احمد محمد بشري يكتب : حرب ال 100 يوم
عاشت رواندا لسنوات تحت حكم الاستعماريين الألمان والبلجيك مما عمّق الخلافات الأهلية بين فئتي الشعب الهوتو “الغالبية 85%” والتوتسي “الأقلية” 10%”. .فاندلعت حرب أهلية من أبشع وأعنف الحروب الأهلية في إفريقيا. بلغ عدد ضحايا الحرب الأهلية في رواندا أكثر من مليون نسمة ثم نهضت رواندا كما ترونها امامكم .
من الطبيعي إن يتولد سؤال داخل ذهن القارئ الحصيف وهو : كيف تمكنت رواندا من التعافي و النهوض اقتصاديا على أطلال الحرب الأهلية؟.
بعد الحرب انخفض الناتج المحلي الإجمالي للنصف خلال عام واحد. وأصبح 80% من السكان “فقراء”. ودمرت مساحات كبرى من الأراضي الصالحة للزراعة ولتربية الماشية والبنية التحتية الإنتاجية.مع تولي كاغامي السلطة في سنة 2000 قام بتحديد هدفين واضحين: أولهما سن تشريعات قانونية صارمة بموجبها تم توحيد الشعب الرواندي ، والثاني انتزاع البلاد من الفقر،كان الوضع في رواندا متدهور علي كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مما حتم عليه ان يجعل المصالحة الشاملة والاستقرار السياسي والأمني ضرورة ملحة لإعادة عجلة الاقتصاد الرواندي .
أقر دستورا يلغي الفوارق العرقية وشكّل حكومة توافقية و وضعت الرؤية 2020 .وكانت تتضمن الرؤية مجموعة من الاهداف منها .الحكم الرشيد. التنمية المستدامة. العمل علي تنمية المورد البشري .تنمية الثروات الوطنية. تقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية. التحول الي الاقتصاد المعرفي. والتعاون مع القطاع الخاص كشريك للتنمية. وتطوير البنية التحتية في البلاد. والتحول بالمنهجيه الزراعية الاستهلاكيه عملية زراعيه ذات قيمة مضافة . والعمل علي تحويل الانظمة الزراعية البدائية الموجهة للاستهلاك العائلي إلى نظام حديث موجّه للسوق الداخلي والخارجي. والعمل علي ان يكون منتجي القهوة والشاي على رأس قائمة الصادرات الرواندية إلى عدد كبير من دول العالم. وقد شهد هذا القطاع نموا لافتاً خلال فترة قصيرة، .بالإضافة إلى تعزيز روح المبادرة الشعبية بإيجاد طبقة وسطى من المستثمرين المحليين قادرين على تطوير الاقتصاد. شمل ذلك التعدين وكان يمثل حوالي 13% من إجمالي الدخل العامّل. وفي مجال تطوير الخدمات الصحية ركز علي خفض معدل الوفيات. وزيادة متوسط العمر عبر السيطرة على الأمراض المنتشرة.عمل علي التوسع في سياسات الخصخصة الشاملة. والتي ساعدت على خفض التكاليف وتوسيع الخيارات لدى المستهلك. إن تطوير البنية التحتية هو المفتاح الرئيس لنهضة رواندا. لأنه أداة لخفض تكاليف ممارسة الأعمال التجارية لزيادة الاستثمارات المحلية والأجنبية. بتطوير وسائل بديلة للنقل منخفضة التكلفة والتوسع في شبكة النقل الداخلية وتحسينها. رواندا اليوم لديها أكبر منشأة للطاقة الشمسية في الغرب الإفريقي. وسعي لتوصيل الإنترنت للجميع ، فتضاعف الإنتاج بسرعه .وعمل علي توسيع نطاق الاندماج الإقليمي والدولي. . ألغت السلطات الروندية التأشيرات على جميع الأجانب لجذب الاستثمارات الاقليمية والدولية ، وفرضت رسوماً رمزية ووفرت مختلف التسهيلات في المعاملات بالمطارات، فحقّق القطاع السياحي نمو واضح ، نحو 400 مليون دولار، أي ما يعادل 43% من الدخل الإجمالي للبلاد. . و بعد أقل من 20 سنة تحولت رواندا واصبحث قبلة للزائرين من رجال الاعمال وتعتبر المدينة الاول في نموذج للنظافة . لقد حققت رواندا العديد من الإنجازات التنموية خلال الفترة الماضية، فقد حافظت على معدلات نمو مرتفعة خلال العقد الماضي متفوقة على بعض الدول الكبرى مثل الصين والهند، حيث بلغ معدل النمو %8.6خلال العام 2018 بعد أن كان %6 في عام ،2017 وقد بلغ سنة 2019 نحو 10 % و 8 % في سنة2020 إلى حدود 10 %. استطاعت رواندا ان تبرم اتفاق مع الحكومة البريطانية حسب المعطيات الرسمية، بأن تدفع الحكومة البريطانية ما بين 370 إلى 457 مليون جنيه إسترليني بنهاية سنة 2024 . لاستقبال المهاجرين ..
النموزج الروندي الافريقي يعتبر نموذج ناجح انطفضت من تحت الركام مثل طائر الفينق . . نستطيع إن نجزم بان التجربه الروانديه تجربه ناجحه بكل المقياس في عملية السلام والتسامح والتعايش السلمي . واكاد اجزم بان كل سوداني فينا حريص علي وقف الحرب واعادة السلام والامن الي البلاد ويكون فينا بول كوغامي . ينجح في وضع خطة لاعادة الثقه في نفوس الشعب السوداني ويضع رؤيه للنهوض بالاقتصاد السوداني ودفع عجلة التنمية المحليه في ظل وجود موارد قادرة إن تعالج الازمه الحاليه واعادة الاعمار في فتره وجيزه . ويحدونا الامل في ايجاد العزيمة والاصرار في نفس كل سوداني غيور علي مصلحة الوطن .