وأفاد موقع “سودان تريبيون” أن “الوساطة السعودية الأمريكية في “منبر جدة”، قررت تعليق جولة التفاوض بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلى أجل غير مسمى على أن يغادر الوفدان لإجراء مشاورات مع القيادة بعد إخفاق الأطراف في تنفيذ إجراءات بناء الثقة وإنهاء الوجود العسكري في المدن الرئيسية”.
ونقل الموقع السوداني عن مصادر، قولها إن “المفاوضات تعثرت بعد فشل الطرفين في التفاهم على مطلب الجيش الخاص بخروج الدعم السريع من الأعيان المدنية، وإنهاء المظاهر العسكرية في الطرقات والمدن، الأمر الذي رفضه مفاوضو الدعم السريع وتمسكوا بالإبقاء على الارتكازات ونقاط التفتيش في المناطق الخاضعة لسيطرتهم بالعاصمة”.
وفي حديثها لـ”سبوتنيك”، قالت الكاتبة الصحفية المتخصصة في الشأن السوداني، د . أسماء الحسيني: “الطرفان تمسكا بمطالبهما، ما أدى إلى فشل المفاوضات”، منوهةً إلى أنه “كان مطلوبا من الجيش القبض على قيادات الإسلاميين الفارين من السجون، والذين يحرّضون الناس على القتال وفقا لما تم النص عليه في الجولة السابقة من مفاوضات جدة، لكن يبدو أن الجيش تراجع، كما كان هناك خلاف حول مسألة خروج قوات الدعم السريعمن المدن، لكن الدعم تمسك بالتواجد في الارتكازات التي يسيطر عليها مما تسبب في فشل المفاوضات”.
وأوضحت أن “الأوضاع ليست مهيأة بعد للوصول إلى سلام، مؤكدة أن هناك أطراف عديدة تتحكم في مسار العملية التفاوضية،كما يمثّل وجود الإسلاميين من فلول النظام السابق في هذا القتال أمر حاكم في هذه القضية، لأنهم يسعون لتعطيل العملية التفاوضية وهذا السلام المرجو الذي سيستثنيهم إذا تم”، على حد قولها.
وحول مستقبل الحل السياسي، بعد إخفاق جولة جدة، قال نائب رئيس المركز العربي للدراسات، د. مختار غباشي، إن “الفجوة موجودة بين “الدعم السريع” وعبد الفتاح البرهان، وأن أساس تفجير الموقف هو مطلب الجيش بدمج قوات الدعم في القوات المسلحة”.
وأشار غباشي إلى أن “القوى الإقليمية مثل مصر والسعودية تدخلت بجهود وساطة، وجاءت اجتماعات جدة لمحاولة التوفيق بين الجيش و”الدعم السريع”، وإنهاء الصراع الذي امتد تأثيره إلى خارج السودان، لكن الفجوة ما زالت كبيرة، وليس من السهل تحييد قوات الدعم في المطلق، في ظل إصرار الجيش على أن تكون هذ القوات المتمردة خارج إطار الحكم خلال المرحلة المقبلة”، على حد قوله