عمر الكردفاني يكتب .. بيني وال(حاكم) و(مولى)أربعين سنة!

بيت الشورة

عمر الكردفاني

في العام 2006 كنت بمعية اخوتي الاعزاء الصافي سالم احمد سليمان (الحاكم) ومولى مجذوب بكراوي ابن حي القبة بالابيض .كنا في رحلة عمل تبدأ من النيل الازرق فالنيل الابيض فشمال كردفان وحقا كانت رحلة رائعة استمتعنا فيها برحلة خاصة على متن سيارة خاصة ،وفي لحظة صفاء وكان كلاهما دون الثلاثين من العمر سألاني :إنت يا استاذ كردفاني عمرك كم ؟فقلت لهم (أربعين سنة) فصاحا في دهشة افزعتني (أربعين سنة!!!!!!) وقد كانا صادقين في دهشتهما وهما يظنان أنني أقارب أعمارهم .
سقت هذه القصة وانا اخطو إلى العام الاربعين في بلاط سيدة الجلالة كما يقول الإخوة المصريين ،لقد كتبت اول مقال لي وارسلته إلى صحيفة سودانية وتم نشره في العام 1984وقد كان مقالا ضجة ليس لتفرده أو تفردي ولكن لأنه انتشر وسط النخبة المثقفة بمدينة الدلنج حيث سعت الأحزاب إلى استقطابي وفرح زملائي في الرابطة الثقافية الآداب والفنون بمدينة الدلنج واحتفل بي زملائى بمدرسة الدلنج الثانوية وهكذا ولد صحافي جديد على أرض السودان السعيد أو هكذا ظن الجميع وظننت ،نعم ظننت أنني بعد أشهر قليلة ساحظى بشهرة واسعة واقتني سيارة ومنزل وأحضر مؤتمرات عالمية أسوة بزملائي مصطفى امين ويوسف ادريس عربيا ومحمود أبو العزائم وعبد الله عبيد محليا وآخرون لا اعرف أسماءهم عالميا .وظننت أنني سأكتب رحلاتي أسوة بالرميحي في مجلة الدوحة أو خواطر على صفحات صباح الخير مثل نادية عابد أو اخربش شعرا كصلاح جاهين
نعم ظننت وبعض الظن اثم قد يجر صاحبه إلى ما لا تحمد عقباه ،وجدت أنني وحسب تعريف الاستاذ الناقد عبد الستار الطويلة من قوم (يأكلون رزقهم من تلقاء ثقب ضيق) وكان رحمه الله قد رفع قلمه مفتتحا عملا خيريا دعي إليه ،زملائي الذين لم يشتهروا ولم يقضوا أربعين عاما في وظيفة واحدة ولله الحمد الآن أصبحوا رجال أعمال مرموقين أو موظفين ذوي خبرات تراكمية ووضع اجتماعي مميز يملكون المنازل الضخمة والسيارات الفخمة ،وانا بحمد الله ما زلت اتنقل بين منازل للايجار وقد ملأت محرك البحث قوقل بالصور والمقالات حتى أنني يوما وقد حاولت الاغتراب إلى دولة الإمارات (من بعد ما فات الاوان) سئمت من تعالي مخدمي اللبناني فجمعت جميع الموظفين في مكتبي وفتحت محرك البحث قوقل وكتبت اسمي فإذا بالمعلومات تترى والصور الخاصة بي تتراقص …اندهش الجميع وصاحوا (دا انت مشهور اوي يا استاذ كردفاني )وكان جواري مدير الشركة الذي قدمت له استقالتي حينها وغادرت إلى السودان .

ثم ماذا بعد؟

لست نادما على شئ في حياتي بحمد الله الا ما اكون قد اقترفته تجاه بعض الناس أقارب أو اصدقاء خاصة والدي الذي كان حلمي أن أهديه سيارة وهو الذي افنى عمره يقود سيارات الحكومة حتى يوفر لنا حياة كريمة ،ووالدتي التي احييها في عيد الام وانا لا استطيع ان افيها حقها الذي تعلمون وبناتي وابني الوحيد الذين لم يجدوا مني الا ضيق الاخلاق وانا احاول لملمة أفكاري لأكتب حيث لا املك مكتبا بالمنزل حتى اخلو للكتابة ,حيث انني بعض الأحيان الجأ إلى صالات انتظار المصارف لأكتب عمودي الراتب ،ورسالة خاصة إلى اخي العقيد شرطة خلف الله العبيد الذي درجت على كتابة عمودي بمكتبه طوال السبعة أشهر الماضية متأسيا بالكاتب الكبير يحي فضل الله وهو يرد على زميل له بكلية الدراما الذي طالب بتوفير غرف خاصة للمبدعين فقال له يحي :انت مخستك؟انا في تندة لوري بكتب.

الحاكم نيوز وجهة جديدة في عالم الصحافة الرقمية المتطورة... سرعة اكتر مصداقية اكتر دقة وانتشار للخبر والإعلان ..™

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 − ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى