منذ تكوين حكومة الأمل، لم تطرق أبواب المغتربين فرحة واضحة كما حدث مع قرار رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس بتخفيض رسوم استخراج الجوازات للمغتربين، أولئك الذين حملوا الوطن على أكتافهم سنينًا طوال، حتى باتوا يُعرفون بـ جنود الكرامة في دول المهجر لكن، ويا للأسف، جاءت الفرحة ناقصة.. كقهوةٍ مُرّة في فنجان مكسور. القرار الذي طال انتظاره، لم يأتِ مُحررًا كما ظنه البعض، بل جاء مكبَّلاً بتوقيت مؤجل، وصلاحية محدودة. إذ لن يدخل حيز التنفيذ إلا في الأول من نوفمبر، ويستمر فقط لشهر واحد. شهرٌ قد لا يعني شيئًا لأغلب المغتربين، ممن يحملون جوازات سارية المفعول تمتد لعشر سنوات، فكيف يُفيدهم تخفيض لا يشمل حاجتهم الآنية ولا المستقبلية القريبة؟ إن التخفيض الحقيقي لا يُقاس بزمن محدود، بل هو موقف دائم، واعتراف مستمر بجميل من لم يتخلّوا عن وطنهم رغم جراحه، وظلوا يدفعون من غُربتهم فواتير الفشل الإداري والاقتصادي. من غير المقبول أن تُدار الأمور بهذه الطريقة المجتزأة. قرارات مثل هذه لا تُتخذ تحت ضغوط اللحظة أو لمجرد الضغط الإعلامي، بل ينبغي أن تُبنى على دراسة وافية ووعي عميق باحتياجات الناس وظروفهم.إن جميع المغتربين يوجهون صوتا إلى السيد رئيس الوزراء: إن أردتم أن تكتبوا سطرًا ناصعًا في سجل هذه الحكومة، اجعلوا هذا التخفيض مستمرًا، لا مؤقتًا، وليكن بداية لإصلاح أوسع في سياسات المغتربين. فالمغتربون ليسوا مجرد أرقام أو تحويلات مالية، بل هم أرواح معلقة بين الحنين والواجب. فامنحوهم بعض ما يستحقون.دمتم ودام الوطن بخير.
فرحة ناقصة على أرصفة الانتظار.. جوازات المغتربين بين وعد الحكومة وقيد الزمن كلام سياسة الصافي سالم
