في ذكرى حرب ١٥ أبريل الألم يعتصر الدواخل لفقد الفنانة المبدعة الراحلة/ شادن محمد حسين في هذه الحرب*

 

*بدرالدين موسي*

 

بعد مرور عام و١١ يوم من الحرب التي شنها مهاويس ومغامري أسرة ال دقلو وطموحها الجارف في الاستيلاء علي السلطة بالقوة مدعومين من محاور اقليمية في مقدمتها الإمارات تسليحآ وعتادآ حربيآ ، رغم ما يعتصر القلب من الم وحسرة ووجع نتاج تشريد وتنزيح الملايين من السودانيين ونهب ممتلكاتهم وانتهاك اعراضهم وتدمير كامل للبنية التحتية لعاصمة البلاد الخرطوم وبعض مدن ولاية الجزيرة علي راسها حاضرتها ودمدني بجانب مدن رئيسية في دارفور شملت الجنينة ونيالا وزالنجي ومدن اخري، رغم هذه المأسي والالم لفقدان الكثير من الاحبة الذين نعرفهم معرفة شخصية وعن قرب منهم الخال والعم والصديق، وغيرهم من مئات الضحايا الذين فقدوا ارواحهم نتيجة لهذه الحرب، يظل الالم الاكبر جوانا هو فقدان فنانة سودانية شابة كان ينتظر منها الكثير لتقديمه لهذا الوطن وهي الفنانة ذات اللونيات المتعددة تراثآ و تطريبآ وهي الفنانة الراحلة/ شادن محمد حسين التي رحلت وتركت لنا فراغآ كبيرآ في ساحتنا الفنية.

طال الزمن ام قصر ستنتهي هذه الحرب بانتصار الشعب السوداني علي مليشيا اسرة ال دقلو المجرمة الذين يريدون استبدال جيش البلاد ومؤسساتها الامنية بجيش قطاع اسري خاص مدعوم من الامارات ومن سايرها اقليميآ ودوليآ، الكثيرين من الذين يدعمون ويدافعون عن هذه المليشيا الاسرية ويوفرون لها السند والدعم السياسي بدوافع وروافع اثنية او بقراءة سياسية متعجلة قصيرة النظر سيأتي اليوم الذي يدركون ويعرفون فيه خطل وسؤ هذا التقدير وان الشعب السوداني لم ولن يرحم او يغفر او يسامح كل من ساند هذه المليشيا ووفر لها الدعم والغطاء السياسي مهما كان عطب وعيوب المؤسسة العسكرية والمؤسسات الامنية للدولة السودانية لا يمكن باي حال من الاحوال استبدالها بمؤسسة امنية قطاع خاص تحيل البلاد الي اسرة تتحكم في مصيرنا ومصائر اجيالنا القادمة.

مليشيا الدعم السريع مليشيا اسرية بامتياز نشئت وتخلقت في ظل نظام شمولي وفر لها كامل الامكانيات لحمايته وحينما سقط النظام عبر ثورة شعبية، لم يتبقي امامها خيار اما السقوط مع النظام السابق او الادعاء زورآ الانحياز لخيار الشعب من اجل بقائها واستمرارها وقد حدث الخيار الثاني فقد تمددت وتضخمت هذه المليشيا اقتصاديآ وعسكريآ في سنين الثورة الاربع ٢٠١٩م-٢٠٢٣م مستغلة انشغال حكومة الثورة بصراعاتها الداخلية وعدم ترتيب اولوياتها ، ما حصلت عليه في الاربع سنوات لم تحصل عليه في الست سنوات من تكوينها ٢٠١٣م-٢٠١٩م ، الدرس المستفاد من هذه الحرب بعد نهاياتها ، يجب ان لا تسقط مسألة المحاسبة والعدالة الجنائية لكل من ارتكب جرمآ في حق هذا الشعب وخصوصآ الحق الخاص ويجب لا تقايض العدالة الجنائية بمساومات الصفقات السياسية مثلما حدث بعد الثورة في ٢٠١٩م حيث تم تجاوز كل السجل الاجرامي والمليشي من الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق وتم ادخالها في الحياة السياسية بعد الثورة عبر مشاركتها في سلطة الانتقال بطريقة مباشرة عبر حصة المكون العسكري في المجلس السيادي وبطريقة غير مباشرة في المستويات الادني من مجلس الوزراء والولايات بجانب مناصفة القطاع الامني وتشكيلاته.

سينتصر السودان ويقود زمام امره بإرادة وعزيمة شعبه.

 

**

Exit mobile version