بيت الشورة عمر الكردفاني الحاكم …..قصة طموح بدأ من مرتب موظف حكومي

منتصف التسعينات من القرن الذي انصرم كنا مجموعة من الشباب حديثي العهد بالزواج وتكوين الأسر الصغيرة ، عنت لنا فرصة جميلة بتملك منازل بأسعار مناسبة على تخوم ام درمان جهة الغرب (الحنين الى كردفان ).
قادنا مضيفنا إلى مضارب الأراضي حتى يختار ما واحد منا ما يريد من (امتار)
ظلت اسئلتنا تترى من لدن :اين المسجد واخر يسأل اين السوق وثالث اين المدارس الا واحدا سال في عفوية :اين المقابر ، صمت جمعنا كأن على رؤوسنا الطير ، نعم لقد بدأنا في تكوين دورة للحياة ونسينا أنها تنتهي بالموت ، والرجل الذي كان اصغرنا عمرا قال ما قال دون تكلف ، مضت الأعوام تجر بعضها إلى أن دلفت يوما إلى مسجد الراحلة سيدة سنهوري بشارع الستين لصلاة التراويح فوجدت شبابا يقدمون الماء للمصلين عقب الصلاة فلما سألت قيل أنها منظمة حمام السلام فتبسمت ، لأن صاحبنا الذي كان يسأل عن المقابر هو ذاته الذي اقتطع من راتبه لإنشاء منظمة تعنى بالفقراء والمساكين ، وعندما ظن الرجل أن الوقت بات مناسبا لأن يخدم الاستثمار الدعوة والعمل الخيري.

فقد أسس شركة كردفان للأنشطة المتعددة المحددة التي تمتلك(مركز الحاكم للخدمات الصحفية والاعلامبة و الحاكم للدعاية والإعلان و الحاكم للاستخدام الخارجي )
وقد كان العضو المنتخب للجمعيات الخيرية اسكوفا
وتنقل في أكثر من ثمانية وزارات اتحادية شغل فيها مدير لمكاتب الوزراء أو مديراً تنفيذياً أذكر منها علي سبيل المثال وزارة المعادن و الطرق والجسور والداخلية والتعاون الدولي والمالية ولاية شمال كردفان
وعمل مديرا تنفيذيا لإعمار السودان وغرب كردفان

وهنا وصل الرجل الميس فكان إعلاميا نعم معلنا نعم ولكنه كان دائما في صف الزملاء حين البأس فقد درج على استثمار علاقاته من أجل أن يقدم معينات شهر رمضان المعظم للزملاء ، نعم كان دائما يخترق صفوف الكيانات السياسية والحكومات المتعاقبة ولكن فقط من أجل أمرين ….نصرة الوطن وخدمة الزملاء حتى توج الأمر بحمد الله بتنظيم رحلة حج للزملاء هذا العام ، نعم اختلف الناس مع صديقي الصافي سالم احمد سليمان ولكن لأن المنظور كان تجاه المصلحة العامة فإن خدمة الزملاء أعلى كعبا من النظر إلى المصالح الخاصة فإنني أثمن ما قام به ويعلم الله أن الرجل كثيرا ما يدخل في ضوائق مالية لا يعلمها الكثيرون وذلك لأسباب عدة أهمها بذله غير المحدود لإغاثة أهله هنالك في بوادي كردفان قرى (قليصة) التي بنى فيها مدرسة ومسجدا بالإضافة إلى أياديه البيضاء تجاه الزملاء سواء أفرادا أو كيانات .

وقد كان كل إهتمامه بطلاب القرآن و الخلاوي خاصة خلاوي الشيخ عبد الرحمن إبراهيم عبيد خليفة للشيخ علي بيتاي بالمويلح
ختاما يتمتع(الحاكم) بعلاقات اجتماعية واسعة بين كل مكونات المجتمع دون تمييز

ثم ماذا بعد؟

في رحلة لأحد كبار ساسة الإنقاذ الى كردفان حرص الاخ الصافي أن يزور الضيف مدينتين مهمتين ….(الخوي) موطني انا و(قليصة) مسقط رأس الاخ الصافي ولما انتهت زيارة الخوي بدأت الطائرات العمودية الثلاثة في الاقلاع من الخوي وكنت في وداعها حيث أقلعت الاولى ثم الثانية ولكن الثالثة بقيت في مكانها ، وانا اتابع بقلق فإذا بهاتفي المحمول يرن وكان المتصل هو الصافي الذي قال لي : الطائرة الثالثة لن تقلع الا وانت على متنها حتى تشرفني وسط اهلي ، وقد كان .
هذه شهادة للدنيا والزمان في حق اخ عرفته أعواما تزيد عن العشرين ووالله ما عرفت عنه إلا كل خير حتى أنني أقسمت له يوما قائلا: والله يا الصافي انا لن اغضب عنك بعد اليوم إلى يوم القيامة مهما حدث من جانبك في حقي وانا على عهدي إن شاء الله
حفظك الله ايها الحاكم

الحاكم نيوز وجهة جديدة في عالم الصحافة الرقمية المتطورة... سرعة اكتر مصداقية اكتر دقة وانتشار للخبر والإعلان ..™

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان + أربعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى