همس الحروف… الباقر عبد القيوم علي.. يكتب . صالح المجرشي علامة فارقة في ملف العلاقات الثقافية و الإجتماعية السودانية السعودية

 

 

 

 

 

كعادتها دائماً درجت الملحقية الثقافية للمملكة العربية السعودية أن تقدم في كل أمر يعنيها تفوقاً تنافس به نفسها لتعزز من خلاله من القيم ما يليق بحجم بلاد الحرمين الشريفين ، و نجدها تلبس ما تقوم به ثوب من التميز المعهود عنها و المهنية الملموسة فيها ، و لهذا نجدها إذا أنجزت أمراً تألقت فيه ، فيظهر دائماً حصادها في أبهى حلة قبل و بعد إنطلاقه ، لتعبر به عن لمسات عرابها سعادة عبد الله بن قاسم الهاشمي الملحق الثقافي حيث يظهر ذلك واضحاً بصورة تضاهي سطوع الشمس في رابعة النهار .

 

تغمرنا السعادة حينما نجد خلف هذه الإنجازات في الصف الثاني شباب صغار في سنهم و لكنهم كانوا كبار في عطائهم ، و لهذا نعتبرهم ثروة بشرية حقيقية ، و قد انبروا إلى العطاء بكل تجرد لأن سلاحهم الوحيد هو إيمانهم الذي وقر في صدورهم و قد صدقه العمل ، و لهذا سمقت نجومهم فكانوا خير سفراء في تمثيل بلادهم لانهم بذلوا لتحقيق ذلك جهوداً عظيمة ، فلم تمنعهم مشغولياتهم من إحداث فرق كبير في حياتهم الإجتماعية التى عبروا بها إلى قلوب الناس الذين نالوا شرف التعرف عليهم عن قرب .

 

من بين هؤلاء الشباب الذين يصعب التميز بينهم ، و ذلك لأنهم يحملون نفس الصفات ، فقد برز من وسط هذه الكوكبة نجم السيد الأستاذ صالح بن حسن مجرشي مساعد الملحق الثقافي و هو ليس بأفضلهم و لكنه يشكل فصلا جديدا من من فصول بناء الذات و تجويد حسن الصفات مما مكنه من كسب الآخرين مودة و حباً على مستوى الزملاء من ناحية و علي مستوى العلاقات الإجتماعية مع أفراد المجتمع السوداني من الناحية الأخرى ، فكان نعم الشاب الخلوق الذي يعتبر قدوة حسنة للكثيرين من رصفائه ، و كما استطاع بمثابرته وجهده أن يشكل علامة فارقة بين البلدين الشقيقين في الربط على مستوى ملف العلاقات الثقافية ، و على الرغم من قصر فترته التي مرت كلمح البرق إلا أنها كانت مليئة بالإنجازات التي حملت الكثير من إفادات الوصل الرائع و الراقي ثقافياً و إجتماعياً .

 

الأستاذ صالح المجرشي يعتبر من أميز جسور المحبة ، و رمزاً سامقاً من رموز الأخاء النقي بين شعبي السودان والمملكة ، و هذا ما يؤكد حميمية و أزلية للعلاقات الثقافية و الإجتماعية الممتدة بين البلدين الشقيقين .

 

في ليلة وداع و تكريم هذا الشاب الخلوق الذي يؤكد لنا صدق مقولة “لكل امرئ من اسمه نصيب” ، و التي كانت إحتفالية مصغرة تشكلت من روعتها لوحة تلقائية رائعة عبرت عن نفسها بإمتزاج ألوانها الزاهية و التي كانت عبارة عن مزيج من الأفكار المتداخلة اللاشعورية النابعة من واقع الإيمان بالقدرة الهائلة للأحلام لدى المحتفى به و ضيوفه المميزين ، و كان على رأسهم سعادة الأخ الأستاذ رأفت بن أحمد شرف نائب سفير خادم الحرمين الشريفين و سعادة الأخ خالد العتيبي نائب الملحق العسكري و الأخ الرائع الأستاذ عبد الله الشهري و الأخ الكريم إبراهيم الخليل الذي يعتبر من أهم أعمدة الدبلوماسية الشعبية السودانية و الإعلامي السامق الأستاذ مصعب محمود ، و لفيف من الأخوة الأحباء الذين تضيق بهم المساحات المكانية و تتسع لهم المساحات القلبية .

 

تداخلت الكلمات و هي تحمل شيئاً من مشاعر الحزن الذي يفرضه فراق الأخاء الذي يصنع آلاماً قاسيةً على القلوب و التي إبتدرها سعادة الملحق الثقافي الأخ عبدالله بن قاسم الهاشمي ثم تلاه سعادة الأخ رأفت بن أحمد شرف نائب السفير ، و قد كان محور حديث جميع الذين تحدثوا يثمنون على عطاء المحتفى به الذي أجزل فيه لوطنه الثاني السودان ، و الذي أدى مهمته على أكمل وجه .

 

صحيح تجمعنا الظروف و قد يفرقنا الزمان و لكن عزاءنا الوحيد الذي يواسينا هو أن هذا الرجل الخلوق سيغادرنا إلى بلاده و سيكون فيها سفيراً لبلاده الثانية السودان و هذا ما يشكل إضافة حقيقية له في الموقع الذي سيسند إليه في بلاد الحرمين .. فنقول له رافقتك السلامة و حفظك الله و رعاك و سدد خطاك يا صالح الصالح .

الحاكم نيوز وجهة جديدة في عالم الصحافة الرقمية المتطورة... سرعة اكتر مصداقية اكتر دقة وانتشار للخبر والإعلان ..™

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة + خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى