في زمنٍ التبست فيه المواقف وتوارى كثيرون خلف الشعارات الدبلوماسية الرمادية، تبقى جمهورية مصر العربية الدولة العربية الوحيدة التي أعلنت بصوتٍ واضح وموقفٍ صريح دعمها الكامل للسودان، دولةً وشعباً ومؤسساتٍ وطنية. موقفٌ لا لبس فيه، جسّده الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ اندلاع الحرب وتمر مليشيا الدعم السريع حين أعلن أن أمن السودان من أمن مصر وأن البلدين «شعبٌ واحد في دولتين».وخلال لقائه اليوم بوزير الخارجية المصري السفير بدر عبدالعاطي، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عمق العلاقات الأزلية بين الخرطوم والقاهرة، مشيداً بمواقف مصر الثابتة وحرصها على سلامة السودان واستقراره وسيادته، في وقتٍ تعالت فيه الأصوات المتآمرة وتكاثرت الأيادي العابثة.من جانبه، نقل الوزير المصري رسالة تضامن من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى شقيقه البرهان، مؤكداً أن مصر ستظل تقف إلى جانب السودان في محنته، داعمةً لوحدته الترابية ومؤسساته الوطنية وعلى رأسها القوات المسلحة السودانية، التي تمثل صمام الأمان للبلاد في وجه المليشيا المتمردة والفوضى الإقليمية.اللقاء تناول أيضاً أوجه التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، وخاصة قضية الأمن المائي التي تمثل شريان حياةٍ مشتركٍ بين دولتي المصب. وأكد الجانبان تطابق المواقف والرؤى حول حماية حقوق شعبي وادي النيل في هذا المورد الحيوي.ولعلّ اللافت في حديث الوزير عبدالعاطي، تأكيده أن هذه هي الزيارة الرابعة له إلى السودان منذ توليه المنصب، ما يعكس الاهتمام المصري المتواصل ومتابعة الرئيس السيسي الدقيقة لملف العلاقات الثنائية، بما يحقق مصلحة الشعبين الشقيقين.إنها مواقف لا تُشترى بالدبلوماسية، بل تُبنى على وشائج الدم والتاريخ والجغرافيا.
فمصر لم تكتفِ بالبيانات ولا بالشعارات، بل كانت وما زالت السند العربي الأقرب والأصدق للسودان في أحلك الظروف، تؤكد أن وحدة وادي النيل قدرٌ لا يتجزأ، وأن الرهان الحقيقي هو على الشعوب التي تربطها الجسور لا الحدود.وستبقى القاهرة والخرطوم قلبين في جسدٍ واحد، إذا اشتكى أحدهما تداعى له الآخر حباً ووفاءً ومصيراً مشتركاً.
مصر.. الدولة العربية الوحيدة التي أعلنت موقفها الواضح والداعم للسودان علناً كتب : الصافي سالم

