الدكتور جبريل إبراهيم زعامة مكتملة السوداناوية ،
هذا ، ما قلته منذ أن بدا ، لأهل السودان ، مسالما ، وباعثا للطمأنينة والسلام ، منذ أن حط رحاله في البلاد قادما يومذاك من جوبا ، بعد سنوات القتال والإقتتال المشهودة في تاريخ السودان .
واعتلى يومها منابر الكلام زعيما سياسيا ، زعيما ، لا بالمعنى المعروف للكلمة ، وقلت فهو عندي عالم وحده من الزعامة المكتملة القائمة بذاتها .
هو السياسي الإنسان ، ومركز إنسانيته في الكلام والسلوك معا .
السياسي الذي لا يقول ، ولا يفعل ، إلا ما تألفه النفوس السوية المتصالحة مع الذات والآخر .
وقلت يومها في مقالتي معلقا على خطاباته وكلماته .
أن الدكتور جبريل إبراهيم ، تنظر إليه من جميع المنظورات أو الزوايا .. فلن ترى فيه إلا أضواء وظلال الإنسانية التي تكشف عن عمق التصالح الداخلي واتساع الرؤية في الفكر والأحاسيس بل حتى في إبتسامته الساخرة ، ضوء كأنه مجموعة أضواء .
واليوم نيالا ، أكبر مدن أقليم دارفور ، ودرة مدائن السودان تستقبله الجماهير في حشد ملأ الأرض والفضاء ، ولا أحسب أن مكانا من الأمكنة ولا تاريخا من تواريخ سودان ما بعد التغيير والتحول السياسي قد حفل واحتفل بزعيم سياسي أو قائد عسكري بمثلما إحتفل به الدكتور جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة السودانية . والحدث بشكله وجوهره هذا في تقديري يختزل رسائل ذات أبعاد عميقة الأثر في المشهد السوداني الآن ، وأول تلك الرسائل أن هذه المناصرة الشعبية الكبرى لجبريل هو قد ضرب الإتفاق الإطاري واجتثه تماما بل واحرج من يقف وراء ذلك الإتفاق …
وأمام الحشد نفسه رأينا دكتور جبريل إبراهيم بوضوحه وصراحته المعهودة يقدم طرحا وطنيا سوداناويا خالصا لأهل السودان كافة .. فاستمع الناس إلي خطاب يحمل في كل تركيبة من تراكيبه النحوية حب السودان الأصيل – بحرا ونهرا وغابة وصحراء وجبلا – بلا ضوضاء .
نيالا اليوم تقدم درسها الأول للذين تولى كبر جرمهم في الإتفاق الإطاري الإستعماري …
نيالا في إحتفائها المهيب بجبريل هو إحتفاء بالسودان الوطن الواحد وإحتفاء بتراثه وتقاليد مجتمعاته وأعرافه الرافضة للضيم ” حقارة الأجنبي ”
دكتور جبريل إبراهيم إنطلق بشفافيته متبتلا في معراج الفعل السياسي صادقا مع نفسه أمام الله والشعب وأن يترجم بخبرته المبصرة ثقل حضور المشهد السوداني بميراثه الوجداني الخاص ..
وتلك قيمة أخلاقية نبيلة لن تجدها في أغلب من يديرون شأن البلاد والأحزاب ..
فقيمة الرجال أظهر ما تكون دائما في أخلاقهم قبل كل شيء آخر ، وكلما ارتقت أخلاقهم ، سمت مكانتهم ، وهذا ما نجده اليوم في صورة شخصية جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة السودانية . السياسي الذي لا تشقى عند سماعك لكلامه ..
وهذا ما ظللت أقوله في أكثر من مقال وعلى أكثر من منصة .
ولعمري هي شارة قل مثالها عند أنداده في سوداننا اليوم . إذ يتكلم بلا مشاحنة وبلا تنابذ أو تباذئ .. فالكلمة عنده معرفة وسماحة ومحبة ، كلماته مولودة نظرته للواقع مستصحبا معطى الوجدان الجمعي السوداني وشخصيته الثقافية بتعييناته المتشابكة .
الدكتور جبريل إبراهيم ، رجل بتلك الصفات المهيبة الجلال ، ونراه قد إستجاب تماما إلى واجب الوقت الآن في السودان فلم يحبس نفسه في بئر الجبهة الثورية فقط ، خرج من جبه تماما . فاليوم هو في أمام الأمام متقدما في محراب كرامة أهل السودان ونداءهم الوطني الجهير . الرافض للزل والإنكسار أو الخنوع للأجنبي …
دكتور جبريل إبراهيم إكد للناس أجمعين أنه أقوى وأوسع نفسا وفكرا ، من أن يحاط بسوار المناطقية أو أن ترهن إرادته سفارة أجنبية …
أصبح جبريل إبراهيم لسموق جبل التاكا ، كما هو لزهر هضاب جبل مرة .
ولأهرامات البركل ونخيل الشمال
وللسوان وهويته وقصيدة عشقه ..