
في لحظة استثنائية إحتشدت فيها معاني التقدير والإمتنان، إجتمع أعيان وقيادات شرق السودان من مختلف النظارات والعمد والمشايخ والقبائل، يتقدمهم قادة العمل التنفيذي والسياسي، في إحتفالية وصفت بأنها عرس الوفاء لأهل العطاء، وذلك لتكريم الرجل الإنسان، والمنتج والممثل المعروف، الدكتور جلال حامد، المستشار والمنسق العام لبرنامج العلاج بالهند، وسفير مجموعة مستشفيات “كاڤيري”.
تشريفٌ مستحق ورسالة للضمير الإنساني
جاء التكريم بحضور مساعد رئيس الجمهورية السابق الأستاذ موسى محمد أحمد، والفريق شيبة ضرار، ووكيل الناظر ترك و هاشم قبائل والوكيل محمد ادروب والعمدة عيسيب و الباشمهندس عيسى حامد و النائب ادم وافي ، إلى جانب قيادات الدولة والمجتمع والإدارة الأهلية، ونائب مدير مستشفيات كاڤيري – الهند، في مشهد إجتمع فيه الرسمي والشعبي، للإشادة بسيرة رجل سخّر جهده ووقته وماله لخدمة الإنسان السوداني خاصة إنسان الشرق في أصعب ظروف الحرب.
أرقام من ذهب في كتاب الإنسانية
لم يأتِ هذا الإحتفاء من فراغ، فقد قام د. جلال منذ إندلاع الحرب بعلاج أكثر من 700 حالة من أبناء ثغر السودان في مستشفيات كاڤيري بدولة الهند، فضلًا عن إشرافه على مخيم طبي مجاني بمستشفى الموانئ في يناير الماضي عالج فيه أكثر من 2400 حالة مرضيه مجانًا، مقدّمًا نموذجًا نادرًا في زمن قلّ فيه الإيثار.
ولم يغب الدور المؤسسي أيضًا، فقد شاركت هيئة الموانئ البحرية ممثلة في الأستاذ عبيد، ومحمد حامد ممو، والدكتورة ناتاليا، حيث عبّروا عن دعمهم لمبادرة دكتور جلال حامد بتوطين العلاج في الداخل، من خلال جلب الأطباء الإختصاصيين من الهند عبر مكتب الدكتور جلال، في خطوة تسهم في توفير المال والزمن وتقوية القطاع الصحي.
دروس المرحلة المقبلة: د. جلال : سودانٌ بلا عنصرية ولا جهوية
وفي كلمات ألهمت الحضور، دعا د. جلال إلى تجاوز العنصرية والجهوية، وتكاتف الجهود من أجل بناء ما أسماه “سودان بكرة”، مشيرًا إلى أن شعار جيش واحد شعب واحد جسدته مواقف حرب الكرامة.
وقد عبّر الفريق شيبة ضرار عن اعتزازه الكبير بالدكتور جلال، قائلاً إن تكريمه اليوم هو “تكريم للضمير الحي الذي لا تغلبه الحروب ولا تسكته المسافات”، فيما أكد هاشم قبائل أن شرق السودان، بكل مكوناته، راضٍ تمامًا عن جهود د. جلال وأسرة مستشفى كافيري، معتبرًا ما تم هو بداية لعهد جديد في الرعاية الطبية.
حين تُكرّم الأخلاق والوفاء
لقد كان تكريم الدكتور جلال حامد أكثر من إحتفال… كان بيانًا شعبيًا صريحًا بأن الوطن لا ينسى أبناءه البررة، وأن من يداوي الناس في وجعهم، يُرفع في قلوبهم وذاكرتهم، قبل أن يُرفع على المنصات.
ولعل الرسالة الأعمق من هذا المشهد هي الإجماع الشعبي بالشرق على دعم دكتور جلال حامد في كل مشاريعه المستقبلية..