غضبة الهبباي “..فكوا اللجام ..! كتب : محمد إدريس

 

 

 

 

=حينما تهب رياح الهبباي”العيتبيت” وهذا وسمها المحلي،منتصف مايو إيذانا ببداية الصيف علي ساحل البحر الأحمر(طوكر )فإنها تجرف كالسيل كل شيء أمامها من الدواب والأشجار،ريثما تنقضي أيام الصيف فتهب الأمطار وتكتسي الأرض حلة خضراء و”خريفها يسخو وتمتليء الضروع ونواعم الأيام من ذهبن تبادر بالرجوع وتظهر آخر شهرزاد فتحل في البلد الأمين” أو كما قال الشاعر الكبير عبدالقادر الكتيابي،فالهبباي كما أنه ثورة وقوة هادرة فإنه نسمة باردة ونعمة كبيرة للزرع والضرع..!

 

 

=وان كانت الذاكرة السودانية متقدة “بغضبة الهبباي “القصيدة والديوان للشاعرالكبير صلاح أحمد إبراهيم في مجد ثورة ١٩٦٤،فإن وهج الثورات الحقيقية لاينطفيء فأما الزبد فيذهب جفاءا وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض،ومن قبس ذلك الوهج اتقدت ثورة شباب البني عامر(جنوب طوكر) قبل عامين من قدامي المحاربين والشباب والبلاد تغرق في لجة الفوضي والصراعات وتنبت الحركات والجماعات من كل فج عميق،وكانت ثورة مسلحة بالوعي والأخلاق لحماية الأرض والعرض،وكانت القيادة الإجتماعية يقظة لحاسسية الراهن ممثلة في حكيم الشرق وكبير الأمة الناظر دقلل والوكيل الخطيب المعتق والقيادي الكارزيمي محمدعلي محمود فوضعت اللجام وأرجات الانطلاق لمزيد من التقويم والإنضاج علي نار هادئة ..!

 

 

=هذه الثقة واليقظة جعلت المجتمع لايعر ترهات ذلك المعتوه المدعو بدرالدين عبر الإذاعة اي التفاتة فهو حالة مرضية مزمنة اصابته جراء طرده من كسلا ثم إقالته من وظيفته تحت الضغط العامري “الهبباي “فانهمرت البيانات المستهجنة لتلك المزايدات والتخرسات من أجهزة الدولة والكيانات السياسية والاجتماعية لتؤكد علي حالة التداعي الوطني التي عبر عنها كيان البني عامر والحباب وهو يصل الي رئاسات الفرق بالولايات بأولي قوفل المساندة ويقدم ارتال الشهداء والجرحي في معركة الكرامة ويعطي النماذج في الحماس الوطني أمثال النقيب معاوية الذي خاطب حشدا كبيرا لتكريمه في حلفا الجديدة، ويستقبل حتي الأمس أبناءه الأسري لدي التمرد الذين تم إطلاق سراحهم عبر الصليب الأحمر في مطار بورتسودان قادمين من انجمينا ..!

 

 

= رسالة محددة حملتها المجموعة المختارة من نواة “غضبة الهبباي “التي احتشدت بالأمس في دعوة غداء محضورة خاطبها كل من مولانا عبدالله درف نائب رئيس المقاومة الشعبية بولاية كسلا والعمدة محمد حسن ضرار السياسي المخضرم والنقابي الشهير والوكيل محمد نور دويد رجل الأعمال والنائب البرلماني والعمدة ابوهاشم والزعيم محمد صالح عبدالله..وكان فرسان جنوب طوكر يهتفون أمام الناظر والوكيل كماهتف فرسان الجيش أمام القائد العام للجيش ورئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان “فك اللجام “حتي يحسم التمرد فغضبة الهبباي هي ثورة لصالح الكرامة والوطن وضد التتار الجدد وضد المخطط الاستعماري.

Exit mobile version