ما يُغضب الكفيل؟الحقيقة أنهم ولغوا في العمالة وشربوا من كؤوس الخيانة حتى الثمالة، وقطعوا كل وشيجة تربطهم بشعبهم المنكوب، سيما بعد أن أقدموا على توقيع اتفاق سياسي قبيح المعالم، قميء التفاصيل مع قائد المرتزقة في أديس، وتمسكوا به ورفضوا إلغاءه أو التخلي عنه حتى بعد أن سار عليه المجرم بالممسحة، وفعل بالملايين من أهل ولاية الجزيرة الأفاعيل بعد التوقيع!سنهرق حبراً كثيفاً إذا أردنا أن نعدِّد ونحصي أوجه خيانة ومساندة المتقزمين للمرتزقة، إذا تفرسنا حقيقة مواقف قادة (تقدم) والمتحدثين باسمها، سنجدهم أشدُّ تطرفاً من المتمردين أنفسهم، وأوفر دعماً للجنجويد وأكثر حرصاً على تبرئتهم من جرائمهم ومحاولة إلصاقها جملةً وقطاعي بالجيش ومسانديه، وبعد ذلك كله يدعون أنهم محايدون.. وأنهم حريصون على السلام!أعجب من ذلك أنهم يتمسكون بذلك الحياد الزائف الكاذب المخادع، حتى ولو أنكره عليهم أكبر أحزاب تقدم (الأمة القومي) ودمغهم بتهمة الانحياز الصارخ للجنجويد، ولو نسج على منوال (الأمة) المكتب القيادي للتجمع الاتحادي.. الذي ينتمي إليه بابكر فيصل وجعفر سفارات وود الفكي وبقبة جنجويد المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي.ستستمر الملاحقة الشعبية في كل مكان، ولن تتوقف مطاردة السودانيين لمساندي المليشيات في أي جحرٍ في الكوكب، وستنتقل إلى السودان لاحقاً لو امتلكوا الجرأة اللازمة للعودة إلى وطنٍ باعوه بأبخس ثمن، ونجزم أنهم لن يفعلوا لأنهم باتوا يعلمون ما ينتظرهم في الداخل، بعد أن شاهدوا (المناظر) خارج السودان!