مصر .. رمانة ميزان حل الأزمة السودانية بقلم : علي يوسف تبيدي

شكل تواجد جمهورية مصر العربية بين دول اللجنة الرباعية الدولية التي تسعى لإنهاء حرب السودان، عنصرا حاسماً في عوامل الحل للأزمة حيث لعبت مصر خلال الأسابيع الأخيرة دورا بارزا في تحريك الملف والدفع به نحو الحل من خلال الاختراقات التي حققتها مؤخرا، حيث شكلت رمانة الميزان، وهو ما دفع مستشار الرئيس الأميركي للشرق الأوسط وأفريقيا مسعد بولس ،لادارة ملف الأزمة من القاهرة التي تملك مفتاح الحل، ومعلوم أن مصر سخرت كل مؤسساتها المعنية لاحتواء الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، في إطار السياسة الخارجية المصرية وثوابتها، المتمثلة في استقرار ووحدة السودان.

اليوم الأحد شدد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج على أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السودانية ، وأن الحفاظ على الدولة الوطنية السودانية هو أمر جوهري، جاء ذلك خلال مشاركة وزير الخارجية ، كمتحدث في جلسة بعنوان : “استعادة الأمل : مواءمة الجهود المبذولة لتحقيق السلام والتنمية في السودان”، وذلك خلال أعمال النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، والتي عقدت بمشاركة كل من محي الدين سالم وزير خارجية السودان، وآنيت فيبر مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، وفيليبو جراندي مفوض الأمم المتحدة السامي لشئون اللاجئين، ورمطان لعمامرة المبعوث الشخصي لسكرتير عام الأمم المتحدة للسودان، ومحمد ابن شمباس الممثل الأعلى لمبادرة “إسكات البنادق” ورئيس اللجنة رفيعة المستوى لتسوية النزاع في السودان بالاتحاد الإفريقي.

وأكد وزير الخارجية ، خلال الجلسة ، على مجموعة من المبادئ الحاكمة للسياسة الخارجية المصرية تجاه كافة القضايا، بما في ذلك الوضع في السودان ، وشدد على ضرورة عدم التدخل في الشئون الداخلية للسودان، واحترام سيادته الكاملة، والتمسك بمبدأ “دولة واحدة ، سلطة واحدة ، وسلاح واحد”.

كما أكد الوزير على أهمية التوصل إلى هدنة إنسانية كخطوة أولى على طريق وقف دائم لإطلاق النار، مع التأكيد على أن الحل يجب أن يكون نابعاً من السودانيين أنفسهم، في إطار عملية سياسية شاملة تعكس الملكية الوطنية للأزمة ومسار حلها.

وتناولت الجلسة سبل حل النزاع في السودان بصورة شاملة ومستدامة، وفرص التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار والمرحلة التي تليها، بالإضافة إلى أولويات عملية ما بعد النزاع، وما يمكن للمجتمع الدولي تقديمه من اسهامات في هذا الشأن، وبما يعزز الملكية الوطنية السودانية لتلك الجهود ويضمن الأمن والاستقرار في السودان

وأمس السبت قال السفير ياسر سرور، مساعد وزير الخارجية، إن التحركات الدبلوماسية المصرية في الأزمة السودانية بدأت عبر آلية رباعية بهدف رصد التطورات والتنسيق بين كافة الأطراف المتنازعة في السودان، والعمل على ردم الهوة وتقليص الانقسامات.

وأوضح السفير أن الهدف من هذه التحركات هو وضع رؤية مشتركة للتعامل مع الأزمة السودانية وإنهاء الحرب بما يحافظ على وحدة وسيادة السودان ويعيد الاستقرار للبلاد.
وأضاف السفير، خلال لقاء خاص في برنامج “الحصاد الإفريقي” من تقديم الإعلامي حساني بشير على شاشة “القاهرة الإخبارية”، أن الرؤية المصرية والدولية المشتركة تتضمن خطوات متسلسلة تبدأ بهدنة إنسانية، يليها وقف إطلاق نار شامل، ثم إطلاق عملية سياسية شاملة تشمل كافة الأطراف المعنية.

وأكد أن هذه الرؤية تستند إلى مبادئ واضحة تهدف إلى إنهاء الصراع بشكل آمن ومدروس، مع توفير حماية المدنيين واستقرار المنطقة
وأكد السفير ياسر سرور أن السودان أبدى تجاوباً مع هذه الجهود، مشيراً إلى تصريح عبد الفتاح البرهان الذي أكد استعداد بلاده للتفاوض بما يناسب السودان ويحقق إنهاء الحرب، وإعادة البلاد إلى ما كانت عليه من استقرار ووحدة، مع استمرار التشاور والتنسيق بين القاهرة والخرطوم لضمان نجاح العملية الدبلوماسية وفعالية تنفيذ الاتفاقات المستقبلية.
وأجرى مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الإفريقية، مسعد بولس، سلسلة لقاءات شملت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، قبل أن يتوجه إلى العاصمة الإيطالية روما لعقد اجتماع مشترك مع نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي والرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، في إطار التحضير لاجتماع الآلية الرباعية المقرر عقده في واشنطن.
وتضم الآلية الرباعية كلًا من الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، حيث من المتوقع أن تناقش خارطة طريق جديدة تتضمن هدنة إنسانية ومقترحًا لـ تحول سياسي شامل، بعد خمسة أسابيع من طرح المبادرة الأولى التي لم تجد طريقها للتنفيذ.
وفي تغريدة عبر منصة X، عبّر بولس عن تقدير واشنطن للدور المصري في دعم جهود الاستقرار الإقليمي، مشيرًا إلى أهمية العمل المشترك لاستكشاف فرص السلام في السودان، بينما عبّر الرئيسان البرهان والسيسي خلال لقائهما الأخير عن أملهما في أن تسفر اجتماعات واشنطن عن نتائج ملموسة تُسهم في إنهاء النزاع.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية السعودية أن اللقاء الثلاثي في روما ركّز على تعزيز الأمن والسلام بالسودان، ومناقشة سبل الضغط على طرفي النزاع للعودة إلى طاولة المفاوضات، في ظل تزايد الدعوات الدولية لإيقاف العمليات العسكرية.
وتنص خارطة الطريق السودانية على انسحاب قوات الدعم السريع من المدن الكبرى وتجميعها في معسكرات بإقليم دارفور، تحت إشراف دولي مباشر، في مقابل الشروع بعملية سياسية تشمل جميع القوى الوطنية. في المقابل، تطالب قوات الدعم السريع بدور سياسي واضح لها ولحلفائها خلال المرحلة الانتقالية القادمة.

والأسبوع الماضي التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في القاهرة، مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لبحث سبل إنهاء الحرب المستمرة في السودان وتعزيز الجهود الإقليمية لتحقيق السلام.

وأكد الجانبان خلال اللقاء على أهمية التعاون الدولي لدعم استقرار السودان، مع التركيز على الدور المحوري لمصر في قيادة الجهود الإقليمية لتسوية النزاعات. وناقش الرئيس السيسي وبولس التحديات التي تواجه المنطقة، واستكشافا الفرص المتاحة لتعزيز الأمن والاستقرار، مع الإشادة بالشراكة المصرية الأمريكية في هذا الإطار.
وقال بولس في حسابه الرسمي على منصة إكس: “سررت بلقاء الرئيس السيسي لمناقشة التحديات الإقليمية واستكشاف سبل تحقيق السلام. تُقدّر الولايات المتحدة قيادة مصر في معالجة النزاعات، بما في ذلك دورها البنّاء في السودان وشراكتها في إطار الرباعية.”
وأضاف: “أعربت عن شكري للرئيس السيسي، وأشارك الرئيس الأمريكي في تقديرنا لمصر لاستضافتها قمة السلام التاريخية وتوقيع خطة سلام غزة”.
وقبل أشهر قال وزير الخارجية بدر عبد العاطي ، إن مصر هي الدولة الوحيدة التي تعمل بكل جدية وإخلاص على العمل على وقف الحرب الدائرة في السودان، مشددًا على الجهود المصرية لتجنيب الشعب السوداني مخاطر التقسيم وويلات هذه الحرب المشتعلة.

وأضاف عبدالعاطي أن مصر هي أول دولة استضافت كل القوى السياسية والمدنية بلا استثناء، لدرجة أن الأشقاء في السودان قالوا إن لأول مرة تلتقي القوى المدنية في محفل واحد منذ اندلاع الحرب.
وتابع: «هذا الاجتماع كان مهمًا ومصر لم تحضر معهم إذ كانت مضيفة ومنظمة فقط للاجتماع، ووفرت لهم كل سبل الراحة حتى يتدارسوا وخرجت وثيقة شديدة الأهمية».
وأشار إلى أن الوثيقة التي خرجت عن الاجتماع توافقت على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار والنفاد الكامل للمساعدات وإقامة نظام سياسي ديمقراطي شامل لا يستبعد أحدًا.

الحاكم نيوز وجهة جديدة في عالم الصحافة الرقمية المتطورة... سرعة اكتر مصداقية اكتر دقة وانتشار للخبر والإعلان ..™

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرة + 15 =

زر الذهاب إلى الأعلى