=في قلب (جمهورية السكة حديد )ببورتسودان وعلي مقربة من تقاطع المثلث يتوافد رواد منتدي العتبة الخضراء حيث (قهوة بكري) يومياعقب صلاة الفجر،وحينما لبينا دعوة المعز عثمان عبداللطيف استقبلتنا شلته بحفاوة واريحية، وادركنا النقاشات القيمة حول قضايا الساعةوجديد الأحداث ويوميات الحرب فيما يشبه المنتدي الراتب!
=شلة المعز تعيد للمقاهي القها القديم بأنها ليس مكانا فقط لاحتساء (القهوة والشاي )أوملاذا للعاطلين بل براحا اجتماعيا للتلاقي اليومي علي مصاف مقاهي شهيرة مثل( أتنى) في قلب السوق الافرنجي بالخرطوم ومقاهي أخري في أمدرمان وبحري كان لها الأثر العميق في الحركة الوطنيةوالسياسيةوالفكريةوالفنية ومدونة اسهاماتها في سجلات التاريخ.
=ومايميز تلك الشلة وهي انموذج لمجموعات وقروبات في مقاهي أخري بالمدينة الساحلية،ذلك الهجين الإجتماعي في زمن الاصطفاف الإثني والسياسي والتخوين والتخوين المضاد،لتضم دون كلفة الوزير والمديروالخبيرووكيل النيابة والطبيب والاقتصادي ورجل الأعمال وكبار موظفي الدولة وقادة الأجهزة النظاميةمع الأشخاص العاديين بلا صفويةوبلا برج عاجي فالجميع حاجة واحدة وتضمهم جمعية خيرية فاعلة جدا لها أيادي بيضاء في الأفراح والاتراح..
=من النقاشات الساخنة التي تدور هنا في البورت ماذا أضافت العاصمة الإدارية المؤقتة للمجتمع والخدمات والبنية التحتية؟هل أضافت شارعا أو مستشفي أو مدرسة، أم هي فقط عمليات طلاء لمباني قديمة وضغط علي موارد ومقدرات كانت مهملة وماهي إلا عملية انتقال أخري لذات
مجموعات الخرطوم بفهمها القديم في الاحتفاظ بالسلطة والثروة لذاتها وبالمقابل أليست هنالك تحديثات لمطار بورتسودان الدولي والميناء الجنوبي وتحريك للأسواق وفتح لفرص العمل وخدمات الدولة الثبوتية كاضافات “اضطرارية “..
=تحتدم النقاشات وتتقاطع دون أن تقذف الاكواب والفناجين لتضفي علي المكان طقسا رائعا للسودان الجميل (سودان ٥٦) المتسامح ناس مليانة طيبة قلوب مليانة ريدة كمايشدو الفنان الإنسان وليس / العداد/طه سليمان الذي قدم ملحمة رائعة في بقاءه ببحري ..فليحفظ الله جميع الولايات الآمنة وليحفظ الله بورتسودان حتي تظل مثل هذه الملمات في مأمن عن هجوم التتار ولينصر الله القوات المسلحة السودانية وليعيد الله دارفور والجزيرة ،وتحايا بلا ألقاب للشلة جمال /المعز/شنان/أمير/كمال الناجي ولجميع رواد ذلك المقهي المنبري.