*القنصل السوداني بجدة و المجلس الاعلي للحج يجددان الثقة بالإعلام الوطني في أمسية التكريم*

الحاكم نيوز : جدة

في ليلة تنبض بعبق الحكايات الشرقية وسحر “ألف ليلة وليلة”، امتزجت الأضواء بروح العرفان في جدة، حيث أقامت القنصلية العامة للسودان بالتعاون مع المجلس الأعلى للحج والعمرة ووكالة أحمد بسام أمسية تكريمية فريدة لأعضاء البعثة الإعلامية السودانية، تقديراً لما قدموه من جهد متميز ودور وطني أصيل خلال موسم حج هذا العام.

جاء التكريم تتويجاً لمسيرة إعلامية ناجحة تصدت باحترافية لما وصفه القنصل العام، الدكتور كمال علي، بأنه “مخطط إعلامي منظم استهدف تقويض صورة الحج السوداني”. وقد أكد أن موسم الحج لعام 1446هـ كان استثنائياً ومبهراً من جوانب التنظيم والخدمة والتغطية، وأن الإعلام لعب فيه دور البطل غير المرئي، فكان سداً منيعاً أمام محاولات التشويه، وجسراً يربط الحجاج بوطنهم بأمانة وصدق.

وقد تجلّت في كلمات المتحدثين مشاعر الفخر والاعتزاز، لا سيما في خطاب الأستاذ سامي الرشيد، رئيس المجلس الأعلى للحج والعمرة، الذي لفت إلى أن السودان، رغم التحديات الاقتصادية والسياسية الكبيرة التي تثقل كاهله، ما يزال قادراً على تنظيم حملات حج راقية تمثل رمزية للوحدة الوطنية. وأضاف أن الحج ليس فقط ركنًا من أركان الدين، بل أصبح اليوم أداة فاعلة لترسيخ القيم الوطنية وتعزيز اللحمة المجتمعية في وجه الأزمات.

من جهتهم، عبّر أعضاء البعثة الإعلامية عن تقديرهم العميق لهذا التكريم، مؤكدين أن أداءهم لم يكن إلا واجباً وطنياً ومهنياً استدعى الوقوف بحزم في وجه حملة إعلامية شرسة استهدفت المجلس الأعلى للحج والعمرة، وشككوا في نواياها ومصادر تمويلها. وأوضحوا أن الإعلام ليس مجرد ناقل للأحداث، بل هو صانع لها وحارس للقيم الوطنية حين تحاك المؤامرات في الظلام.

وما زاد الأمسية جمالاً هي الأجواء الرمزية التي تم فيها تكريم الإعلاميين، حيث توشّحت القاعة بألوان الثقافة السودانية، وامتزجت رائحة القهوة برنين التصفيق، فيما تسلم الإعلاميون دروع التكريم من يد الدكتور كمال علي والأستاذ سامي الرشيد وسط إشادة كبيرة من الحضور. ولم تغب مشاعر الامتنان عن كلمات ممثل وكالة أحمد بسام، الذي أكد أن شراكة الإعلام مع مؤسسات الحج كانت وما زالت ركناً أساسياً في نجاح الموسم.

المثير في هذه الأمسية لم يكن فقط التكريم، بل الرسائل العميقة التي حملتها بين سطورها: أن الإعلام السوداني، برغم محدودية الإمكانات وتحديات الواقع، قادر على انتزاع انتصارات نوعية في معارك الوعي، وحماية الصورة الوطنية من التشويه المتعمد.

لقد كانت ليلة الوفاء بحق… حيث اجتمع فيها الماضي العريق برهانات المستقبل، واصطف الإعلام مع الدولة في مشهد نادر يعكس ما يمكن أن يتحقق حين يكون الانتماء هو البوصلة، والمهنية هي العهد.

.