الحركة السياسية السودانية وتكوين الأحزاب بدأت بتكوين حزب الأمة و الاتحادي الديمقراطي التي تعبر عن جهات محددة واتباعها لهم ميول للثورة المهدية و الطريقة الختمية . وأصبح الحزبان متحكمين في السياسة السودانية حتى قامت أحزاب اخرى تمثل أهل الهامش بمناطق جنوب السودان و النيل الأزرق ودارفور وشرق السودان وجبال النوبة حيث تم تكوين إتحاد عام جبال النوبة الذي تحول إلى الحزب القومي السوداني و ظل يطالب بحقوق أبناء المنطقة المهمشة التي تفتقد للخدمات ومتأثرة بقانون المناطق المقفولة الذي فرضه المستعمر .
ناضل الحزب بقيادة محمود حسيب ثم الأب فيليب عباس غبوش لكنه عاني من الاختلافات التي أدت إلى انقسامات وظهور أحزاب تحمل اسم الحزب القومي بملحقات اخرى الديمقراطي ، الحر ، والمتحد” شارك بعضها في حكومة ولاية جنوب كردفان فترة الإنقاذ واختفت لاحقا من المشهد السياسي بجنوب كردفان .
القيادي بالحزب القومي السوداني “سيد الإسم” الأستاذ عثمان حسن كندة كربوس عضو المكتب التنفيذي والقيادي بالحزب حفيد الناظر كندة كربوس و إبن المحافظ السابق نفض الغبار عن الحزب و أدلى بتصريحات قوية وشاملة في حوار صحفي عن تكوين وإنشاء الحزب والهيكل ،والانجازات السابقة عطفا على الراهن السياسي والاطروحات و الرؤية المستقبلية وكيفية تحقيق السلام بالسودان ، والعلاقة بالحرية والتغيير والنظر للكيانات الجديدة .
حوار : عبد الوهاب أزرق / راوية ضلمان
*_ تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تعمل على تغييب القواعد الإجتماعية لجنوب السودان و ترميزها تضليليا*
*_ رغم النضالات في ثورة ديسمبر لم ننل أي وزارة في حكومة حمدوك الاولى والثانية.*
*_ أحزاب بلا وزن وكفاءة شاركت ونالت الصدارة في مراكز إتخاذ القرار.*
*_ رسائلي أقدمها لهذه الجهات*
*_ من إنجازات الحزب إسقاط ضريبة الدقنية*
*_هذه رؤيتنا للخروج من الازمة الراهنة ووقف الحرب.*
*_ العلاقة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان اثمرت برتكول المنطقتين الذي لم يلبي طموح وتطلعات جماهير الحزب.*
*_ هذه الكيانات هي التي تضيع الهامش*
*_ حدثنا عن بدايات التكوين وإنشاء الحزب القومي السوداني؟.*
قام شعب جبال النوبة بنضالات عدة من أجل المساواة ورفع الظلم والتهميش وبدأ ذلك منذ أواخر الخمسينات عبر روابط المناطق التي توجت باتحاد عام جبال النوبة في أكتوبر من العام م 1964 ، و شارك الحزب عقب ثورة ١٩٦٤م في الإنتخابات البرلمانية وفاز بأغلبية المقاعد في الإقليم
وعقب ثورة أبريل 1985 م تحول الإتحاد إلى الحزب القومي السوداني وشارك في الإنتخابات وفاز بكل دوائر إقليم جبال النوبة بجانب دائرة الحاج يوسف بالخرطوم التي فاز بها الأب فليب غبوش وصار بذلك الحزب رابع كتلة في البرلمان السوداني بعد حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي والجبهة الاسلامية كما أصبح ثالث حزب من حيث الاصوات الانتخابية .
*_ من هو أول رئيس للحزب والمكتب التنفيذي وقتها؟.*
أول رئيس لإتحاد عام جبال النوبة هو المقدم محمود حسيب الذي شغل وزيرا للإتصالات في الحكومة السودانية أبان حكم نظام المشير جعفر محمد نميري.
*المرتكزات التي قام عليها الحزب من حيث الرؤية والميول؟*
يتبنى الحزب العلمانية ويؤمن بدور كافة الأديان في المجتمع ، ويتبنى الفدرالية كخيار لإدارة الوطن المترامي الاطراف ويتميز بالتنوع الثقافي و الإثني والفكري والثقافي واللغوي ومتعدد الديانات ، ويؤمن الحزب السودانوية التى تتقبل كافة الثقافات وتسعى الى الوحدة الطوعية ، ويسعى لتمكين الديمقراطية والحكم الراشد ويرى أنها السبيل الوحيد لنيل الحقوق المدنية.
*_ كيف تقييم حزبكم في الوقت الراهن؟.*
الحزب القومي السوداني هو من أكبر الاحزاب السياسية في السودان بعد ذهاب جنوب السودان الحبيب وتغييبه مسار تساؤل كبير .
*_من هو الرئيس الحالي والمكتب التنفيذي؟.*
الرئيس الحالي للحزب هو البروفسير الأمين حمودة ونائبه اللواء معاش التجاني صديق كيلاني و الامين العام الباشمهندس ميرغني إدريس جابر ، بجانب أعضاء المكتب القيادي والمكتب السياسي و التنفيذي و مركزية الطلاب في الجامعات .
*_ الإنفتاح على الولايات؟ والنشاط بها.*
للحزب دور ومقار بولايات السودان وتشهد نشاطا مستمرا ، بولاية الخرطوم لدينا دار بأمدرمان ، و ولاية النيل الأبيض بمدينة كوستي ، ولاية الجزيرة بود مدني والكاملين والحصاحيصا ، اما ولاية جنوب كردفان بالدلنج و كادقلي و رشاد ،
و بشمال كردفان بالأبيض ، و
ولاية النيل الأزرق بالدمازين .
*_ هل للحزب نشاط مستمر ؟.*
نعم لنا أنشطة في الفترة السابقة تشمل إقامة الندوات والورش التدريبية بداره العامرة بأمبدة الحارة “٤٠” شرق قسم شرطة الإمام مالك ومن ابرز الورش
نظرية التغيير التي قدمها
الدكتور محجوب سليم قدال ، و البرمجة العصبية اللغوية التي قدمها الاستاذ محمد المجتبى ، والتخطيط الاستراتيجي التي قدمتها والأستاذ محمد المجتبى والعديد من الندوات واللقاءات القطاعية والفئوية ، والندوات الجماهيرية بالخرطوم و جنوب كردفان .
*_ إنجازاتكم السابقة؟.*
في السابق استطاع الحزب القومي السوداني إسقاط ضريبة الدقنية و مال الهوى ، كما اسقط مشروع الدستور الإسلامي في العام 1965م من داخل قبة البرلمان رفقة الحزب الشيوعي السوداني وأطلق الأب فيلب عباس غبوش مقولته الشهيرة
(الدين لله والوطن للجميع ) والتي ألقت بظلال سالبة على جماهير وأعضاء الحزب لاسيما عندما استولى نظام الجبهة الإسلامية القومية الحكم في العام 1989م حيث تعرض رموز واعضاء الحزب لحملة إعتقالات ومعاملة وحشية . ونقول الحزب القومي من الأحزاب القليلة التي لا تحمل أجندة خارجية .
*_ التكتلات والتحالفات السياسية في سبيل تحقيق توسع أكبر؟.*
الحزب القومي السوداني من الأعضاء الفاعلين في قوى إعلان الحرية والتغيير المجلس المركزي ضمن كتلة نداء ويعتبر من مؤسسيها في العاصمة الإثيوبية اديس أبابا في العام 2014 رفقة حزب الامة القومي برئاسة السيد الصادق المهدي وقوى الإجماع الوطني والحركة الشعبية _شمال وشارك الحزب القومي السوداني في ثورة ديسمبر المجيدة ٢٠١٨م وقدم عددا من الشهداء والمصابين والجرحى حتى سقوط نظام الإنقاذ ولكنه لم يجد التمثيل الذي يوازي تاريخه ونضالاته لا في لجنته المركزية ولا في حكومة الثورة الأولي والثانيه ولم يجد التمثيل في جميع المستويات ، كما لدينا إعلانا سياسيا مع الحركة الشعبية لتحرير السودان_شمال والحزب القومي في 21 فبراير 2020م وقع مذكرة تفاهم مع الحركة الشعبية لتحرير السودان _شمال بمدينة جوبا و في 24 يناير من هذا العام تم مناقشة العديد من القضايا المصيرية والإستراتيجية .
*_ العلاقة بالحركة الشعبية قبل وفاة جون قرنق؟.*
في العام 2002م توحدت كل فصائل الحزب بكاودا واعطت تفويضا نراه ليس مستحقا للحركة الشعبية الام بقيادة الدكتور جون قرنق ديمبيور من أجل مناقشة قضايا النوبة والتي اثمرت عن برتكولي المنطقتين جبال النوبة والنيل الأزرق وتحققت به المشورة الشعبية التي لم تلبي طموح وتطلعات جماهير الحزب .
*_ قضايا الحرب والسلام بالسودان جبال النوبة الرؤية للحل؟.*
يتطلع الحزب الي وقف الحرب في جبال النوبة “جنوب كردفان” حيث يمثل ذلك مدخلا سليما لتحقيق الأمن والاستقرار وتحقيق التحول الديمقراطي و مبدأ العدالة و المسائلة والمحاسبة و المصالحات والعدالة الانتقالية جميعها متطلبات جوهرية لضمان السلام المستدام والأمن ، والعمل لمحاربة ظاهرة الإفلات من العقاب وإنصاف الضحايا ضرورة لبناء المصالحة الوطنية لتضميد الجراح وتعزيز قيم التعايش السلمي وتقوية النسيج الإجتماعي ،
الإهتمام بجميع اللغات السودانية التي هي لغات قومية ويجب إحترامها وتطويرها بالتساوي ، مع إقرار مبدا الوحدة القائمة على الاعتراف والإحترام المتبادل بين المكونات البشرية والاجتماعية والسياسية والدينية والثقافية في الإقليم . كما يتطلع الحزب لإنهاء الحروب والنزعات بالسودان وتحقيق سلام عادل وشامل ومستدام يؤسس لدولة المواطنة المتساوية بلا تمييز و ينصف الملايين من السودانيين الذين تفرقوا بالنزوح واللجوء والهجرة والتشرد .
*_ بنظركم كيف تقف الحرب الدائرة الآن ؟.*
وقف الحرب يبدأ بمعالجة جذور مسبباتها و التنمية المتوازنة للمناطق المتاثرة بالحرب و التمييز الإيجابي وتحقيق سلام شامل وعادل يلبي مطالب الثورة في الحرية والسلام والعدالة لجميع السودانين ويحدث إصلاحات واسعة وحقيقية لإنهاء عقود من التهميش والتمييز و الإختلال التنموي
لكننا نرفض محاولة تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية الإنفراد بالساحة السياسية وسوف نناهضها بكل الوسائل السلمية الديمقراطية وهي لا تمثلنا؟. كما نرفض استنساخ دولة ٥٦.
*_ رؤيتكم لقرارات ٢٥ أكتوبر*
إنقلاب ٢٥ أكتوبر يمثل نكسة في مسيرة الثورة والتحول المدني الديمقراطي بعد أن انجز السودانين ثورة كان مهرها دماء المئات من السودانيات والسودانين.
*_ ما هو الحل للخروج من الازمة السياسية الراهنة؟.*
توسيع قاعدة المشاركة في العملية السياسية التي تعني التوزيع العادل في المجلس المركزي والمكتب التنفيذي واللجان المتخصصة و رئاستها بما يتناسب الأوزان الإنتخابية في آخر إنتخابات 1986م والقواعد الإجتماعية التى تمثلها تلك الأحزاب داخل تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير.
*_هل أنتم مع إعادة هيكلة الدولة السودانية؟.*
إعادة هيكلة الدولة السوانية يعنى توزيع الفرص بعدالة وليس بمساواة لمعالجة إختلالات تاريخية في توزيع السلطة والثروة منذ بداية الدولة في العام 1956م.
*_هل شارك الحزب مع النظام البائد في السلطة؟.*
في فترة الإنقاذ تشظى الحزب القومي إلى احزاب صغيرة فشارك بعضها وعارض البعض الآخر ، ولعل الحزب القومي السوداني برئاسة البروفيسور الأمين حمودة هو الحزب الوحيد الذي لم يهادن أو يساوم في القضايا المصيرية و الاستراتيجية ولم يشارك الإنقاذ الحكم .
*_ على ذكر كلمة التشظى بالحزب ، الجهود لتوحيد الحزب*
تنشط بالحزب القومي السوداني لجان للوحدة بين الفرقاء وفصائل الحزب المختلفه والتي تجري على قدم وساق لمواجهة إستحقاقات الفترة الانتقالية والانتخابات المزمع عقدها عقب نهاية الفترة الانتقالية.
*_ شكل المشاركة مع الحرية والتغيير عقب سقوط نظام الانقاذ؟.*
لم ينل الحزب القومي السوداني صاحب الجماهيرية الواسعة و النضالات المعبرة عن صمود وشجاعة الشعب السوداني أية وزارة عقب ثورة ديسمبر المجيدة لا في حكومة حمدوك الأولي ولا الثانية في الوقت الذي حازت فيه أحزاب الصدارة في المواقع التنفيذية ومراكز إتخاذ القرار دون معايير الكفاءة و الأوزان الإنتخابية والقاعدة الاجتماعية وقد سبب هذا حرجا بالغا للقيادة من قبل أعضاء وجماهير الحزب المتطلعة للتغيير
*_ تقييمكم لإندلاع واستمرار الحرب القائمة بالان بالسودان؟.*
هذه الحرب لابد من وقفها فورا لانها تتعدى على حياة السودانيين وممتلكاتهم وحريتهم وكرامتهم وقضايا البناء الوطني والتنمية
إيجاد معالجات جذرية للصراع المسلح في الدولة السودانية والوصول إلى تسويه تضمن وقف الحرب نهائيا وإجراء مصالحات شاملة تعالج المظالم التاريخية والمعاصرة ولابد من وجود جيش وطني مهني غير مسيس يتفرغ لأداء مهامه في حماية مصالح الدولة والأفراد وحفظ الأمن والنظام وتحقيق العدالة
*_ هذه الأيام نشهد قيام كيانا جديدا باديس أبابا ؟.*
تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” هي إستنساخ للجنة السودنة التي كونت في 1955 م وتكرار لفشل النخب في الإستئثار بالسلطة وتغييب الهامش العريض من لبنات تأسيس الجمهورية الثانية وما بين الحرية والتغيير المجلس المركزي و التنسيقية يضيع ممثلوا الهامش.
*_ موقفكم من هذا الكيان؟.*
هو إستمرار لهيمنة النخب التي لم تعي الدرس و تعمل على تغييب القواعد الإجتماعية لجنوب السودان ترميزها تضليليا في العملية السياسية هي إحدى مسببات الحرب وهذه الحرب هي التعبير الأعنف والاكثر بيانا عن الأزمات التاريخية والمعاصرة . ونقول العمل بنظام الواجهات المتعددة واللافتات الكرتونية أثبتت فشلها في إمتحان الممارسة الديمقراطية فلا من كيانات حقيقية معبرة عن أشواق تطلعات القواعد الإجتماعية وإلا فالتقرر الشعوب السودانية مصيرها من الوحدة الطوعية ولا خطوط حمراء أو سقوفات من أجل تحقيق السلام العادل والمستحق.
*_الأطروحات والرؤية المستقبلية لتغيير واقع الحياه السياسية السودانية؟.*
الأطروحات السياسية التي نقدمها المناداة بالديمقراطية والرفاهية والانسجام والتماسك الإجتماعي ، فصل الدين عن الدولة ، تساوي الحقوق والواجبات ، العدالة الإجتماعية ، تبني الفدرالية كخيار للحكم ، بناء السياسة الخارجية على أساس المصالح والتعاون مع جميع الدول دون إستثاء ، تمثيل المرأة في جميع مستويات السلطة ومراكز إتخاذ القرار بصورة عادلة وفاعلة .
*_ رسائل إلي من تقدمها؟.*
رسالتنا لطرفي النزاع الجيش والدعم السريع أن يغلبوا المصالح الوطنية على المصالح الجهوية والحزبية الضيقة و وقف هذه الحرب اللعينة فورا .
ورسالة الي تنسيقية القوى الديموقراطية المدنية أن تراعي التمثيل الحقيقي للاحزاب والكيانات السياسية وفقا للمعايير التي تحقق الوحدة الوطنية ولابد من تمثيل كل أقاليم السودان في هياكل ومؤسسات السلطلة الانتقالية لضمان حياديتها، إنجاز الدستور الدائم لجمهورية السودان الديموقراطية .
كما أقدم رسالة للمجتمع الدولي و اللجنة الرباعية بضرورة تسريع الجهود والضغط على طرفي النزاع لوقف الحرب و نشكر الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية لرعايتهما منبر جدة . ونقول إن وقف إطلاق النار واتفاق الممرات الإنسانية يمثل مدخلا سليما لإيجاد تسوية سياسية شاملة لا تستثني أحد.