النهود تنتصر بإرادة الله وثبات الفرسان… والشهيد الحاج النو فداء للوطن :كتب :الصافي سالم

*في قلب كردفان، وفي ربوعها النضرة، وقفت النهود شامخةً، صامدةً، صابرةً، رغم كل التحديات واعتداءات الجنجويد المدعومين من قوى إقليمية ودولية. لأكثر من عامين، قاومت المدينة بكل شجاعة، وأبت أن تنكسر، متصدية بكل بسالة لمحاولات العدو المتكررة، من قبل مليشيا آل دقلو الإرهابية (الدعم السريع)، للنيل من إرادة وعزيمة شعب وأبطال النهود.*

*أبناؤها، من رجال القبائل الأوفياء، وشبابها الأبطال، وقواتنا المسلحة ومن ساندها، كانوا لها السند المتين، وسطروا ملحمة بطولية خالدة صباح الخميس. فالنهود، التي كانت دائمًا مدينة العلم والكرامة والعزة، صانعة الرجال، لا تُهزم*.

*وفي مواجهة العدوان، جسّد أهلها أروع صور التضحية، فواجهوا مصفحات العدو ومدافعه وعتاده، بأسلحتهم البسيطة وإيمانهم العميق بعدالة قضيتهم. كانت معركة لا تقلّ أهمية عن معركة كرري، حيث وقف الرجال كالأسود، يحمون أرضهم بعزة وكرامة ووعي.*

*نؤمن أن النهود ليست مجرد مدينة، بل رمز لوحدة السودان ودرعه الحصين. وإن سقطت لحظة، فسيقف شعبنا ليعيدها، ويعيد معها الكرامة والتاريخ*.

*إن الوطنية والتضحيات البطولية التي قدّمها أهل النهود وكردفان تعبّر عن إرادة الشعب السوداني الفولاذية، وتُبرز روح الفداء من أجل الوطن. لن يثنينا من حاول اختطاف هويتنا أو تمزيق وحدتنا، فالأبطال في النهود، وفي كل دارفور، وفي كل ربوع السودان، لا يرضون إلا بالنصر، وسيظل صوت الحق يعلو في سماء الوطن.*

*وفي الختام، نقول: النهود، مدينة الأبطال، لن تُكسر، ولن تُسقط، وسنحميها بكل ما نملك من قوة وإيمان، حتى تعود إلى أهلها حرّة، شامخة، موحدة.*

*تقبّل الله الشهداء، وشفا الله المصابين، ونسأل الله عودة حميدة للأسرى والمفقودين.*

*فقدنا صباح اليوم في النهود شهداء أعزاء، من بينهم الشهيد الحاج النو محمد سبت النور، عميد الأسرة، وزوج أختي الكبرى. استُشهد – بإذن الله – وهو شامخ كالجبل، مدافعًا عن عرضه وماله، حين حاول الجنجويد اقتحام المنزل، فقاومهم ورفض دخولهم حتى لا يُنتهك عرضه.نسأل الله أن يتقبله في الشهداء، وأن نستلهم من تضحياته، وأن نكون جميعًا على دربه، مستعدين للموت فداءً للوطن*

*أما أمانينا، فهي أن نُرزق الشهادة كما رُزقها الحاج النو، ابن منطقة السعاته أبو زرد، مسقط رأسي، التي قدّمت أكثر من سبعة شهداء في حرب الكرامة، وكانت عنوانًا للبطولات وأيقونةً للتضحيات. ستظل صفحات التاريخ تخلّد أسماءهم، وتذكر مواقفهم في سجل الفخر والمجد*.

Exit mobile version