إبراهيم عربي يكتب.. (التأمين الصحي) … الطريق ليس مفروشا بالورود يا فاروق (2 – 2)

الخرطوم: الحاكم نيوز

مواصلة للحلقة الماضية في تقديري الخاص ان عودة الدكتور خطاب السماني لداره مديرا للتأمين الصحي في شمال كردفان ضربة معلم محترف خطوة أصاب بها والي شمال كردفان أخي عبد الخالق وداعة الله الهدف بدقة ، له التحية والتجلة ، هذا الوالي الذي جاء للولاية في وضع إستثنائي عصيب تحتل المليشيا بعض من محلياتها وتحدق بالأخرى كيدا ، ولم يجد الرجل من بد إلا إرتداء لامة الحرب يدخل الأبيض سرا ويخرج منها سرا، ولكنه يبدع ليخلق من الفسيخ شربات ..!.

فالدكتور خطاب أحد أقطاب الرعيل الأول الذين مشوا بتجربة التأمين الصحي ورائد في تأسيس مؤسسات تقديم الخدمة المباشرة بالولاية وصلت فيافي دار البديرية في علوبة وما حولها وفي ضاحية دار حمر ودار حامد وبادية الكبابيش والجوامعة في دار البزعة وأم دم والميعة في أطراف شركيلا الحدودية والذي أصبح الآن قبلة لكل الناس بما فيهم مواطني الولايات المحاددة والرحل وعمال المشاريع الزراعية ، أهلا بك الدكتور خطاب والتحية للوالي الهمام وللدكتورة إيمان بدوي مدير عام الوزارة المركبة لإنتزاعهما موافقتك، الحديث عن صندوق التأمين الصحي له شجون وذكريات لاتسعها مثل هذه الحلقات المحدودة
ولكن بكل تأكيد يادكتور خطاب أهلك في إنتظارك مرحبين بك ..!.

وليس ذلك بعيدا عن تكليف الدكتور فاروق نور الدائم وهو من ذات رجال التأمين مديرا عاما للصندوق القومي للتأمين الصحي في ظل هذه الظروف الأليمة التي إندلعت فيها الحرب في البلاد بسبب تمرد قوات الدعم السريع التي غدرت بأمانة التكليف بعد أن كانت ذراعا مؤتمنا لدي الدولة ، وبالطبع توقفت خدمات التأمين الصحي حالها حال مؤسسات الدولة والمجتمع التي إنتهكتها المليشيا المتمردة ، وتوقفت المالية عن الوفاء بإلتزاماتها تجاه الصندوق وبالطبع ليس مبررا فأصبح حال المواطن (ميتة وخراب ديار ..!) .

غير أن الدكتور فاروق وإخوته بدءوا محاولات جادة (وقفنا عليها ..!) بمقرهم ضيوفا علي الوحدة التنفيذية في بورتسودان ، بذلوا جهود مقدرة لإعادة الخدمة والتي نحسب أنها خطط طموحة تتطلب دعم الدولة والمنظمات الإقليمية والدولية المماثلة وذات الصلة والإختصاص دعما لهذا المجتمع الذي أفقرته المليشيا المتمردة الإرهابية حد الكفاف يعاني الفقر والمرض والمسغبة ..!.

في الأثناء أجاز إجتماع مجلس إدارة الصندوق القومي للتأمين الصحي برئاسة احمد ادم بخيت وزير التنمية الإجتماعية ببورسودان ، أجاز أداء الصندوق للربع الأول من العام الجاري في ظل هذه الظروف المرضية المؤلمة ، كشف الدكتور فاروق عن عدة معالجات وتدخلات شملت النازحين من ولاية الخرطوم رغم أنهم خارج الخدمة او لم تكتمل عمليات الإتفاق بعودة الخرطوم لحضن التجربة التكافلية القومية ، قال تمت إستعادة خدمات التأمين الصحي علاوة علي إنفاذ إدخال العائدين النازحين تحت المظلة ، وأجاز الإجتماع مشروع الحزمة الإضافية لمنتسبي القطاع العام لا سيما الوزارات الاتحادية ووحداتها والحكومات الولائية بمبادرة منهم تحت المظلة فأصبحت علي وشك التنفيذ ، كما أجاز المجلس حزمة من ضوابط تقديم الخدمة الطبية للوزارات والمؤسسات والأفراد ..!.

علي كل يخطط صندوق التأمين الصحي لإستعادة أمجاده عبر توسيع التغطية السكانية لإدخال المواطنين كافة تحت المظلة ، ومعالجة تأثر عدة ولايات بالأحداث من إستحقاقات للعاملين وغيرها ، ويفترض أن تتم معالجتها في إطار تعزيز قومية التأمين الصحي ، ولكن في تقديري الخاص التامين الصحي يحتاج للكثير ليشق طريقه خدمة مجتمعية تكافلية ، ونناشد الدولة والمنظمات والمجتمع الدولي قاطبة إيلاء خدمات التامين الصحي أولوية وأهمية فالمرض لا ينتظر ..!، وإن كانت لنا وصية للدولة نناشدها بتشريعات تعيد وتأسس للتأمين الصحي إمتلاك مؤسسات خاصة به لتقديم الخدمات المباشرة ، في تقديري الخاص النظام المزدوج هو الحل في مثل ظروف السودان هذه ..!.

الرادار 25 أبريل 2024 .

Exit mobile version