*(73 مليار دولار حجم الاستثمارات السعودية في دول القارة الإفريقية مع الترشح للتصاعد في مجالات حيوية مثل التعدين والزراعة والأمن الغذائي والطاقة التقليدية والمتجددة*).
الرياض الحاكم نيوز
قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان الخميس، إن صندوق الاستثمارات العامة للمملكة يتجه لاستثمار ملياري ريال (533 مليون دولار) في دول إفريقية، مشيرا إلى أن القارة السمراء تمثل إحدى أولويات المملكة حيث تولي أهمية في ضخ استثمارات في العديد الدول الإفريقية في قطاعات حيوية.
وجاءت تصريحات الجدعان على هامش مشاركته في أعمال المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الإفريقي بالعاصمة السعودية الرياض وتستمر أعماله يوما واحداً.
واعتبر أن العالم اليوم يمر بمرحلة فيها تحولات اقتصادية عميقة، حيث يوجد تسارع في ظهور التقنيات المبتكرة والتحول لقطاعات اقتصادية جديدة وإعادة التصور لسلاسل الإمداد العالمية، مما يفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والتنمية المشتركة بين السعودية ودول القارة الأفريقية، وخصوصا مع وجود الممكنات في الجانبين بين الطرفين من موارد طبيعية وموقع جغرافي مميز وقوى بشرية شاملة.
وساهم الصندوق السعودي للتنمية في تمويل البنية التحتية الأساسية في إفريقيا كالطرق والسدود والمستشفيات والمدارس، ودعم ما يزيد على 400 مشروع في إفريقيا.
وأضاف الوزير السعودي “اليوم تنضم إلينا مؤسسات التنمية التابعة لمجموعة التنسيق العربية والتي ستعلن عن برامجها التمويلية الضخمة لدعم التنمية المستدامة في القارة الإفريقية وحتى عام 2030.
ونوه بأن من أكبر التحديات التي تواجه العديد من الدول في أفريقيا هي القدرة على تحمل أعباء الديون، مشيرا إلى أنه تم قطع شوط في تحديات الديون الإفريقية من خلال مبادرتي تعليق مدفوعات خدمة الدين والإطار المشترك لمجموعة العشرين والتي تم إطلاقهما خلال رئاسة السعودية لمجموعة العشرين في عام 2020.
وبين الوزير الجدعان أنه على صعيد تطوير خطوط الملاحة البحرية تعمل الهيئة العامةُ للموانئ في المملكة على تعزيزِ حركة السفن في البحر الأحمر، والربط بمختلف الموانئ الأفريقية، تبذل المملكة جهودا مماثلة فيما يخص الوجهات والخطوط الجوية، إضافة لذلك، فقد أطلقت المملكة مؤخراً برنامجاً يهدف إلى تيسيرِ التجارة في الخدمات بين المملكة وأفريقيا والتوسعِ فيها، وذلكَ في إطار التعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، حيث تستهدف هذه المبادرة التكامل الإقليمي الذي يمثل مجالا من مجالات النمو غير المستغلة.
من جهته، أكد وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، خلال كلمة له في المؤتمر أن بلاده تتجه إلى ضخ استثمارات ستغير قواعد اللعبة في إفريقيا. وقال “حجم الاستثمارات السعودية في دول القارة الإفريقية بلغ، حتى الآن 274 مليار ريال، (73 مليار دولار).. هذا الرقم مرشّحٌ للتصاعد بقوة خاصة في مجالاتٍ حيوية مثل التعدين والزراعة والأمن الغذائي، والطاقة التقليدية والمتجددة”.
وتابع “القارة الإفريقية تزخر بفرصٍ استثمارية متميزة، وتملك ثروات طبيعية هائلة فهي على سبيل المثال تمتلك حوالي 30 بالمئة من احتياطي الثروات المعدنية في العالم”.
وأشار إلى وجود مشروعات استثمارية نوعية يجري العمل عليها مع شركات إفريقية في مختلف المجالات الاقتصادية، منها على سبيل المثال، السياحة والثقافة وصناعة الأغذية والطاقة.
خلال الجلسة الرابعة التي تأتي بعنوان “رأس المال البشري — مفتاح النمو الاقتصادي”.
وتسعى نيجيريا، التي يحضر رئيسها لمؤتمر الرياض، إلى جذب المزيد من الاستثمارات بدلا من الاعتماد على الديون، لإنعاش اقتصاد أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان.
وتعاني نيجيريا من ارتفاع التضخم المكون من رقمين ونقص العملات الأجنبية وضعف العملة المحلية وانعدام الأمن على نطاق واسع وسرقة النفط الخام.
وانطلقت الخميس أعمال المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الإفريقي بحضور عدد من المسؤولين في المملكة والدول العربية والإفريقية، وقادة المال والأعمال والاستثمار من القطاعين الحكومي والخاص، والاتحادات التجارية، والمنظمات الدولية.
وبدأت الجلسة الأولى بعنوان “الوصول إلى الطاقة.. بناء شراكات طاقة مستدامة”، بمناقشة تعزيـز الشراكات بيـن المملكة وأفريقيا في قطاع الطاقـة لتسـريع التنميـة المستدامة؛ تليها الجلسة الثانية التي تسلط الضوء على أهمية الجهود المشتركة بين المملكة وأفريقيا لدفع مستقبل اقتصادي مستدام وتأتي بعنوان “الاستثمار في المستقبل”.
وسيقدم المؤتمر في جلسته الثالثة التي تأتي بعنوان “تعزيز أطر التعاون لضمان الأمن الغذائي للمنطقة والعالم” منظورًا شاملًا للمشهد الزراعي وإمكانياته وتحدياته والأمـن الغذائي فـي المملكـة وأفريقيا؛ ومن ثم سيناقش المؤتمر أهمية المعرفة والمهارات والقدرات لدى الشباب في النمو الاقتصادي وأثرها على زيادة الإنتاجية وارتفاع مستوى الدخل، وذلك خلال الجلسة الرابعة التي تأتي بعنوان “رأس المال البشري مفتاح التنمية الإقتصادية”.