همس الحروف* *الموسم الزراعي الشتوي بالولاية الشمالية ، مع بنك النيل خطوة جديدة في طريق الاكتفاء الذاتي* ✍️ *د. الباقر عبد القيوم علي*

☘️🌹☘️

*

لا شك أن التحديات التي تواجه الاقتصاد السوداني تُعد سبباً مباشراً في تعطيل عجلة الإنتاج ، إلا أن بعض المؤسسات الوطنية التي تنظر إلى ملف الإقتصاد كضرورة قصوى وليس كفرص إستثمار ، تبرز كشموع تنير طريق التنمية ، وتعيد رسم خارطة الأمل في قطاعات حيوية كادت أن تنهار تحت وطأة الإهمال والتقلبات وخصوصاً في فترة الحرب ، إذ يتصدر هذه المؤسسات بدون منافس (بنك النيل) ، مؤكداً أنه الذراع التنموي الحقيقي الذي يضع بصمته حيثما وأينما وُجد الخلل ، ويتدخل حين يشتد العسر ، ويزرع الأمل إذا شحت الموارد .

لا يمكن لأحد منا أن ينسى ما قام به بنك النيل في ولاية القضارف ، حين دنت ملامح الفشل من الموسم الزراعي ، والحرب في بداياتها تستعر شيئاً فشيئاً ، وتوقّف الأمل على شفا حفرة من الخسائر ، كان بنك النيل حاضراً ، بقرارات وإجراءات واقعية وذكية ، وبإدارة وطنية تُحسن التوقيت وتُدرك مواطن الخلل التي يجب أن يكون هنالك من يسدها ، وهذا هو الإستثمار الحقيقي ، فتدخل البنك منقذاً للموسم الزراعي ، ومسانداً لصغار المزارعين ، إذ مول الموسم الزراعي بنسبة 80 % وبقية البنوك مجتمعة مولت ال20% المتبقية ، أي بنك هذا ، و أي إدارة هذه ، ومن هذا المنطلق أثبت البنك للجميع أن الاستراتيجية التي ضخ من أجلها الأموال كانت فقط هي الحفاظ على تماسك الدولة السودانية ، وإنقاذ الموسم الزراعي بأي ثمن كان .

يوم الخميس القادم ، الموافق 23 أكتوبر 2025م ، سينظّم بنك النيل ورشة لتمويل الموسم الزراعي الشتوي بالولاية الشمالية ، وهذا الأمر يعتبر فاتحة خير على مزارعي الولاية ويجب أن يستفيدوا من هذه الفرصة الفائدة القصوى ، وسيوقع البنك اتفاقية تعاون إستراتيجي مع حكومة الولاية بأذن الله تعالى ، ليؤكد مجدداً أن رسالته المتجذرة في دعم الزراعة كقاطرة للتنمية هي خطوة ضمن مسار واضح المعالم ، يربط بين رؤى اقتصادية عميقة ، وفهم دقيق للواقع الميداني ، واستيعاب حقيقي لحاجة الدولة السودانية ، وسعي منه جاد نحو تقليل ، أو تمزيق فواتير استيراد بعض المحاصيل الاستراتيجية .

إننا نراهن على أن هذه الورشة ستكون بمثابة خارطة طريق واضحة المعالم لمستقبل الزراعة في الولاية الشمالية ، والتي سيكون فيها البنك قائداً لدفة سفينتها .. وكما عودنا هذا البنك الفتي أن رؤيته لن تكون حبيسة الأدراج ، ونتوقّع منه أن يحويلها في فترة قياسية إلى أفعال ملموسة في الحقول ، وكل ما يعزز من فرص نجاح الموسم الزراعي الشتوي .

والمطلوب اليوم ، هو أن يجد بنك النيل كل دعم ومساندة ممكنة لإنجاح خطته ، وخصوصاً من الجهات الحكومية ، والمجتمع المحلي ، والقطاع الخاص ، ليتمكن من الوصول إلى أكبر شريحة من المزارعين لأجل تقديم حلول مصرفية مرنة ، وتسهيلات تمويلية واقعية تراعي خصوصية النشاط الزراعي وتحدياته .

إن الرجال الذين يقودون هذا البنك ، سواء كانوا في إدارته السابقة أو الحالية ، قد أثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك أنهم رجال دولة حقيقيون ، يتحركون بوحي من المصلحة العامة ، ويستثمرون حيث تكون العائدات مجتمعية قبل أن تكون مالية ، ومتى ما توفرت لهم البيئة المناسبة فإنهم لا يضيعون الفرص ، ويحولونها إلى مسارات للنجاح المشترك .

نسأل الله أن يكلل جهودهم بالتوفيق والسداد ، وأن يُثمر تعاونهم مع حكومة الولاية الشمالية بنتائج ملموسة تعود بالنفع على المزارعين ، وأن تُسهم في تحقيق الأمن الغذائي ، وتعزيز الاستقرار الاقتصادي في ربوع السودان .

والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل

Exit mobile version