*الفاشر: معركة الوجود الأخير وصرخة في وجه الإبادة*

كتب: محمد الأمين عبدالعزيز

في *نيالا* ظهر دقلو والحلو وقيادات تأسيس وسط السوق! رغم ما نسمعه قبل هذا الظهور من اخبار ضرب الطيران لنيالا وضجيج معارك الأحلام بين مجموعات الدعم السريع لجزو من جبهتنا الداخلية. لا اريد الخوض في جلد الجبهة الداخلية لكن يجب ان نتعامل مع هذه الامور بكل جدية وقوة وان نتعامل في مواجهتنا للحقيقة بوصف التمرد بمليشيات تأسيس لإنقاذ الأرواح وحماية الأرض والعرض.

ففي قلب دارفور، تقف *مدينة الفاشر* شامخة، التي تخوض معركة تفوق الاحتمال، معركة ليست مجرد صراع عسكري، بل هي معركة الحياة والموت، البقاء والفناء، والوجود والعدم. ببطولة أسطورية وإرادة تجاسرت على الانكسار، يواجه أهلها من رجال ونساء وشباب وأطفال، حصارًا خانقًا وهجومًا همجيًا متواصلاً من مليشيات تأسي؛ التي تسعى لإسقاط آخر قلاع الإقليم الصامدة في وجه مشروعها التدميري. كل قذيفة تسقط لا تستهدف موقعًا عسكريًا، بل تستهدف تاريخًا وحياة ومستقبل أمة بأكملها، في وجه ما يمكن وصفه بأكبر مؤامرة في تاريخ الحروب الحديثة.

إن ما *يحدث في الفاشر* اليوم ليس مجرد نزاع مسلح، بل هو جريمة إبادة جماعية ممنهجة تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم. فمليشيات تأسيس لا تكتفي بمحاولات اقتحام المدينة التي تتحطم مرارًا وتكرارًا على صخرة صمود القوات المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية وقوات عرد عرد. بل تفرض حصارًا مميتًا يمنع دخول الغذاء والدواء والماء، وتحول كل من يحاول الخروج من المدينة هدفًا للقتل المنهجي. كل هجوم فاشل للمليشيات يخلف وراءه خسائر لا تعوض في أرواح المدنيين الأبرياء، ويدمر ما تبقى من بنية تحتية، في استهداف واضح يهدف إلى كسر إرادة الصمود وتهجير أهل الأرض قسريًا.

أمام *هذا الواقع المأساوي*، لم يعد الصمت خيارًا. خاصة بعد إن تحولت مليشيا الدعم السريع؛ لمليشيات تأسيس المدمرة؛ لذلك وجب التحرك العاجل فإن قضية الفاشر هي قضية السودان بأكمله، وسقوطها – لا قدر الله – يعني سقوط آخر حصون الأمل في دارفور والسودان وبداية فصل جديد وأكثر قتامة من فصول الإبادة والتطهير العرقي. وان نواجه التواطؤ والتباطي بكل جدية فهذا التباطو هو ما سيسقط الفاشر في يد تأسي!.

لذا، فإن *الواجب الوطني والإنساني* يحتم على الجميع، في الداخل والخارج، التحرك الفوري. ولابد من ممارسة أقصى درجات الضغط الاجتماعي والسياسي على كل الأطراف الإقليمية والدولية لوقف هذه المجزرة، وتجريم تأسيس ومن يدعمها، والعمل بشكل حاسم لفتح ممرات إنسانية آمنة لإنقاذ من حوصروا داخل المدينة.

إن *ساعة الحقيقة* قد حانت. يجب على القوات المسلحة والقوات المشتركة وكل حر وشريف من أبناء هذا الوطن حشد كل الطاقات وتوجيه كل الجهود نحو معركة فك الحصار عن الفاشر. إنها ليست مجرد عملية عسكرية، بل هي واجب مقدس لإنقاذ الأرواح وحماية الأرض والعرض. يجب أن تصل الرسالة واضحة وقوية للمليشيات المعتدية بأن الفاشر لن تسقط، وأن دماء أهلها لن تذهب هدرًا، وأن إرادة الحياة والصمود لدى السودانيين أقوى من كل مشاريع الموت والدمار. فلنتحد جميعًا من أجل الفاشر، من أجل دارفور، من أجل بقاء السودان حراً.

وسوف نكون *كما نود* إذا عملنا مع بعض وواجهنا الخونة في جبهتنا الداخلية؛ قبل أن نواجه العار.

الحاكم نيوز وجهة جديدة في عالم الصحافة الرقمية المتطورة... سرعة اكتر مصداقية اكتر دقة وانتشار للخبر والإعلان ..™

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر − ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى