المدير التنفيذي ورئيس اللجنة الأمنية للدبة يتوعد التمرد

المدير التنفيذي ورئيس اللجنة الأمنية للدبة يتوعد التمرد

محمد صابر: صحراء الشمالية مقبرة المليشيا

“القوات المسلحة” لم تنهزم في “الراهب”.. و”فيديوهات التهديد” تزيدنا قوة

رسالتنا للمليشيا: هذه أرضنا سنعيش فوق ترابها اعزاء أو تحتها شهداء

“التمرد” يستغل المسيرات الجبانة في قتل الابرياء وضرب المنشآت الخدمية

“المليشيا” تخلق الفتنة بالنعرات العنصرية.. وهذا”……. ” ردنا على من يطالب باقالة والي الشمالية

“الدبة” آمنة رغم الاستهداف.. الهجرة العكسية من المحلية طبيعية.. والمقاومة الشعبية جاهزة بنسبة 200٪

الدبة: مهند ضمرة – محمد يوسف (ميدي)

عاشت محلية الدبة بالولاية الشمالية، على وقع حالة من الهلع والرعب والقلق خلال الأسبوع المنصرم، بفعل ما اصاب المحلية من هجوم للمليشيا المتمردة على الدبة بالمسيرات الاستراتيجية، وهو الهجوم عينه الذي أودى بحياة عدد من المواطنين العزل كما خلف مجموعة من الجرحى والمصابين، وما زاد من حالة الاحتقان التي عاشتها المحلية، يكمن في تزامن الهجوم عليها بالمسيرات مع فيديوهات تهديد تداولتها منصات التواصل الاجتماعي، تتوعد من خلالها المليشيا باقتحام الولاية الشمالية.. وبحثا عن حقيقة الأوضاع التي تعيشها الدبة، عمدنا للجلوس إلى الاستاذ محمد صابر كشكش، المدير التنفيذي للمحلية ورئيس اللجنة الأمنية، فكانت هذه المقابلة الصحفية المطولة..

*بداية استاذ محمد صابر.. كيف هي الأوضاع في المحلية بعد ما واجهته من تهديدات واستهداف في الأيام القليلة الفائتة..؟

-نعترف بأن حالة من القلق والتوتر سيطرت على الاجواء العامة بالمحلية، بعدما اكتظت الميديا ومنصات التواصل الاجتماعي بالشائعات التي تحاول المساس بأمن وأمان المحلية، لكننا نؤكد على استقرار الأوضاع في المجمل، خاصة في ظل الثقة المتوفرة عند مواطن المحلية في قواته المسلحة، فضلا عن تفهمه للوضع الدقيق الذي تمر به البلاد ككل، لذا تجد ان الوضع أمن رغم التهديدات و الاستهداف، ولم تطرأ تغييرات كبيرة على شكل الحياة اليومية، التي تمضي طبيعية في أسواق وشوارع المحلية.

*لكن هناك حزمة قرارات أمنية وقع إصدارها من جانبكم مباشرة إثر هجوم المسيرات الاخير على المحلية..؟
-يمكن تصنيف بعض القرارات الأمنية التي تصدر بين الحين والآخر على أنها اجراءات احترازية ووقائية.. لكن الوضع يظل تحت السيطرة تماما، سيما في ظل تكامل للأدوار وجهود مقدرة يبذلها قطاع الدبة بقيادة اللواء عادل عبدالله، من شأنها منح المحلية المزيد من الصلابة في مجابهة وصد أي مهدد أمني مهما كان حجمه.

*كيف شاهدت مقاطع الفيديو التي نشرتها المليشيا المتمردة واعلنت من خلالها احتشادها بقوات ضخمة للهجوم على الدبة..؟
-مقاطع الفيديو الأخيرة والتي يظهر في بعض منها المتمرد عبدالرحيم دقلو، ويدعي فيها بأنه بصدد الهجوم على الدبة، ليست الأولى من نوعها، منذ إندلاع حرب الكرامة وهؤلاء الخونة من المتمردين والعملاء والمرتزقة لا يتوقفون عن إطلاق تهديداتهم للشمالية، وفي كل مرة تثبت الولاية بأنها عصية على المتمردين.. نحن على المستوى الأمني والرسمي نتعامل ونتعاطى مع هذه الفيديوهات التي تنشرها غرف المليشيا ومنصاتهم الإعلامية بالشكل المطلوب، باعتبارها مهدد أمني يجب التوقف عنده وتحليله عسكريا.. لكن قناعتنا بأن هذه الفيديوهات لا تعدو كونها ترويع وترهيب للمواطنين الامنين.، وان المليشيا عسكريا تنهار بشكل كبير تحت ضربات القوات المسلحة، التي تحقق الانتصارات العزيزة في كل ميادين القتال، وتمضي بقوة في حسم معركة الكرامة بانتصار عسكري.

*لكن ماذا لو تجرأت المليشيا وعملت تجاه تحويل تهديداتها للشمالية لواقع وحاولت اجتياح الولاية عسكريا..؟
-ستكون الصحراء حينها مقبرة لمليشيا ال دقلو.. والتمرد الذي انهزم وانكسر في كل ارجاء البلاد.. ليس بمقدوره تحقيق الانتصار في الشمال.

*الفيديوهات التي بثتها المليشيا في الميديا، تكشف عن سيطرتها على منطقة الراهب القريبة من الدبة.. هل يشعركم ذلك بالقلق..؟
-لا ينتابني أي قلق جراء هذا الوجود للمليشيا في الراهب.. كما أن احتشادها في تلك المنطقة لا يعني سيطرة المليشيا.. وأن تجمعها في الراهب لم يتحقق بانتصار على القوات المسلحة، لأنها منطقة خلوية مفتوحة متاحة للتحرك والانتشار، والقوات المسلحة لا تضع من الأساس اي دفاعات في صحراء الراهب.. لكن تتعامل مع الصحراء ككل بشكل استراتيجي ولديها ألياتها في التعامل مع احتشاد وتجمع وتحرك قوات المليشيا في المناطق الخلوية وفق خطط عسكرية مدروسة.

*ماذا عن الهجوم الاخير على محلية الدبة بالمسيرات، خاصة وان الطائرة المسيرة نفذت ضربات خلفت ضحايا وجرحى..؟
-قبل كل شيء نترحم على أرواح ضحايا الهجوم الاخير وجميعهم من المواطنين الأبرياء العزل، كما ندعو بالشفاء العاجل للجرحى، لقد احتسبنا أسرة كاملة لا ذنب لها، فقدت حياتها بهجوم من مسيرة استراتيجية، وهذا الهجوم يثبت ويؤكد الفعل الاجرامي للمليشيا، التي تستغل المسيرات الجبانة لضرب الابرياء من المواطنين، كما تستهدف من خلال مسيراتها المنشآت الخدمية، على نحو يؤكد ان المليشيا تحارب في المواطن بعدما فشلت في مواجهة القوات المسلحة السودانية.. وأنها لجأت للتخريب حتى تضع الحكومة تحت الضغط، لكن دون جدوى لان الشعب السوداني فوت عليهم السانحة بموقف واضح وداعم منذ البداية لقواته المسلحة، وتحمل في سبيل ذلك ما تحمل دون التراجع عن شعاره المرفوع : شعبا واحد.. جيشا واحد.

*في ظل الهجمات التي تعرضت لها الشمالية بالمسيرات، تعالت بعض الأصوات التي تنادي باقالة والي الولاية، وتكليف والي عسكري.. بماذا ترد على هذه المطالبة..؟
-اعتقد على المستوى الشخصي ان الواقع العملي والمنجزات التي تتحقق في ضروب شتى هي من ترد على الأصوات التي تنادي باقالة الوالي عابدين عوض الله، لان ما تحقق منذ توليه لمهامه بالولاية وفي ظل هذا الظرف الدقيق الذي تعرفه البلاد، يؤكد جدارته وأهليته بالمنصب والتكليف، سيما وان والي الشمالية حقق اختراق في ملفات مهمة على غرار انتظام رواتب العاملين بالولاية، ونجاحات للمشاريع الاستراتيجية ومنها الموسم الزراعي الشتوي، بجانب استقرار العملية التعليمية وإنجاز العام الدراسي مع نسبة نجاح عالية، وايضا هناك عمل كبير تم في مشاريع استراتيجية منها مطار دنقلا، مع انتظام لتقديم الخدمات الأساسية لمواطني الولاية.. هذه التفاصيل وغيرها تؤكد ان الأصوات المحدودة التي نادت باقالة الوالي، لا تستند على مبررات كافية ولا تدرك أدنى معلومة عن قيمة ما يتم إنجازه من أعمال.. حتى إذا رأى البعض ان الهجوم المتكرر بالمسيرات على الولاية بأنه قصور من الوالي، فإن تحميله للمسؤولية بالكامل امر غير منصف، لان الجانب العسكري يحمل تفصيلات مهمة يتوجب الوقوف عندها، خاصة الجانب العملياتي العسكري، حيث يتبع هذا الملف بشكل مباشر للقوات المسلحة وقطاعاتها العسكرية، واستراتيجية العمل في هذا الاتجاه تخضع لترتيبات تتكامل في عدة مستويات منها جوانب عسكرية بحتة ومنها جوانب فنية تتطلب تنسيق بين مكونات متعددة.

*هناك تخوف من تكرار سيناريو سقوط الجزيرة في الولاية الشمالية، لان دخول المليشيا لمدينة مدني وقتذاك، كان مفاجئا للجميع..؟
-ليس هناك ما يدعو للتخوف.. اطمئن الجميع بالتأكيد على أن سيناريو الجزيرة غير قابل للتكرار في الشمالية.. وان الدبة، لن تقتحمها مليشيا الغدر والخيانة كما فعلت عند دخولها حاضرة الجزيرة، انسجاما مع طبيعة المواجهة العسكرية، على الجميع الاطمئنان لن تكن لدينا معارك داخلية مع المتمردين.. معاركنا مع المليشيا ستكون في الصحراء، لدينا الدفاعات المتقدمة التي تستند على قدرات عسكرية يمكنها صد اي عدوان.. كما تنبهت المحلية مبكرا لامكانية الهجوم عليها من محور الصحراء وقامت بحفر خندق حول المحلية لأجل تأمينها بشكل أكبر.

*ماذا عن الأمن الوقائي، كيف تسيطرون على المحلية من الداخل، في ظل حديث كثير حول الخلايا النائمة..؟
-نبذل في محلية الدبة الجهود اللازمة التي تساعدنا على بسط سيطرتنا على المحلية من الداخل.. لدينا خلية أمنية أنجزت أعمال مقدرة تجاه الترتيبات الخاصة بالأمن الوقائي، تم ضبط عدد كبير من المتمردين الفارين من مياديين الاقتتال الذين قصد بعضهم محلية الدبة للاختفاء عن الانظار، لن نسمح لأي متمرد بأن يحقق هدفه من التواجد في الدبة، سواء كان التخفي او لعب أدوار استخباراتية وعسكرية، نحن نتفطن لهم جيدا، نعمل على محاصرتهم وضبطهم وتحييدهم، ونحقق النجاحات المطلوبة، ونواصل في تكثيف الجهد الخاص بالعمل الأمني والاستخباراتي.

*تلاحظ ان التوترات وتطور الأوضاع الأمنية بالمحلية تسبب في هجرة عكسية من الدبة مع مخاوف من خروج رؤوس الأموال من الدبة، وهي المدينة التي تعد المركز التجاري الأول للولاية الشمالية..؟
-ربما تكون هذه الملاحظة صحيحة لحد ما.. بالفعل تم رصد خروج لعدد من المواطنين من المحلية، لكن ليس بفعل المهددات الأمنية او بسبب تداعيات الهجوم المحدود بالمسيرات الذي عرفت الدبة على مدى فترات متفاوتة.. لقد تلاحظ ارتفاع وتيرة مغادرة بعض الاسر للدبة مع تحرير الخرطوم والجزيرة، وارى انها هجرة عكسية طبيعية لأنهم قدموا للمدينة من الأساس بسبب تداعيات وظروف الحرب.. وبعضهم نقل أعماله التجارية للمحلية بصورة انعشت اقتصاديات الدبة.. ربما تتأثر المحلية الان بعودة البعض لمناطقهم، لكنها ستبقى منتعشة تجاريا لأن البعض الآخر وجد في الدبة مستقرا لأعماله التجارية.

*التهديدات التي يتوعد من خلال التمرد مواطن الولاية الشمالية تكشف عن نعرات عنصرية بغيضة للمتمردين.. ورغبة من قيادات المليشيا في خلق فتنة جهوية وقبلية.. كيف تتعاملون مع هذا الخطاب العنصري..؟
-نتعامل معه من خلال تعزيز التسامح المجتمعي الذي يميز الولاية الشمالية ككل، وتعيشه الدبة بشكل خاص، حيث تشكل المحلية النموذج الايجابي للتعايش المجتمعي من مختلف المكونات القبلية السودانية، دون أدنى تمييز، لن نسمح للمتمردين بزرع الفتنة بين المواطنين من خلال خطابات عنصرية تشبه المليشيا، التي وجدت نفسها دون أي سند شعبي بعدما لفظتها كل القبائل السودانية.

*كيف تنظر للدور الذي تلعبه المقاومة الشعبية في محلية الدبة.. ومدى جاهزيتها لاسناد القوات المسلحة خلال المرحلة المقبلة..؟
-انظر لدور المقاومة الشعبية بعين الرضا والإعجاب، نظير ما قدمته وتقدمه من تضحيات وجهد بالمال والنفس في إسناد القوات المسلحة، كما أن استعدادتها للمشاركة في مقبل جولات معركة الكرامة تبلغ نسبة 200٪.. وان التهديدات التي يطلقها قيادات المليشيا لا تزيد أفراد المقاومة الشعبية من المقاتلين والداعمين الا قوة وعزيمة على سحق التمرد الغادر وتطهير كل شبر من أرض الوطن دنسته المليشيا.. الان الدبة كلها مقاومة شعبية.. كل من يقوى على حمل السلاح تجده يحمل سلاحه، بعدما تعهد لنا قيادات المقاومة الشعبية بعدم مغادرة مواطني الدبة منطقتهم مهما واجهوا من عدوان وتعدي.. ورسالتي لكل مواطن بالمحلية اننا نثمن عاليا موقفهم تجاه الدبة منذ بداية الحرب، ونشكرهم على تقديمهم لأكثر من 10 قوافل إسناد ودعم لمناطق الاقتتال حينما كانت الحرب تدور بضراوة في الخرطوم والجزيرة.. ونشكرهم على تحمل الأوضاع المتقلبة التي مرت بها المحلية قياسا بظرف البلاد ككل. وايضا على استجابتهم وانصياعهم لقرارات حازمة كانت قد اتخذتها المحلية خلال فترات سابقة.. والان نناشدهم الاستمرار على الدرب وان يكون المواطن عين للقوات المسلحة ترصد كل مهدد امني.. كما نناشدهم عدم الانصياع وراء الشائعات التي تروج لها غرف المليشيا، خاصة وان التمرد اعتمد الإعلام المضلل والمأجور في مقدمة اسلحته خلال حربه على بلادنا.

*هذه كانت رسالتكم للمواطنين بالدبة.. هل من رسالة المليشيا المتمردة..؟
-رسالتنا للمليشبا: هذه الأرض لنا، اما نعيش فوق ترابها احرار اعزاء او تحتها شهداء.. نحن لا نتمنى لقاء العدو، لكننا بالمقابل مستعدون لملاقاته ولسحقه وهزيمته.. ومستعدون لبذل أرواحنا ودمائنا فداء للوطن، حفاظا على سلامة ووحدة أراضيه وصونا لكرامة مواطنه.

الحاكم نيوز وجهة جديدة في عالم الصحافة الرقمية المتطورة... سرعة اكتر مصداقية اكتر دقة وانتشار للخبر والإعلان ..™

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 + 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى