أولا التحية والتجلة للكنداكة
مريم البتول أوشي التي سبقت الكبار والقدرها ، وإن أخذتها بلاد العم سام جسدا ولكنها ظلت مع أهلها قلبا تشعر كما يشعرون وتحس بأوجاعهم وآلامهم كما هم كذلك ، لكي مريم البتول الشكر مثني وثلاث وكثيرا علي هذا الإفطار الرمضاني الذي تكفلتي به لأجل وحدة صف أهلك النوبة ، فقد تحقق ذلك فقط من خلال نجاح القائمين علي الأمر جمع كل هذه السحنات في صالة ريم الذهبية بالسوق الشعبي ببورتسودان (لمة نوبة) نسأل الله ان يجمع شملهم …
ليس بعيدا عن ذلك خرجت مداولات الجلسة المهمة المنظمة والمرتبة والتي سبقت الإفطار ..!، قال عنها
الدكتور عبد الله سعيد إنها
والإفطار محاولة لمبادرة للمصالحة بين أبناء جبال النوبة ومكوناتها في مرحلة تتطلب من الجميع الحلم والعفو والتسامح ، خرجت الجلسة بجملة من التوصيات علي رأسها قيام مؤتمر للحوار النوبي النوبي بجوبا أو يوغندا أوبداخل البلاد أو غيرها وتكوين آلية لصياغة توصيات الجلسة ، وآليه لأصلاح ذات البين بين النوبة النوبة فيما بينهم من جهة وبين النوبة والمكونات الأخرى ببورتسودان وحلفا الجديدة وغيرها من جهة أخرى ..!
وأضاف عليها سعادتو وزير الداخلية اللواء خليل باشا سايرين (ضيف الشرف) توصية مهمة بنظرة ثافبة أن يركز الجميع علي الوحدة الإجتماعية والإتجاه نحو النشاط الإقتصادي بدلا عن البحث عن الوظائف ، وضرورة تبني الكيان واعتقد علي الكيان ضرورة تبني مشروعات إسنثمارية إقتصادية وخدمية ناجحة لأجل تحقيق رؤية مستقبلية للنوبة وصياغة فكر جمعي لمستقبل متطور للنوبة ..!.
هذا الإفطار الذي دعيت إليه صحفيا رغم أنني إدعي الإنتماء إليه بعدة طواقي ،
لا يقل فيه دور الأخت مريم البتول عن دور الكنداكة مندي بت السلطان ومهيرة بت عبود ورابحة الكنانية ولكل منهن دورها في وقتها كما ذهب ضيف الشرف سايرين وقال إننا جميعا أحفاد كوش وأحفاد بعانخيى وترهاقا والنوبة أهل السودان ..!.
في تقديري الخاص يصعب أن يكون لأي مجتمع سوداني نقاء عرقي خالص ..! ، فبلاد السودان فيها العديد من نماذج هذا التصاهر علي مر التاريخ واذكر في بدايات الإنقاذ ونحن في حلفا الجديدة جاء أهلنا حمر والتقوا أهلنا الرشايدة في مؤتمر تحت باب إعادة التصاهر واللحمة وقالوا انهم أبناء عمومة وتمت عمليات تصاهر جديدة بين القيادات بهذا الخصوص .
نموذج آخر يقول ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻮﻥ أن البرتي قبيلة نوبية من نوبا النيل وﺗﻤﺘﺪ أرضهم ﺟﻨﻮﺏ ﻣﺼﺮ ﻭﻗﺎﻣﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻀﺎﺭﺍﺕ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻣﺜﻞ (ﻛﺮﻣﺔ ﻭﻧﺒﺘﺔ ﻭﻣﺮﻭﻯ)، ﺭﺣﻞ ﺗﻘﺎﺑﻮ (جد البرتي) إلى دارفور ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻧﺒﺘﺔ ، ﻭﺳﻤﻰ ﺟﺒﺎﻝ ﺗﻘﺎﺑﻮ ﺑﺎﺳﻤﻪ وله ثلاثة من الاولاد (ﺩﻗﺮ ، ﻛﻮﺍﺕ ، ﺃﺭﻓﻨﺎ) ﻭﺃﺭﺑﻌﺔ من البنات ﻫﻦ (ﺷﻠﻨﻘﺎ ، ﺑﺎﺳﻨﻘﺎ ، ﺩﻳﺴﺎ ، ﺳﻴﻤﻴﺎ) وبسبب التصاهر أصبحت مكونات أهلي البرتي أكثر من (مائة) خشم بيت كثيرهم خليط من مكونات قبلية أخري ..!.
بلاشك أن وحدة صف النوبة ضرورة ملحة ، وبالطبع نرفض بشدة أي محاولات لشيطنة أهلنا النوبة بمختلف مسمياتهم ومشاربهم وتقسيماتهم ، وبالتالي اعتقد إن كانوا (صر أو هجين) جميعهم نوبة فلا تضيقوا واسعا ، وخير شاهد هذا الإفطار المتعدد السحنات ، وفي بورتسودان مواليد نوبة إنقطعوا عن التواصل مع أهاليهم ولا يعرفون الا انهم نوبة ..!، وكثير من هذه النماذج مثلها بمدن ولايات البلاد والخارج فإذا لم يدرك القائمين علي هذا الأمر هذه التقاطعات سيدخلون هم في مضب ويدخلوا النوبة في مشكلة جراء هذه الصكوك التي يوزعها البعض هكذا وفقا للإنتماء الضيق ..!.
بكل تأكيد للنوبة تصاهر وتزاوج مع مكونات كثيرة ولا أود الدخول في مغالطات تاريخية لأنني اعتقد أن تاريخ السودان نفسه مليئ بهذه المغالطات والجدليات والفرضيات وبالتالي هناك مكونات كبيرة للنوبة فيها قولان من حيث التزاوج والتصاهر وهي مكونات عريقة ومعلومة ومعروفة للكل ، ولكن اعتقد جازما إذا توحد النوبة توحد نصف سكان السودان للعلاقات البينية والتقاطعات وعمليات التصاهر الواسعة بالبلاد ..!.
وبالتالي المطلوب من مكونات النوبة المختلفة إزالة المرارات والضغائن والاتفاق علي كلمة سواء فلماذا ظلوا (اربعين) عاما من حرب لحرب بسبب تقديرات البعض ولماذا دعوات التهميش ولماذا ولماذا .؟! ، فالحرب التي ادخلت البلاد في نفق مظلم كما قال الوزير الأسبق بشارة جمعة أرور الذي نهل من أدب وفكر وأخلاق الشهيد مكي علي بلايل ، قال أن الحرب أوجدت فرص للم الشمل والنوبة ليسوا مختلفين وسيكونون بادرة لتصالحات شاملة لكل أهل السودان لأجل بناء السودان بواقع جديد .. !.
الرادار .. الإثنين الأول من أبريل 2024 .