
☘️🌹☘️
بكل أسف لم يستفد السواد الأعظم من الشعب السوداني من الثورة الرقمية ، بكل ما حملته من انفتاح وتقدم ، وهذه الفضاءات الرقمية المفتوحة تعتبر ساحة اختبار لمدى نضج المجتمعات وقدرتها على استيعاب أدوات العصر والتعامل معها بوعي ومسؤولية ، غير أن ما نراه اليوم من بعض أبناء وطننا يبعث على الأسى و الألم ، إذ إختار البعض أن يغمس يده في مستنقع الإساءة و الهدم ، وإبتعدوا عن مكامن النفع في هذا الفضاءات المفتوحة ، متخذين من المنصات الرقمية أدوات للطعن والتجريح والقتل المعنوي ، بدلاً من أن تكون منابر للبناء والحوار والتنوير و الإستزادة .
وقد بلغ هذا الانحدار القيمي مداه مؤخراً ، حين طالت سهام الإساءة والتجني شخصيات فوق الشبهات ، خدمت الولاية الشمالية بجد وإخلاص ووضعت بصمة تميز في الأداء الوظيفي ، وعلى رأسهم سعادة د. ساتي حسن ساتي وزير الصحة، الذي يشهد له القاصي والداني بما تحقق في عهده من نهضة واضحة لا تخطئها العين ، وتقدم ملحوظ في مختلف قطاعات الوزارة ، ولذلك نرى أن مثل إستهداف هذه القامات و الخامات الوطنية الخالصة ليس إلا إفلاساً أخلاقياً ، ومحاولة بائسة للنيل من رموز النجاح .
نقول لكل من اختبأ خلف الشاشات الصغيرة ، وأصبحوا يوزعون التهم جزافاً (كفى) … فليس من الشهامة ولا من المروءة والرجولة أن تُقذف النساء والرجال هكذا ، وأن من يُمارس الاغتيال المعنوي باسم (حرية التعبير) فهو فاشل ومريض .. فشتّان ما بين النقد البناء وبين بث الشائعات والتطاول على الأعراض .
وما يبعث الأسف الشديد في قلوبنا هو سعي البعض في توسيع رقعة نطاق الشائعات ، بتداول هذه الافتراءات ، بنسخها ونشرها وإعادة إرسالها إلى آخرين ، فكل من يفعل ذلك فقد وقع في فخ الشراكة في الإثم ، مدفوعين بالفضول ، وبعضهم بالشماتة ، دون إدراك أن الكلمة قد تكون في بعض الأحيان أشد فتكاً من السلاح ، والكلمة السيئة تهوي بصاحبها سبعين خريفاً في جهنم ، فالقذف والتشويه لا يصدران عن أصحاب النفوس السوية ، وهي تصف الحالة المرضية لمن أطلقها من أصحاب القلوب التي امتلأت حقداً ، وعقولهم شابها الخلل .
لكننا نطمئن الناس بأن القامات الشامخة لا تنال منها العواصف أبداً ، وأن الجبال الراسيات لا تهتز بالزوابع ، وأن الرجال لا يتأثرون بنباح من اعتادوا على التشويش والافتراء ، فالدكتور ساتي حسن ساتي كما عهدناه فهو قامة شامخة ، في علوه وثباته ، لا تهمه هذه الترهات لأنه يملك رصيداً ضخماً من العمل والإنجاز يشهد له به الجميع ، و نحن نعلم جيداً أن للنجاح أعداء كٌثر .
وتبقى مثل هذه المواقف كاشفة ، تُظهر معادن الناس على حقيقتها ، وتميز بين من يحمل هم الوطن ، ومن لا يرى في الوطن سوى ساحة لتصفية الحسابات ، أما السيد الوزير ومديرة إدارة المنظمات ، فهما فوق كل محاولات الإساءة و التجريح ، لأن السحاب لا يُضيره نباح الكلاب ، والصواعق لا تنال من قمم الجبال إلا الشواهق .
و الله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل