يصادف اليوم الواحد والعشرون من شهر مارس من كل عام الاحتفال العالمي بعيد الام ولاشك أنها ذكرى عظيمة علي النفس البشرية لها رونقها وجمالها المطعم بالاجلال والنبض الشفيف.
من حنان الام ينبع الاخلاص والمحبة في أبها صورها ومدلولها ومن رعاية الام تتجسد شخصية المولود التي تحدد مزاجه وبوصلة حياته ومن وجدان الام يوجد الرباط المقدس في الاسرة الذي لاتقطعه عاديات الزمن وتقلبات الايام ومن البر للام ينفتح طريق الدخول للجنة والفوز بالبركة والرضا الالهي.
الاحتفائية والتكالب البشري علي ذكري أعز الحبائب قيمة ذهبية ومعنوية لاتعرف الحدود والجنس واللون والايدلوجيه فهي تشكل منارة انسانية خالصة بغريزة الحنان وفيض الوفاء واكسير الدم واكسجين الحياة.
الام مدرسة واسعة المعاني تحمل خصوصية بناء المجتمع لأنها الحبل المتين الذي يمد الخلائق بجسر الانطلاق للأمام وتلافي الابتعاد عن الشرور والمصائب وبذلك تكون حاضنة الكيان المجتمعي في أبلغ تجلياته.
فالامومة لاتتوقف على العنصر البشري وحده فهي مرسومة علي نقوش عاتية في الانعام والمخلوقات.. كيف يعتني الطير بصغاره ويكابد لاحضار الطعام لهم.. وكيف تحمي القطة أولادها من الهلاك والاعتداء.
والام البشرية تحمل صورة لامثيل لها عن ابنائها فهي تري ابنها صغيرا في مخيلتها مهما تقدم في السنوات وصار شيخا وهذه الصفه تعتبر فيضا من حنان ومحبة بطعم مختلف واستثنائي!!
الام ينبوع الحنان في عيدها العالمي يتوجب علي المجتمعات بكل ألوانها الاعتراف بقدسية هذا المخلوق النوراني واعطاء الام ماتستحقه من اجلال وبر وتبجيل والعمل على كسب ودها ورضاها فعلاً وقولا فالابن لن تتنزل عليه البركات اذا صار مغضوبا عليه من الام وأيضا تنال الابنة ذات الوضع اذا لم تكن باره باعز الحبائب واغلاها.
قيمة الام تتعالي علي وصف يحاول أعطائها ماتستحقه من اجلال ومحبة والاحتفائية العالمية بدورها الانساني والوجداني والمجتمعي والغريزي يشكل غيض من فيض على مكانتها العاتية ورفعة شموخها الوثاب.
تحية بطعم غلاوة الريد علي الام في الاحتفالية العالمية بعيدها فقد نال الفلاح من يقدس أحلى الحبائب فهي التي تضع الشعوب والامم على أبواب المجد والازدهار.