لقي الجنرال المرتزق صالح الزبدي، أحد أبرز القادة السابقين في جيش إفريقيا الوسطى، مصرعه في معارك ضارية اندلعت بمنطقة الخوي في ولاية غرب كردفان، ضمن تصعيد مستمر للقتال الذي تشهده المنطقة منذ أسابيع بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
من هو صالح الزبدي؟
يُعد الزبدي من أبرز الجنرالات الذين شاركوا في حروب الميليشيات والمرتزقة في إفريقيا الوسطى، قبل أن يتم استقطابه لاحقًا للقتال ضمن صفوف المجموعات المسلحة التي تدعم قوات الدعم السريع في السودان.
وكان اسمه قد لمع في السنوات الماضية كأحد القادة المرتبطين بشبكات تجنيد المرتزقة، خاصة في مناطق النزاعات الإقليمية الممتدة من تشاد إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، ووصولًا إلى جنوب السودان.
مقتله في الخوي يثير جدلًا واسعًا
أفادت مصادر ميدانية أن الزبدي قُتل خلال اشتباكات عنيفة في منطقة الخوي بولاية غرب كردفان، عندما حاولت مجموعات مسلحة موالية لقوات الدعم السريع التوغل باتجاه مواقع تابعة للجيش السوداني في محيط المدينة.
وبحسب ذات المصادر، فإن الزبدي كان يقود وحدة مرتزقة مكونة من عناصر أفارقة وأجانب تم الدفع بها مؤخرًا إلى جبهات القتال في كردفان، ما يشير إلى تصعيد خطير في طبيعة القوات المقاتلة وتزايد انخراط المرتزقة في النزاع السوداني.
الجيش يؤكد مصرعه.. ومصادر تتحدث عن تعزيزات
أكدت مصادر عسكرية مقربة من الجيش السوداني مصرع الزبدي، مشيرة إلى أن مقتله شكل ضربة معنوية كبيرة لقوات الدعم السريع التي كانت تعتمد عليه في عمليات التخطيط الميداني والقيادة التكتيكية للمرتزقة.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المعارك في الخوي لا تزال مستمرة، وأن الجيش دفع بتعزيزات عسكرية إضافية لإغلاق الطريق أمام أي محاولات التفاف أو تسلل من قبل المجموعات المسلحة.
تصعيد خطير في مسرح العمليات بغرب كردفان
تشهد ولاية غرب كردفان تصعيدًا متزايدًا في العمليات العسكرية، خاصة في مناطق الخوي والمجلد والفولة، وسط تقارير متكررة عن تجنيد أعداد كبيرة من المرتزقة الأجانب لدعم القوات المتمردة، في محاولة لتوسيع نطاق المواجهة وزعزعة سيطرة الجيش في الإقليم.
ويقول مراقبون إن مقتل الزبدي قد يكون بداية لانهيار شبكات المرتزقة العابرة للحدود، خاصة إذا تمكنت القوات المسلحة السودانية من إحكام سيطرتها على محاور القتال الغربية.
