهم ودولارات معدودة بسبب خلافات داخلية ولذلك إستحقت أن يطلق عليها (حرب السودان ضد السودان) ، واتفق مع السفير أيضا أن أهل السودان قادرون علي حل المشكلة متي ما توحدوا وخلصت نواياهم لأجل وطنهم ..!
وبالتالي هذه هي مشكلتنا كيف نتفق فيما بيننا لمرحلة جديدة لأجل الوطن بعيدا عن المكاسب الذاتية والأجندات الخارجية ..!.

في الواقع فقد تعددت المبادرات بشأن السودان في الداخل والخارج رغم أن منبر جدة لايزال معتمدا لحل المشكلة في البلاد ، ولكنه بكل أسف مواجه بالفشل بسبب الضغوط الأمريكية وتدخل الإمارات من تحت الطاولة والآن تسوق نفسها او تسوق لها امريكا بجانب مصر عنصرين رئيسيين في الوساطة وتطالب البرهان والبعاتي (حميدتي) للجلوس معا مما يعني تقنين تدخل الإمارات بالباب وهذا ما ظلت ترفضه حكومة السودان بشدة ..!.

غير أن تحركات قحت أو تقدم التي يقودها الدكتور حمدوك كحاضنة سياسية للتمرد المدعومة من قبل الإمارات والتي تحاول إختزال المشكلة بين الرجلين (البرهان وحميدتي) قد أزعج الجميع لأنها تحاول فرض واقع جديد مزيف وبالتالي نشطت مبادرات المقاومة الشعبية المسلحة بشتي مسمياتها لدعم وإسناد
الجيش، وبناء عليه أصبحت المشكلة بين هذه المليشيات المتمردة وجموع الشعب السوداني الذي ذاق الويل وشر الإنتهاكات من قبل هذه المليشيات فانتظمت صفوفه في هذه المقاومة الشعبية للقضاء علي تلك المليشيات المتمردة نهائيا ..!.

ولكن مع الأسف الشديد مشكلة كل المبادرات التي إنطلقت بتعددها وتنوعها إن كانت بالداخل أو الخارج قد تحولت إلي مجرد مبادرات إقصائية ، وكنا نرى في مبادرتنا التي تمخضت عنها هيئة كردفان الشعبية لنصرة الوطن وتوافقنا علي أحمد الصالح صلوحة رئيسا واردناها أن تكون نموذجا لحل المشكلة البينية الكردفانية التي تسبب فيها التمرد وخلق أزمة داخل بطن البيت الواحد ومن ثم المساهمة مع أهل السودان لحل المشكلة القومية والتي تهمنا جميعا ، وجميعنا زاهدون لأجل الوطن ..!.

ولكن مع الأسف الشديد أصيبت مبادرتنا القومية بذات داء التعجل والإقصاء والأنانية والطموحات الذاتية لبعض الأشخاص والتحية للسلطان سعد عبد الرحمن بحر الدين سلطان دار مساليت المنكوبة ، قالها بكل وضوح نخشي عليكم من الصراع حول الكرسي فنأى الرجل بنفسه بعيدا زاهدا وكان نموذجا أردناه باكرا لمبادرتنا القومية ولكنها بكل آسف آلت لما آلت إليه البقية من إنكفاء رغم إنها وجدت موافقة أهل دارفور والنيل الأبيض باكرا وبل توافقت عليها (14) ولاية ووصلت حتي مرحلة تكوين لجان فنية إتفقت علي تسمية الجسم المأمول الهيئة الشعبية القومية لنصرة الوطن ولكنها حالما اصابتها الخلافات في مقتل فعقدت مؤتمرها في بورتسودان في ظل أجواء غير صحية قادت لإنقسامات فاختارت صلوحا رئيسا لها ..!

ومثلها أصاب ذات الإقصاء والرفض مبادرة الجبهة الشعبية السودانية التي عقدت مؤتمرها بالقاهرة وسمت الناظر محمد احمد محمد الامين ترك رئيسا لها ، وأيضا جاءت تنسيقة القوي الوطنية التي عقدت مؤتمرها ببورتسودان وسمت مالك عقار رئيسا لها علي ذات المنوال حيث تسارعت خطاها ، وليس ذلك فحسب بل هنالك عدة مبادرات أخر ، ولكن مع الأسف جميعها كانت إقصائية ، وبالتالي أرى لابد من جمع كل هذه المبادرات في مبادرة واحدة شاملة لحل مشكلة البلاد دون إقصاء لأحد لأجل الوطن ..!.

الواقع أن الحرب التي إندلعت في البلاد منتصف أبريل 2023 رسخت لأهمية تحرر القرار الوطني من أى تبعية أو تدخلات خارجية وبالتالي في تقديري الخاص أن تنسيقية القوي الوطنية التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار أكثر المبادرات مؤهلة وقادرة لوحدة جمع صف أهل السودان لحسابات وإعتبارات كثيرة وتتطلب الدعم والمساندة من الداخل والخارج ، ولكن التحدي أمام المبادرون أن يتسموا بالزهد لأجل التوافق بين المبادرات الأخرى وبالطبع تقديم المزيد من التنازلات تضع الرجل المناسب في المكان المناسب لأجل الوطن ..!.
الرادار .. الإثنين 18 مارس 2024 .

Exit mobile version