وصف عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي نائب القائد العام للقوات المسلحة من يقول بأن الحرب إندلعت بإطلاق الرصاصة الأولي 15 أبريل 2023 (زول ساذج..!) ، مستشهدا بأبيات من الشعر لي نصار بن سيرين قال فيها (أرى تحت الرماد وميض نار .. ويوشك أن يكون لـه ضرام ، فإنّ النار بالعـودين تذكى .. وإن الحرب مبدؤها كلام ، فإن لم يطفئوها عقلاء قوم .. يكون وقودها جثث وهامُ ..!، ورحب كباشي بالتحقيق المتكامل بشأن الحرب في السودان ..!.
بالطبع الحرب ليست نزهة بل قتل وخراب ودمار ، وبالتالي تحتاج لحسابات دقيقة ومعقدة ، فمن يتخذ قرار دخول الحرب عليه أن يتحوط لها متي وكيف يوقفها ..!، وعليه أن يتحمل مسؤوليتها وتبعاتها ، غير أن الحرب التي إشتعلت في البلاد منتصف أبريل 2023 تجاوزت العام ولا يزال البحث جاريا في البدايات من أشعل فتيل الحرب ..؟!، يبدو إنها مجرد (لوثة ..!) خطط لها بعناية لأن تصبح هكذا مجهولة المصدر وخالية من المسؤولية ..!.
وبالطبع فرية الحرب أشعلها الفلول أو الكيزان مقولة ساذجة لا تستند لدلءائل مادية ولا منطقية ، قالها الجنرال مفضل كانت كل المؤشرات والمقدمات تؤكد أن الدعم السريع ورفاقهم في قحت يخططون للحرب ، وقالها الجنرال إبراهيم جابر
الحرب كانت متوقعة ومخطط لها لإستهداف السودان ويراها أكبر من قدرات قيادات التمرد العقلية والفكرية وقال إنها صادفت هوى شخصي لديهم يتسق مع تلكم الأطماع الخارجية في السودان أرضا وشعبا وميزات تفضيلية .
وليس ذلك بعيدا عن تلكم الإرهاصات التي سبقت الحرب من محاولات لإنهاء دور الجيش وإستبداله بالدعم السريع عبر فرض الإتفاق الإطاري واقعا بالفهلوة احيانا وبالقوة احيانا أخرى حيث كانت تلكم الورش الصورية ومخرجاتها علاوة علي تهديدات المتمرد عبد الرحيم دقلو وتحدياته للجيش وتهديدات قيادات وعناصر الحرية والتغيير (قحت) والتي قالتها بكل وضوح إما الإطاري أو الحرب ، واكد السفير الروسي لدي السودان اندرية أن انحياز فولكر للاتفاق الإطاري دفع حمدوك وحميدتي للاصرار علي تنفيذه عبر قوة الدعم السريع وقال أن فولكر من صب الزيت على النار ..!.
فالترتيبات التي سبقت الحرب تؤكد أن نية الحرب أصلا مبيتة من حيث العدد الكبير من المجندين الجدد أكثر من (30) ألف من عناصر عرب الشتات بحجة الذهاب للقتال في اليمن ، فامتلأت بهم المعسكرات التي كانت محدودة وأنشأت معسكرات إمتدادات لها وأخرى جديدة تماما كما تحولت المدينة الرياضية إلى أكبر مكان لتجمع هؤلاء ومئات التاتشرات وكميات كبيرة من الأسلحة المتطورة ومضادات الطائرات والذخائر والوقود والتعيينات المختلفة ، قال السفير الروسي (ثلاثة أرباع) هذه القوات مرتزقة أفارقة جاءت بدعم من الإمارات وفرنسا وإيطاليا علاوة علي تشاد أفريقيا الوسطى وآخرين .
غير أن المراقب يلحظ تطورات وإرهاصات هذه الحرب منذ ليلة سقوط الإنقاذ 11 أبريل 2019
حيث سيطرت قوات الدعم السريع والتي كانت خارج العلصمة لا تتجاوز (18) سيطرت علي الوضع الامني تماما بأعداد كبيرة وكميات من عربات بكاسي جديدة وتاتشرات وآليات قتالية ودبابات علي مداخل الكباري بالعاصمة وكل أرجاءها والقيادة العامة والقصر الجمهوري في مظهر إنتقدناه كثيرا لممارساتهم الهمجية وصلت لمباني الإذاعة والتلفزيون ومطار الخرطوم وانتشرت في كل المناطق الحيوية والإستراتيجية بالعاصمة أكثر من (120) الف مقاتل وبل وضع حميدتي يده على جزء من معسكر سلاح المظلات بالخرطوم بحري واستولى على كل مقار حزب المؤتمر الوطني بالمركز والولايات بما فيها المركز الرئيسي ، وكل معسكرات قوات هيئة العمليات بالمركز والولايات أيضا وتشييد عدد من المعسكرات الجديدة داخل العاصمة (طيبة ، جبل سركاب ، القطينة وغيرها) .
علي كل تطورت الأوضاع وتضاعفت قوات الدعم السريع عدة وعتاد وصاحبتها تصريحات متبادلة هنا وهناك سجال بين قيادات الجيش التي تؤكد الا بديل للقوات المسلحة إلا القوات المسلحة وقيادة الدعم السريع التي كانت تسعي لأن تكون جيشا بديلا لحكومة القحاتة ، وفي الأثناء هدد عبد الرحيم دقلو قيادات الجيش وطالبها بتسليم السلطة للمدنيين فورا بلا لف ولا دوران ..!، وحينها دخلت البلاد آليات وسيارات وكميات من الاسلحة المتطورة ومنها ضاعفت قواتها بالقيادة العامة بحجة توفير الحماية لحميدتي وأكثر من (مائة) تاتشر إحتلت مطار مروي وحاصرت أخرى مطارات الابيض ونيالا غيرها واصدر الجيش بيانا اشار فيه لخطورة هذه التحركات دون إذن قيادة الجيش ولكن ..!.
علي أي حال وصلت الخرطوم تعزيزات عسكرية كبيرة لقوات الدعم السريع مدججة بالسلاح وأكثر من (مائة ألف) مقاتل في المقابل لم تتجاوز قوات الجيش بالخرطوم يوم 15 أبريل 2023 نسبة 20% منها حيث كانت الدولة قد عهدت لقوات الدعم السريع التواجد في كل المواقع الحيوية والخدمية والإستراتيجية ، ومن الواضح لم يكن حينها الجيش جاهزاً للحرب والدليل علي ذلك إفطار الجنرال الكباشي بالخرطوم الذي سبق صباح الحرب حيث غاب عنه حميدتي وشقيقه عبد الرحيم وغياب كافة قيادات الدعم السريع رغم حضور البرهان وكباشي والعطا وقيادات الجبهة الثورية وقحت والأمم المتحدة وبعض السفارات ، وبالتالي ليس عمليا أن يتورط الجيش في حرب لم يستعد لها مقابل إستعداد وجاهزية قوات الدعم السريع .
في تقديري الخاص أن المجلس السيادي تقاعس وفرط وبل تواطأ مع تهديدات وتحركات الدعم السريع ورفاقهم القحاتة وبالطبع نحملها نتيجة هذا التفريط والرئيس البرهان خاصة لتماهيه مع رفاقه القحاتة ، غير أن مزاعم وإدعاءات التمرد قالت الحرب ضد دولة 56 واحيانا الكيزان والفلول دون تعريف دقيق ، وبالتالي إندلعت التمرد ونحن أيضا نطالب بالتحقيق لإثبات من بدأ الحرب ..؟!.
الرادار .. الأربعاء 17 أبريل 2024.