مبارك أردول : هذا رأيي في ” إتفاق نيروبي “

بخصوص توقيع العبادلة بالأمس لإعلان نيروبي ( عبدالواحد -عبدالعزيز -عبدالله)….

 

لم أندهش لخطوة التوقيع بالأمس وبل لقد تأخرت هذه الخطوة كثيراً، وأذكر أنها كانت متوقعة منذ جولات وفد الآلية الثلاثية بقيادة فولكر سعياً ذهاباً وإياباً ومن وقت لآخر للإلتقاء بعبدالواحد او عبدالعزيز في جوبا او كاودا لإدماجهم في الإتفاق الإطاري او تطمينهم وإطلاعهم بمجرياته، والذي خططته قوى خارجية ممثلة في الالية الرباعية لضمان إستمرار سياستها التبعية لنظام الحكم القادم في السودان بعد سقوط البشير في المشروع الشهير المعروف ب(التحكم على مستقبل التغيير في السودان) والذي تعمل فيه جهات متعددة داخلية وخارجية وبآليات وأدوات مختلفة سياسية مدنية وعسكرية عنيفة.

 

قادة تقدم حالياً والمجلس المركزي سابقا بعد تبدل الوجوه وإدماجهم جبراً في هذا الحلف الغير متجانس، وإجبارهم من نفس محرك المشهد (الرباعي) للقبول بحمدوك كقيادة لهم وهم الذين عملوا لعرقلته في فترة حكمه، ولاحقًا عملوا بشدة لاجباره للاستقالة من موقعه عندما وقع مع البرهان في نوفمبر ٢٠٢١م ليكون مستقلًا كرئيس وزراء وله دور في الانتقال بدون الاذعان للمجلس المركزي والقوى السياسية، وعودتهم له موخراً مستجدينه ليقودهم بعد ان فقدوا كل شي. هؤلاء حسب خبرتنا التي امتدّت لسنوات معهم انهم عندما يكونوا خارج السلطة وخارج السودان يوقعوا معك على كل شي ولو ورقة فارغة تكتب فيها ما تشاء ، فقط لتوصلهم إلى مشارف الخرطوم وكراسي الحكم ، ولكن بعدها هم سيكونوا في حل لكل ما التزموا به وربما موكد جدا سيتخلصوا من كل هذه الجوقة من الموقعين ليبقوا ثلاث او اربعة تنظيمات ( اربعة طويلة) او يصنفونهم الي قوى ثورة وقوى انتقال ، فالتجربة مع هولاء معروفة ، فهم أسّ الأزمة واحد اهم اسبابها والذين تستوجب ان يطالهم مشروع التغيير في المقام الأول كنخبة عجزت ان تقدم اي شي.

 

لم انشغل بمحتويات ميثاق نيروبي لسببين، الاول لانها وقعت مع جهة لا تملك شي وهي في افضل أحوالها وكيلة لقوى اخرى، وثانيا من خلال تجربتنا في المعارضة في الفترة الماضية فإننا وقعنا مع نفس هؤلاء وثائق كثيرة بمعنى الكلمة، وهي على سبيل المثال لا الحصر وثيقة الفجر الجديد ٢٠١٢م وثيقة إعلان باريس ٢٠١٤م وميثاق هيكلة الدولة ٢٠١٤م وميثاق نداء السودان٢٠١٤م وإعلان الحرية والتغيير٢٠١٨م ، ومن قبل هم انفسهم وقعوا وثيقة البديل الديمقراطي ٢٠١٢م كل تلك المواثيق بما احتوتها من بنود مهمة وممتازة تؤسس لوضع دستوري جديد وأفضل راحت بمجرد إسقاط نظام الإسلاميين ووصولهم الى السلطة، فمخيلة هؤلاء لطريقة الحكم تطغى على المواثيق الموقعة هذه، فمن جرب المجرب حاقت به الندامة .

 

اعتقد المهمة التي أمامنا هي البحث عن مخارج جديدة للازمة وليس المضي قدما وتضييع الوقت وصبر الشعب وجهده وتفويت الفرص عليه بتكرار نفس الموال القديم، فكما يقول الشاعر محمد مدني الزاحفون الي الفجيعة انتم فقط اعلموا أن لا وثيقة او وفاق ولا حقيقة او نفاق تخفي عورة من دفنتم من رفاق .

 

نذكر في الخاتمة ان الان امام الرفيق عبدالعزيز الحلو واجب منزلي (Homework) بخصوص إيصال المساعدات الإنسانية الى المنطقتين وخاصة جبال النوبة فلا يجب أن ينسى ذلك فنحن ننتظر غوث اهلنا لا مواثيق قحت وتمحوراتها والتي تريد ان تستقوى بهم للوصول للحكم وحينها كلام الليل سيمحوه النهار.

الحاكم نيوز وجهة جديدة في عالم الصحافة الرقمية المتطورة... سرعة اكتر مصداقية اكتر دقة وانتشار للخبر والإعلان ..™

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة عشر − 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى