*وعد الحق امين يكتب : جبريل إبراهيم.. المرشح الأجدر لقيادة مجلس الوزراء؟*

*وعد الحق امين يكتب : جبريل إبراهيم.. المرشح الأجدر لقيادة مجلس الوزراء؟

في وقت يشهد السودان تحديات غير مسبوقة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، يبقى الدكتور جبريل إبراهيم أحد الأسماء التي أثبتت قدرتها على إدارة الأزمات، ليس فقط من خلال موقعه كوزير للمالية، بل كرجل دولة يتمتع برؤية اقتصادية وإدارية قوية ومتماسكة ، فاليوم وسط الحديث عن اختيار رئيس للوزراء، يبرز اسم د. جبريل كأحد الخيارات المنطقية التي تستحق التقدير. هذا ليس رأيًا عاطفيًا أو سياسيًا، بل استنادًا إلى حقائق واضحة وتجربة عملية خاضها الرجل في واحدة من أصعب الفترات بالسودان

قبل أن يكون د. جبريل وزيرًا للمالية، كان أكاديميًا متميزًا يحمل مؤهلات علمية قوية. حصل على درجته الجامعية من جامعة الخرطوم، ثم واصل دراساته العليا في الخارج، حيث نال درجة الدكتوراه في الاقتصاد، ما منحه قاعدة علمية صلبة في إدارة الشؤون المالية والاقتصادية. لكن المؤهلات وحدها لا تصنع القادة، بل القدرة على تطبيقها على أرض الواقع. د. جبريل لم يكن مجرد أكاديمي يجيد التنظير، بل شخص يملك فهماً عميقًا للتحديات الاقتصادية وإدارة الموارد في بيئات صعبة، وهو ما ظهر بوضوح خلال فترة توليه المالية

عندما اندلعت الحرب في السودان، كان من الطبيعي أن يتوقع الجميع انهيار الاقتصاد السوداني بشكل كامل، لكن العكس حدث. رغم الظروف القاسية، استطاع الرجل إدارة الموارد المتاحة بحكمة، ولم تصل البلاد إلى مرحلة المجاعة الشاملة كما كان متوقعًا، وهو إنجاز لا يمكن إنكاره ، معظم الولايات السودانية استمرت في تلقي مخصصاتها المالية، لم تتوقف رواتب القطاعات الحكومية، والمشاريع التنموية لم تتجمد بالكامل كما حدث في دول أخرى عاشت ظروفًا مشابهة. كل هذا لم يكن ليحدث لولا وجود إدارة مالية واعية تعرف كيف تحافظ على الحد الأدنى من الاستقرار وسط الفوضى.

على عكس ما يظنه البعض، فإن وزارة المالية تحت إدارة د. جبريل لم تكن مجرد مؤسسة تصدر التصريحات، بل نفذت سياسات واضحة ساهمت في ضبط الإيرادات رغم انخفاض الموارد، عبر سياسات مالية متوازنة ، بجانب إدارة النقد الأجنبي بشكل يمنع الانهيار الكامل للجنيه السوداني والمحافظة على الحد الأدنى من النشاط الاقتصادي، رغم خروج العديد من المؤسسات عن الخدمة بسبب الحرب وتمويل بعض المشاريع الحيوية، رغم توقف الدعم الخارجي والضغوط الاقتصادية.

هذه ليست مجرد نظريات، بل وقائع مثبتة على الأرض يمكن لأي شخص ملاحظتها بعيدًا عن الانحيازات السياسية لماذا قد يكون د. جبريل هو الخيار الأفضل لرئاسة الوزراء؟ إذا كنا نبحث عن شخص قادر على إدارة المرحلة الانتقالية وسط هذه الظروف، فنحن نحتاج إلى شخصية ذات خبرة في التعامل مع الأزمات، وليس فقط شخصًا ذو قبول سياسي. وهنا، يمكن القول إن د. جبريل يمتلك نقاط قوة تجعله مؤهلاً لهذا الدور، منها ، خبرة إدارية واقتصادية تجعله قادرًا على وضع سياسات إصلاحية واقعيةبجانب فهمه العميق للتحديات المالية في السودان، ما يساعده في وضع حلول عملية قابلة للتنفيذ

فقدرة الرجل على إدارة الموارد في ظل الأزمات، وهو ما أثبته بالفعل خلال الحرب بجانب عدم انجرافه وراء القرارات الشعبوية، بل اتخاذه قرارات صعبة لكنها ضرورية للحفاظ على الاقتصاد

اخيرا .. قد يختلف البعض حول شخصية د. جبريل إبراهيم سياسيًا، لكن إذا نظرنا إلى الجانب العملي والإداري، فإن الواقع يشهد بأنه استطاع إدارة وزارة المالية في أصعب الفترات. هذه التجربة وحدها تجعله مؤهلاً ليكون ضمن قائمة الأسماء المطروحة لرئاسة الوزراء، إذا كنا نبحث عن الكفاءة قبل المحاصصة وفي النهاية، الحكم ليس للكلمات، بل للوقائع والإنجازات.

Exit mobile version