توجه الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة إلى المملكة العربية السعودية صباح اليوم للمشاركة في القمة السعودية الأفريقية العربية الإسلامية التي تأتي في ظروف بالغة التعقيد في المنطقة بعد أحداث 15 أبريل في السودان والأحداث الأخيرة في قطاع غزة وفي ذات الوقت تخطو فيه المملكة العربية السعودية خطوات واسعة نحو التقارب الأفريقي حيث تنوي المملكة العربية السعودية ضخ استثمارات ضخمة للقارة لمد جسور التواصل الاقتصادي الذي ابتدرته المملكة وفق رؤية 2030 م تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
زيارة البرهان وهذه المشاركة في اعتقادي أتت في وقت مهم حيث مازال الشارع السوداني يعول على منبر جدة لإنهاء الحرب الدائرة الان بعد الاتفاق على تفاصيل توصيل المساعدات الإنسانية التي نأمل أن تلتزم بها مليشيا الدعم السريع التي حفل سجلها بجرائم ضد الإنسانية شاهدها العالم في اردمتا وفي نيالا وغيرها والدور السعودي واضح المعالم رأيناه منذ اندلاع الحرب من خلال مساهمات مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية في دعم متواصل للشعب السوداني وهذه الزيارة فرصة أيضا لرئيس مجلس السيادة للالتقاء بزعماء القارة الأفريقية وتوضيح مجريات الأمور التي تحدث في السودان.
هذه القمة تؤكد انفتاح المملكة العربية السعودية على القارة الأفريقية وهذا الأمر مهم جدا للأدوار الكبيرة التي تلعبها المملكة في دعم القارة والمساهمة في اقتصاديات هذه الدول والمشاركات المستمرة في جهود العمل الإنساني في القارة.
زيارة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان تأتي في ظرف دقيق تمر به البلاد وهذا التلاحم الشعبي مع القوات المسلحة في حربها ضد إرهاب المليشيا وفي ذات الوقت إيجاد صيغ ترتيب لاتفاق سلام يراعي مصالح وأمن البلاد القومي ولا يفضي إلى الإفلات من العقاب للجرائم التي اقترفتها المليشيا وهي فرصة أيضا لتقديم الشكر لقيادة المملكة العربية السعودية لما قدمته للسودان ولتصديها لملف الأمن ورعاية منبر جدة كما لا يمكننا أن ننسى مجهودات القاهرة أيضا التي كان لها دور في جمع دول جوار السودان من أجل إيقاف الحرب وهي كلها جهود تاتي ضمن مبادرات الدول الصديقة والشقيقة..