العروة الوثقى.. د/ أحمد التجاني محمد .. السعودية من التأسيس إلى مصاف الدول.

 

جهود كبيرة وتضحيات جسام صاحبت تأسيس المملكة العربية السعودية في مراحلها الثلاث وشكلت العزيمة والإصرار والثبات أهم العوامل لتحقيق الانتصارات والحلم الأكبر للملك المؤسس والملوك المتعاقبين علي الحكم.*

الثاني والعشرون من فبراير تعد من الذكريات الراسخة في وجدان الشعب السعودي وتخلد في كل عام لإعادة الذكرىالتي انبثق خلالها فجر الدولة السعودية وتشكلت ملامحها الأولى منذ ثلاثة قرون على يد الإمام الأكبر محمد بن سعود المؤسس الأول للمملكة عام 1139 هجرية 1727م والذي اتخذ من الدرعية عاصمة لها بعد أن وحد وجدان القبائل المتصارعة وألف القلوب وقامت علي ارثها الدولة السعودية الثانية على يد الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود وبعد عشر سنوات من سقوطها جاءت عزيمة وإصرار الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود قوية فاذعنت له القبائل المتناحرة بالطاعة نحو تأسيس الدولة السعودية الثالثة في شكلها النهائي، الذي مازالت عليه المملكة العربية السعودية حتى الآن.*

مع بزوغ فجر كل يوم جديد نشاهد المملكة* *العربية السعودية تزداد*
*رصيدًا سياسيًا واقتصاديًا وأخلاقيًا واجتماعيًا وفكريًا.. وصولًا نحو معراج الترقي إلى مصاف الدول العظمى وقد أعدت لنفسها العدة وخاضت معركة تشريعية نحو الإصلاحات الجوهرية التي تخاطب الثغرات التشريعية والإدارية بالبلاد ..*

هذا الموقف يفصح بذاته عن الرغبة الصادقة للملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان عن مفهوم العدالة الذي يعبر عن الواقع الاجتماعي للشعب السعودي باعتباره الميثاق الذي يربط الحاكم بالمحكومين والرعية بالراعي وهو تصورمعقول ومقبول لأمة ناهضة.*

ولقد صارت هذه الرغبة الأكيدة نحو إصلاح النظم التشريعية والإدارية سلوكًا ثابتًا في بنية البلاط الملكي السعودي تحت وصايا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد سلمان استنادًا للواقع واستشرافًا للمستقبل لحفظ وحدة الأمة وتماسكها ورعاية مصالحها .*

ولأجل هذه الضرورة الملحة للنهوض بالمملكة العربية السعودية سار الأمير محمد بن سلمان في مواجهة التقاطعات والتدهور التشريعي بتصحيح المسار والدفع بإصلاحات قانونية وتشريعية ومراجعة التكاليف الإداريةلتتواكب مع رؤية المملكة (20- 30) وهو مفهوم وسع من قدح العدالة المطلوبة والتزامه بهذا المسار وتنزيله لواقع يعيشه الناس يعتبر تطورًا مشهودًا وقفزة غير مسبوقة..*
وبهذا فإن ولي العهد قد أعاد للتشريع قيمته من صلب القضية.. وجعل من اعتماد القانون السبيل الأسلم لإدراك الحقوق .*

ولأدلل على ذلك فان هذه الإصلاحات جاءت لتنقية الشوائب الظنية وسد الذرائع وإبراز ميادين العدالة كقيمة حضارية تخرج الناس من طور الشكوك والظنون إلى طور القطع واليقين في العدالة الذي يعتبر المدخل الرئيسي لإصلاح النظام الإداري للدولة ويكفي الاستشهاد به كصمام أمان للمستثمرين خاصة وأن المملكة العربية السعودية خطت خطوة مهمة وتبوأت قيادة العشرين وحجزت لنفسها مقعدًا متقدمًا في مؤشر المرصد العالمي لريادة الأعمال..*

هذه النجاحات تعود إلى الرؤية الثاقبة التي وضعها ولي العهد السعودي وأعد لها من التشريعات والقوانين والنظم الإدارية التي تضبط هذا المسار الذي يحقق للمواطن السعودي تطلعاته وأماله وأحسب أن هذه المؤشرات ستصل في نهاية المطاف لخلق رفاهية واسعة للشعب السعودي بعد أن خلقت هذه السياسات بيئة استثمارية خاصة للأجانب ومركزًا مهمًا لرؤوس الأموال العالمية وستكون البورصة السعودية الأكثر نشاطًا في المعاملات التجارية عالميًا .*

ولي العهد السعودي رسم معالم الطريق ووضع الخطة وأعد البرنامج واهتدى بالعلوم الإنسانية ليجعل من المستحيل ممكنًا وشعاره (الشفافية المحاسبة)*

فعلا دخلت المملكة العربية السعودية حقبة جديدة وبدأت تشهد نقلة نوعية في تطوير البنية التحتية، ووسائل النقل لتستوعب الأعداد الكبيرة من السياح الأجانب ورجال المال والأعمال وتأشيرات الدخول لركاب الخطوط السعودية..*

كل ذلك سيعزز من مكانتها كدولة رائدة وناهضة وقائدة*
*وقد تسابقت العديد من الشركات و المحلات* *التجارية وشركات الطيران لتخفيض القيمة الشرائية للمنتجات وتذاكر الطيران فرحًا وسرورًا وابتهاجًا بيوم التأسيس الذي أجازه خادم الحرمين الشريفين لتبقى ذكرى خالد في وجدان الشعب السعودي تخلد عامًا بعد عام.*

*

Exit mobile version