كلمة د الهادي إدريس ، رئيس الجبهة الثورية السودانية فى المؤتمر التأسيسي لتنسيقية (تقدم)

،اديس ابابا، 27 شهر مايو 2024*

رصد الحاكم نيوز

*السادة والسيدات أعضاء المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”* *السادة أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في دولة إثيوبيا الشقيقة ،* *السيد ممثل الحكومة الإثيوبية،* *السادة والسيدات ممثلي المنظمات الدولية،* *الحضور الكريم،* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اسمحوا لي في البدء أن أترحم على أرواح كل شهداء الثورات السودانية وشهداء حرب الخامس عشر من أبريل من المدنيين والعسكريين، وأدعو بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين وعودة حميدة للمفقودين. كما أتوجه بالتحية إلى الشعب السوداني الصابر والمكلوم في كل مناطق النزوح وفي كل الملاجئ والمنافي القسرية. السادة والسيدات الحضور الكريم، يشرفني أن أقف أمامكم اليوم في هذا المؤتمر التاريخي وأخاطبكم باسم كل زملائي في الجبهة الثورية السودانية التي اختارت منذ فجر تأسيسها في الثاني عشر من نوفمبر من العام 2011 الانحياز لخيار السودان الجديد القائم على الحرية والسلام والعدالة. وليست مصادفة أن تكون هذه المبادئ هي ذات مبادئ ثورة ديسمبر المجيدة حيث كان للجبهة الثورية سهم فيها بنضالات وتضحيات عظام يستحقها شعبنا. وقفت الجبهة الثورية بوضوح ضد انقلاب 25 أكتوبر المشؤوم وضد حرب 15 أبريل العبثية حيث بذلنا وزملائي جهودًا مضنية لتفادي حدوثها، ولكن كيد نظام المؤتمر الوطني وحركته الإسلامية على ثورة ديسمبر وطمعهم في العودة للسلطة كان دافعهم في إشعالها والاستمرار في تأجيج استعارها مما خلف أوضاعًا إنسانية كارثية غير مسبوقة في كل السودان، وفي دارفور على وجه الخصوص. وهذا ما دفعنا إلى *إطلاق مبادرة إنسانية* تم تدشينها في مدينة الفاشر في فبراير الماضي تشتمل على آليات لمساعدة المواطنين تتمثل في *اللجنة المدنية لإيصال الإغاثات والإدارات المجتمعية لتقديم الخدمات الأساسية*. كما أطلقنا مناشدة لطرفي الحرب لفتح الممرات الإنسانية لدخول المساعدات الإنسانية وتعهدنا بتوفير الحماية اللازمة لها وتأمينها حتى تصل إلى المواطنين الذين يموتون جوعًا عوضًا عن الموت بالسلاح غير المنضبط. السادة والسيدات الحضور الكريم، نجدد إدانتنا لكل الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها طرفا الحرب وندعوهم للالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان. كما *نؤكد أن الحل الصحيح لوقف هذه الانتهاكات ومنع تعاظمها يكمن في الوقف الفوري للحرب* و الخضوع للجنة التحقيق الدولية المكلف من مجلس حقوق الإنسان و ذلك لمحاسبة كل من تورط في جرائم حرب وانتهاكات لحقوق المدنيين. *وبخصوص حماية المدنيين في دارفور، فلقد طرحنا لطرفي الحرب ثلاثة خيارات*: 1. وقف الحرب عبر اتفاق وقف العدائيات. للأسف لم تتم الاستجابة لهذا الخيار. 2. خروج الجيش والدعم السريع من مدينة الفاشر وتؤل مسؤولية حفظ الامن للقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح. تم رفض هذا المقترح من قبل الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش وأصروا على محاربة الدعم السريع. 3. فتح ممرات آمنة تضمن خروج المدنيين من مناطق الاشتباك في مدينة الفاشر. ورغم كل تلك المحاولات، لم ولن نيأس من إيجاد وسيلة نضمن بها حماية المدنيين. *ونحن الآن منخرطون مع رفاقنا في الحركات المسلحة التي ما زالت في موقف الحياد في ترتيبات لتكوين قوة مشتركة جديدة لحماية المدنيين وحماية القوافل الإنسانية والتجارية وحراسة وتأمين المرافق العامة*. السادة والسيدات الحضور الكريم، إن استمرار الحرب والفراغ الدستوري نتيجة لغياب سلطة شرعية أصبح أكبر مهدد لوحدة السودان. عليه، نحن نرى أن الحل السلمي لأزمة البلاد عبر عملية سياسية تخاطب جذور وأسباب النزاع وتؤسس لترتيبات سياسية ودستورية جديدة هو الضامن الوحيد لعدم تقسيم البلاد. وفي حال تعذر ذلك، فإن استمرار حكومة بورتسودان غير الشرعية سوف يكون سببًا لتقسيم البلاد. عليه، *نطلب من المجتمعين الدولي والإقليمي ومؤسساتهما عدم الاعتراف بحكومة الحرب في بورتسودان*، وللشعب السوداني خياراته في نزع الشرعية و ضمان وحدة السودان الذهاب مباشرة في تشكيل حكومته المدنية التي من مهامها الرئيسية العمل على وقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية وتقديم الخدمات الأساسية. السادة والسيدات الحضور الكريم، إن نجاح مؤتمركم هذا سوف يكون علامة فارقة في تاريخ السودان، *فبعد إجازة الرؤية السياسية والنظام الأساسي واختيار قيادة جديدة، سوف تصبح تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” الفاعل الأساسي في عملية وقف الحرب واستعادة التحول المدني الديمقراطي، والأكثر انفتاحًا لتوسيع مواعينها لقوى الثورة والتغيير*. وعطفًا على ذلك، *اسمحوا لي أن أرحب ترحيبًا حارًا بمشاركة الرفاق في الحركة الشعبية شمال والإخوان في المؤتمر الشعبي والأشقاء في الاتحادي الديمقراطي الأصل وحضورهم المميز في هذا المؤتمر*، حيث تعتبر مشاركتهم هذه فتحًا جديدًا لتشكيل أكبر جبهة مدنية من القوى الرافضة للحرب والداعية لاستعادة التحول الديمقراطي والمؤمنة بمبادئ وأهداف ثورة ديسمبر المجيدة. و اخيراً اسمحوا ان اتقدم بإسمكم جميعا بالشكر لحكومة دولة اثيوبيا الشقيقة و شعبها الكريم لاستضافة الآلاف من اخوتهم السودانيين و الوقوف بجوارهم في محنتهم كما اتقدم بشكر خاص لفخامة الرئيس ابي احمد لجهوده الكبيرة لوقف الحرب و تحقيق الاستقرار في السودان. هذا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحاكم نيوز وجهة جديدة في عالم الصحافة الرقمية المتطورة... سرعة اكتر مصداقية اكتر دقة وانتشار للخبر والإعلان ..™

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى