الخرطوم : الحاكم نيوز
منذ انلاع الحرب في السودان شهدت المنشآت الحيوية بما في ذلك محطات الكهرباء والمكارات والمستشفيات ويري عدد من الخبراء الهجمات التي تنفذها مليشيا الدعم السريع تهدف الي تدمير مقومات الدولة وخلق حالة فوضي ومعاناة طويلة الامد
وحذّر خبراء ومسؤولون في منظمات دولية ومحلية من تفاقم التأثيرات الكارثية للدمار الواسع الذي طال البنية التحتية والمنشآت العامة في السودان، خلال عامين من الحرب.
ووفقاً لتقديرات غير رسمية، تتراوح قيمة الخسائر الناجمة عن تدمير هذه البنى والمنشآت بين 120 و150 مليار دولار
تعرضت محطة المقرن التحويلية بمدينة عطبرة لهجوم بطائرات مسيّرة أطلقتها مليشيا الدعم السريع المتمردة، مما أدى إلى استشهاد فردين من طاقم الدفاع المدني وأضرار فنية جسيمة.
الهجوم أعاد إلى الواجهة خطورة استهداف المرافق الخدمية الحيوية، وبيّن مجدداً أن المليشيا المتمردة لا تتعامل مع هذه المنشآت بوصفها بنى مدنية محمية، لكن كأهداف استراتيجية ضمن حربها المفتوحة على الدولة والمجتمع.
وقال خبراء استراتيجين انه ومنذ اندلاع الحرب وسّعت مليشيا الدعم السريع المتمردة نطاق عملياتها ليشمل البنى التحتية المرتبطة مباشرة بحياة المواطنين.
وقالوا ان استهداف محطات الكهرباء هو فعل دأبت المليشيا المتمردة على القيام به لتعطيل المستشفيات ، وشلّ محطات المياه، وإرباك الاتصالات، وتعميق الأزمات الإنسانية في مناطق واسعة.
وان هذه الهجمات جزء من حرب خدمات تهدف إلى إنهاك المدن. استهداف محطة المقرن لا يمكن عزله عن سياق أوسع من العمليات المشابهة، ما يؤكد أن الأمر يتجاوز ردود الفعل أو العمليات العشوائية.
واضافوا أن
طبيعة الأهداف، وتكرار الهجمات، واستخدام المسيّرات ضد منشآت خدمية، كلها مؤشرات على خطة ممنهجة تقوم على تدمير مقومات الدولة وخلق حالة فوضى ومعاناة طويلة الأمد.
هذه الاستراتيجية تسعى إلى كسر الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة وتوسيع دائرة المعاناة والإحباط رغم أن التخريب يتم بشكل متعمد ومباشر.
امتلاك المليشيا لقدرات تقنية مثل الطائرات المسيّرة، واستخدامها بدقة ضد محطات حيوية، يزيد من كشف الدعم الذي تقدمه لها إمارات الشر التي تبذل كل خبثها لتدمير السودان.
استشهاد أفراد من الدفاع المدني أثناء محاولتهم احتواء آثار الهجوم يضيف بعداً إنسانياً بالغ القسوة فالمستهدفون كانوا يؤدون عملاً إنسانياً لحماية الأرواح والممتلكات.
وان هذا السلوك يضع هذه الاعتداءات في إطار جرائم الحرب، ويعكس استخفافاً كاملاً بالقوانين والأعراف الدولية.
واشاروا الي ان حادثة محطة المقرن بعطبرة تمثل نموذجاً واضحاً لسياسة ممنهجة تنتهجها مليشيا الدعم السريع المتمردة، بدعم من أبو ظبي ، تقوم على تدمير البنى التحتية وتجفيف مقومات الحياة، في محاولة لفرض واقع الفوضى بالقوة.
ورغم فداحة الخسائر، يظل هذا النهج عاجزاً عن كسر إرادة الشعب السوداني، الذي أثبت أن استهداف الخدمات لن يزيده إلا ارتباطاً بأرضه واصطفافا مع جيشه.
