مع الأسف الشديد رغم أن تجربة التأمين الصحي في السودان أكملت عقدها الثالث ولكنها لا تزال تمر بظروف عصيبة لازمته بعضها منذ مولده في العام 1994 حيث إنطلقت التجربة من سنار ، ولكنه حالما واجهته ظروف كيدية ، حاربوه ليقتلوه وهو طفل في حضن أمه ورعاية أبيه ، فأمرضوه ليقتلوه حتي يخلو لهم وجه أبيهم وهو ساكنا ..!، فأدخلوه غرفة الإنعاش ولازال أبواه ساكنين ولكنه فكرة مجتمعية والفكرة المحتمعية لن تموت (التأمين الصحي فكرة جميلة خلاص .. التامين لكل الناس) ..!.
بكل تأكيد الفكرة تمرض ولكنها لن تموت بعزم الرجال الأوائل حائط الصد المنيع وبعضهم لايزال في وضع إستراحة محارب وليسوا بعيدين منه متي ماجاءهم النداء ..!، وتحت رعاية الدولة والتي علي رأسها الوزيران الدكتور جبريل وزير المالية وأحمد بخيت وزير التنمية الإجتماعية ،جاءت به الدولة كأحد المعالجات الاقتصادية لحل مشكلة العلاج بعد فشل تجربة العلاج الاقتصاد في ظل إرتفاع تكلفة العلاج وعدم توفر الخدمة لشرائح المجتمع المختلفة ، فيما دفعت به ذات الدولة ليصبح باكرا صندوقا تكافليا له شأنه وخصوصيته ، بيد أن المجتمع الذي تذوق حلاوة التجربة ظل خط الدفاع الأول عن الفكرة المجتمعية الأصيلة ..!.
لايزال صاحب هذه الزاوية ضد فكرة تجريد التأمين الصحي من مؤسساته العلاجية المباشرة وكانت لنا في ذلك صولات وجولات لخصوصية الوضع في البلاد من حيث تمدد الأسرة والوضع الصحي المتدهور في السودان، وبهذه المناسبة لابد من الإشادة بالدكتور سليمان عبد الرحمن سليمان (مرحب) الذي قاد التأمين الصحي باكرا من نجاح لتطور حتي بلغت الفكرة الفيافي البعيدة التي إنعدمت فيها خدمات العلاج واقعا معاشا بين كل الناس في ولايات السودان المختلفة ، ولكنها مع الأسف جلبت للرجل الغيرة والحسد من بين إخوانه فغادر الموقع بحسرة ضحية لصراع مميت من إخوته أسميناه وقتها ب(صراع الأفيال) ولازالت في النفس شيئ من حتي ..!.
وليس ذلك فحسب بل وجدت تجربة التأمين في وقتها تكبيلا وقيودا من الأباطرة (الثلاثة) الدكتور المتعاني والي الخرطوم والجنرال سر الختم والي الجزيرة والدكتور إيلا والي البحر الأحمر لنظرتهم للتجربة من منظار أنانية مادية بحتة وليست تكافلية ، فيما تراجع الأخيران تحت ضغط المجتمع وعادا للتكافل القومي أيضا تحت ضغط المجتمع فيما تمنعت الأولي ، وعندما إندلعت الحرب كانت الخرطوم والجزيرة أوائل الخاسرين ، وبالطبع لم تتحسب قيادة الخرطوم لهذا اليوم حيث أخذتها العزة بالإسم ، أما البحر الأحمر حالما أدركت ضعف بنياتها التحتية فتراجعت ولكنها لم تتحسب لهذا اليوم الذي تصبح فيه حاضرتها بورتسودان العاصمة البديلة وإلا كانت ستكون حبلي بمؤسسات تقديم الخدمة المباشرة لو إنتهجت الخطوات الصحية من باب تشجيع التكافل وليست تلكم النظرة المادية ..!.
نواصل …
الرادار … الأربعاء 24 أبريل 2024 .