الطاهر موسى الحسن يكتب.. مستوطنة الشر والتآمر وإرهاب مليشيا آل دقلو (2 – 4)

الخرطوم: الحاكم نيوز

أسباب إختيار آل دقلو.وجدت دولة الإمارات في قيادة مليشيا آل دقلو المتمردة والمتمثلة في (دقلو أخوان)، ضالتها لتنفيذ المخطط بخلق الفوضى، وضرب أمن وإستقرار السودان، ومن ثم إعادة تشكيله من جديد، بتقسيمه إلى دويلات تخدم مصالح الكيان الصهيوني، ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعتبر ثروات السودان مخزون إستراتيجي لأجيالها القادمة، علاوة على رغبة الإمارات في الهيمنة على الأراضي الزراعية في منطقة الفشقة في شرق السودان، ومناجم الذهب والثروة الحيوانية، والإستثمار في الموانئ المطلة على البحر الأحمر، لضمها لسلسلة الموانئ التي تديرها شركة موانئ دبي العالمية. فتم إختيار (حميدتي) لتنفيذ المخطط وفق معايير دقيقة، مستغليين نقاط ضعفه، فهو إنسان بسيط يفوق طموحه إمكانياته المحدودة، لا يتمتع بالكثير من المؤهلات العلمية، ولا التجارب السياسية، ولا الإلتزام التنظيمي والولاء الحزبي، الذي يحصنه فكرياً ضد أي مؤثرات خارجية أو داخلية، بحيث يكون عصياً على الإستقطابات الخارجية أو الولاءات القبلية، كما كان لتمدد الرجل (سياسياً وإجتماعياً وإقتصادياً) في كل السودان بعد ثورة ديسمبر (2018م)، وإعتلائه لمنصب سيادي كبير (النائب الأول لرئيس المجلس السيادي الإنتقالي)، وإمتلاكه حصانةً، جعله محط أنظار كل الطامعين في الداخل والخارج، فقوى الحرية والتغيير (قحت) في الداخل، حاولت إمتطاء ظهر المليشيا للوصول إلى كرسي الحكم بدون أي إستحقاق سوى إدعاءها الكذوب يتمثيلها لكل الشعب السوداني، معلنةً عدائها للجيش الذي حال دون تحقيقها لذلك الحلم، كما وجدت فيه القوى الخارجية (الماكرة) الشخصية التي يمكنها أن تحقق لها مصالحها بكل يسر وسهولة. أما عن كيفية إحتواء قيادة الدعم السريع والسيطر عليها ممثلة في (آل دقلو) فذاك أمر سهل إذ تم إستغلال بعض نقاط ضعف قائد المليشيا فهو يتمتع بشخصية البدوي (القح) الذي يستجيب للإستفزاز، أياً كان نوعه ( التمطرحصو، إنهردت مصارينا، هووي أحسن تفتحوا عيونكم، العمارات الغالية دي تسكنها الكدايس، والخرطوم تفضى زي ما فضت مليط، والمكبش ما بلاقي، مطر بدون براق … إلخ ) ومقولات تتناقلها المجالس حتى يومنا هذا، كما أنه شخصيته (متهورة) لا يلتفت للعواقب أياً كانت (دينية أو أخلاقية أوإجتماعية أو إقتصادية … إلخ). وبالتالي أصبحت قوة (حميدتي) العسكرية وهي (قوة ذات تكوين قبلي) معول هدم من السهل إستخدامه عبر القوى (الطامعة)، التي لم تجد أي صعوبة في التواصل معه، بحكم موقعه السيادي. كما أن السيطرة عليه سيطرة كاملة وإحتوائه بصورة تضمن تنفيذه للمخطط الخارجي بدون وعي منه، تتطلب إبعاده وأخيه من المؤثرات القبيلة التي تقيدهما، وتحول بينهما وبين تحقيق المراد. فالقبيلة التي ينتمي إليها الرجل لها إمتدادتها الخارجية في عدة دول، ولها تواصل إجتماعي لم تكن الحدود السياسية يوماً عائقاً يحول دونه، مما تطلب إستغلال وضع العائلة الإقتصادي، ومصالحها المالية، التي تحققت خلال السنوات الأربع التي تلت سقوط حكومة الإنقاذ، وهي – من غير شك أوضاع لا يمكن التفريط فيها – بعد أن أصبحت الأسرة أحد الأسر الثرية بين ليلة وضحاها. فُتحت على الأخوين أبواب الإستثمارات الكبيرة، في المجالات المتعددة، حتى صارا من أغنى أغنياء السودان بدون منافس. فشركة الجنيد وغيرها من الشركات الكبرى، العاملة في عدد كبير من المجالات الإقتصادية، كالتنقيب والتجارة في الذهب، أصبحت تتحكم في الإقتصاد السوداني، والجهاز المصرفي، مما ممكن الرأسمال اليهودي والإماراتي في الإقتصاد السوداني، وأثر بشكل واضح، على السياسات الإقتصادية والنقدية في البلاد، كما تم إيهام حميدتي بأنه رجل ملهم لا يحتاج لغيره، عبر تمليكه بعض المعلومات والملفات والأسرار الحساسة، مما أعطاه الإحساس بأنه عليم بكل سراديب ودهاليز السياسية، ودروبها الوعرة، دون الحوجة لأي مستشارين أوخبراء في ذلك المجال. فهو أسلوب من أساليب السيطرة على الرجل، الذي تكبروتجبر وإنتفخت أوداجه، ولقبوه بالأمير، وقاهر الكيزان،، وترأس خبراء، في السياسة والإقتصاد والشؤون العسكرية، أكبر منه سناً وعلماً، وتلبسته الروح الفرعونية وأوشك أن يقول (أنا ربكم الأعلى).

وحتى يتم إكمال السيطرة على الرجل، تم توريطه في بعض القضايا الجنائية مثل جريمة فض إعتصام القيادة العامة، وظل شبح الجريمة يلاحقه، وأصبح هاجساً لا إنفكاك عنه، ومهدداً قد يقوده للمحكمة الجنائية، مما سهل السيطرة عليه، عبر الإبتزاز المتواصل من قبل( أعداء الأمس) في القوى السياسية (قحت)، وكذلك الدول الخارجية ذات الأطماع غير الخافية، وعلى رأسها دويلة الإمارات، التي تبنى (حميدتي) مشاريعها السياسية تجاه السودان، دون تردد، وهي ذات المشاريع (الصهيوأمريكية) تجاه المنطقة. ومن أجلها قرب (حميدتي) قوى اليسار، وأبعد وإبتعد عن القوى التي كان يحميها، وينتمي إليها قبل الثورة. وكان المقابل إعطاءه الضوء الأخضر لإستلام السلطة، وتقديم كل المساعدات اللوجستية له، لتحقيق ذلك الهدف بأسرع وقت، مع وعده بالحماية وغض الطرف عن أي إنتهاكات تقوم بها مليشياته .

الحاكم نيوز وجهة جديدة في عالم الصحافة الرقمية المتطورة... سرعة اكتر مصداقية اكتر دقة وانتشار للخبر والإعلان ..™

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر + 11 =

زر الذهاب إلى الأعلى