مقدمة :
دولة الإمارات العربية التي تم تأسيسها في العام (1971م) ليست مجرد عمارات شاهقة، وشوارع أنيقة، وحركة تجارة، وآلات ومصانع وورش، إنما هي مستوطنة للتآمر على الأمة ….. هكذا كتب الإعلامي القدير جمال الريان في تغريدته على منصة X (تويتر سابقاً) بتاريخ 31 مايو 2021م، فالدويلة صغيرة في حجمها ومساحتها (75 ألف كلم مربع)، وقليلة في عدد سكانها (800 ألف نسمة فقط)، مقارنة بالمقيمين فيها من جنسيات وقوميات تجاوز عددهم الـتسعة ملايين نسمة. وعلى الرغم من ذلك تحتل الإمارات الترتيب الخامس في الإنفاق على التسليح من دون الحاجة إلى ذلك، كونها لا تملك جيشاً بحجم هذا السلاح، كما لا تواجه أي تهديدات من جيرانها، ولا توجد بها حركات تحرر، ولا نظام سياسي ديمقراطي فيه تنافس (حزبي) على السلطة. وإن جميع هذه الأسلحة، سواءً المعلن عن صفقاتها أو غير المعلن، يذهب إلى التآمر على دول المنطقة، وليس هناك دولة عربية أو إسلامية في المنطقة إلا وتجد أن الإمارات داخلة على مشروعها الإقتصادي أو السياسي أو الأمني، وخلق الفوضى فيه. مما يجعل الف سؤال بقفز إلى الأذهان، لمصلحة من تقوم دولة الإمارات بهذا الدور؟ ولماذا ولماذا ولماذا ؟!!!
إن المتابع لمجريات الأحداث، سيجد أن الغرب قد عاد بدولة الإمارات العربية إستنساخ تجربة الجسم الغريب (إسرائيل)، داخل جزيرة العرب وشمالها، وجعل منها اللاعب الأساسي في تنفيذ مخطط حدود الدم، ويظهر ذلك جلياً في الأدوار التي قامت وتقوم بها في المنطقة، حيث أسرفت في إستخدام المال السياسي، لتقويض الإستقرار في السودان، الذي يشكل العمق الإستراتيجي غرباً، لكل دول الخليج، لا سيما المملكة العربية السعودية، والدفع به لعقد تحالفات عسكرية مع إيران، مما يساعد في إكمال الطوق الشيعي على السعودية من جهة الغرب، إمتداداً للطوق الشيعي الذي بالجنوب (اليمن) والشمال (العراق وسوريا).
الدور الإماراتي.
لعبت الإمارات العربية المتحدة دوراً رئيسياً وخطيراً في تنفيذ المشروع الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط، بعد أن أحكم الغرب سيطرته عليها ومسخ هويتها، جعلها رأس الرمح في تنفيذ ذلك المشروع الساعي لإعادة ترسيم المنطقة من جديد، وفق مصالح تلك الدول، التي إعتبرت الحدود الحالية مصدر أزمات عالمية، وأن الأوان قد آن لتصحيحها، وهي حدود نشأت في ظروف غير التي يعيشها العالم اليوم، ولم تكترث منذ إنشاءها للطبيعة الديمغرافية أو الإمتدادات الإثنية والطائفية للدول. وقد أشار إلى ذلك – وبشكل واضح وصريح – كل من المستشرق اليهودي برنارد لويس —- المستشار بوزارة الدفاع الأمريكية والمستشار في البيت الأبيض لشئون الشرق الأوسط السابق – في كتبه المتعددة، والجنرال الأمريكي ورالف بيتر في كتابه حروب الدم والإيمان – (الصراعات التي ستشكل القرن الحادي والعشرين)، ومن وجهة نظرهما إن ذلك لا يتم إلا بقدر كبير من الدماء، يفوق تلك التي سفكت لإنشاء هذه الحدود، ويعتقدان أن قدر هذه المنطقة أن تحارب نفسها بنفسها، وبأيدي أبناءها. ولم تخف الولايات المتحدة نيتها في تشكيل الشرق الأوسط الجديد عبر نشر الفوضى الخلاقة (Creative Chaos)، وهو من المصطلحات المتداولة في أدبيات الماسونية العالمية، وقد جاء ذلك في تصريحات للسيدة كونداليزا رايس التي كانت تتولى منصب وزير الخارجية لصحيفة الواشنطون بوست في أبريل 2005م، قبل سحب التصريح لاحقاً.