الكلمات تشرد والعبارات تختفي والمداد يجف والحروف تأبى أن تطاوع القلم والعقل لا يقوى على تنظيم الكلم ليرسم لوحتين ، لوحة الثورة والنصر التي جسدتها الدلنج ” عروس الجبال” التي تحولت كنيتها إلي ” عروس الجبال المرصعة بتاج النضال” ، ولوحة الدلنج الصابرة المحتسبة التي تعاني من نقص كل الخدمات بعد الإنتصار .
الدلنح توحدت بكل قواتها المتواجدة بها من القوات المسلحة والشرطة والمخابرات العامة و الجيش الشعبي و المستنفرين والشباب وتنظيماتهم واشهرها تجمع شباب مدينة الدلنج الصرح الذي ولد عملاقا بإنجازاته .الجميع حققوا الوحدة وجاء النصر و دحروا مليشيا الجنجويد التي هربت تجرجر ازيال الهزيمة والإنكسار. وكانت ثورة الدلنج بحسم الطابور الخامس و المندسين ودحر العدو بداية النهاية للمليشيا التي تلقت بعدها هزائم متتالية بالعباسية تقلي وبابنوسة و بشارات النصر لاحت في ام درمان و الخرطوم ، وكانت الدلنج بداية حقيقية لثورة سودانية ضد العدوان .
الدلنج المتوحدة المنتصرة توحدت بفهم أبناءها المتقدم ، و التنادي وقت الشدائد ، و التعاون والتعاضد ، والتنازل عن الصغائر لمواجهة المخاطر . توحدت عروس الجبال منبع الثورات بكل قواتها العسكرية و مكوناتها المجتمعية المحبة لوطنها والغير خائنة لتراب أرضها و لا متواطئة مع المليشيا المتمردة . توحد شعب الدلنج بصفاء ضمير ونقاء قلب وصدق الإنتماء و قوة عزيمة وصلابة وشكيمة ، كلامهم الدلنج مدينتا نحافظ عليها من الأعداء ، وفاء و اخلاص و صدق الإنتماء لا فتروا عن الدفاع عن الوطن ولا استكانوا للشائعات المخزلة للهمم، ديدنهم العمل بتجرد و توج كل ذلك بوحدة بين كل المؤسسات التنفيذية والعسكرية والمجتمعية والأهلية والشبابية يعملون بلا كلل من أجل مدينة الدلنج منبع الثورة ومهد الحضارات و أصل التاريخ.
الدلنج الصابرة المحتسبة تنادي كل المؤسسات الحكومية الإتحادية مجلس السيادة ومجلس الوزراء وحكومة الولاية بالوقوف مع المدينة التي أحتضنت و أوت النازحين والمتاثرين بالحرب بمنطقة لقاوة ثم النازحين من الخرطوم وولايات السودان جراء حرب الخرطوم ، ثم لجأ إلى الدلنج المتأثرين بالعدوان الغاشم من الجنجويد على منطقة التكمة و كندماية ، و توافد سكان محلية هبيلا وقراها الزلطاية والتنقل و القراديد وجميعهم شردتهم المليشيا واصبحوا نازحين بالمعسكرات و الأحياء والمدارس .
كل هؤلاء وأهل المدينة لا يجدون طعام و نواقص الخدمات كثيرة، صحتهم معتلة ، و أجسادهم انهكها التعب وضنك العيش والمجابدة لتوفير قوت اليوم ، الطرق مغلقة ، والاتصالات وشبكات التواصل منعدمة ، الكهرباء القومية لا خبر لوصولها ، الدواء شحيح ، والذرة قفز سعره ثلاث أضعاف بجشع التجار ، و الماء لا يكفي وعادت صفوف جركانات المياه بالمضخات التي تعاني انعدام قطع الغيار ، محطات المياه تشتكي من سرقات ألواح الطاقة الشمسية و غلاء الوقود والزيوت ، وجبة واحدة للأسر أصبحت أمنية صعبة المنال لسد جوع طفل أو إمرأة مسنة او رجل كبير ، والأسر كثيرة تشتكي من عدم وجود الفئران في منازلها .
تظل الدلنج الثورة المتوحدة و المنتصرة و الصابرة ترفع الدعوات الي رب السماء بإنفراج الأمر قريبا ، و رسالة إلي كل أبناء المدينة بالحكومة بالعاصمة المؤقتة ببورتسودان وعبرهم إلي رئيس مجلس السيادة والوزارات الإتحادية أن إنسان الدلنج ينتظركم والعشم فيكم كبيرا ، طوعوا المستحيل لنجدة المدينة التي يعاني مواطنها و العاملين بالمؤسسات الحكومية لا يملكون قوت يومهم لعدم صرف المرتبات لقرابة العشر أشهر . ورسالة أخرى الي الحكومة المركزية أن اجعلوا من توحد أهل الدلنج المتدفق بالوحدة الوطنية الذي حدثت ضد المليشيا انموزجا للسلام الشامل والدائم في جبال النوبة والسودان ، ووحدة أبناء السودان أراها بدأت من الدلنح ، والتصافي وتحويل النشنكة من ضد بعضنا البعض إلي العدو المشترك دون إتفاق يحتاج إلى ثقة أكبر وتنسيق على مستوى القيادة و يمكن أن تتحول الوحدة إلى سلام شامل وتواجه جميعنا العدو الأكبر الفاقه والضنك والمسبغة والفقر لنهضة كل الولاية الزاخرة بمواردها والسودان الغني بخيراته.